مدير المسجد الإبراهيمي في حواره مع الفتح: الاحتلال سرق 63% من مساحته والمذبحة راح ضحيتها 29 شخصا و150 مصابا

المصعد الكهربائي والتقسيم الزماني والمكاني أهم انتهاكات الاحتلال في الخليلي

  • 58
الفتح - مدير الحرم الإبراهيمي غسان الرجبي

المسجد الإبراهيمي ثاني أهم الأماكن الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى، وقعت فيه المذبحة المعروفة باسمه عام 1994. يقع المسجد في منتصف مدينة الخليل، وظل المسجد يؤدي دوره حتى احتلال القدس فحوله الصليبيون إلى كاتدرائية، ثم حرره صلاح الدين، وعين 10 من العائلات لتكون في خدمة المسجد، وفيه منبر صلاح الدين الذي صنع في مصر عام 484هـ.

بقي المكان مطهرا من دنس اليهود حتى عام 1967 حين وضع الاحتلال عليه العلم الإسرائيلي في الثامن من يونيو 1967، لكنه بقي مسجداً إسلاميا خالصاً حتى عام 1994 حين وقعت مجزرة المسجد الإبراهيمي.

 

ونحن في ذكرى مجرزة المسجد الإبراهيمي التي راح ضحيتها نحو 29 شهيدا بإذن ربهم، وأصيب أكثر من 150 فلسطينيًا، كان لنا هذا اللقاء مع مدير المسجد الإبراهيمي- غسان الرجبي، لنحاول إلقاء الضوء على واقع المسجد الإبراهيمي بعد كل هذه الأعوام على حادث تلك المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين.. فإلى نص الحوار.


بداية.. ماذا حدث يوم المجزرة؟

أحد أبشع جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في مدينة الخليل، هي مجزرة المسجد الإبراهيمي، حيث قام الطبيب المجرم جولدشاين ، والأصل في الطبيب أن يتحلى بالإنسانية إلا أن العنصرية الصهيونية التي تتلمذ عليها أثرت على نفسيته فدخل إلى مصلى المسجد الإبراهيمي وبالتحديد في مصلى الإسحاقية وقام بإطلاق الرصاص تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، في 15 رمضان لسنة 1414 ه، الموافق 25 فبراير 1994، ارتقى في هذه المجزرة البشعة 29 من خيرة أبناء مدينة الخليل وأصيب مايقارب 150 جريحاً، ليصل العدد بعد يومين إلى 60 شهيداً في المدينة تقريباً ارتقوا في المسجد وعلى أبواب المسجد، وفي أسواق المدينة ونقاط التماس في مدينة الخليل.

ما هي تحركات الاحتلال عقب المذبحة؟

لم يكتفي الاحتلال بما حدث في  المجزرة، حيث  ارتكب عدد من المجازر المختلفة في المدينة، واتخذ قراراً بإغلاق المسجد مدة ستة أشهر بدعوى التحقيق في المجزرة، حيث قام بتشكيل لجنة تسمى لجنة شمغار، وهي لجنة جائرة، أحادية التوجه، قررت محاربة الفلسطينين مرة أخرى بسرقة 63 % من مساحة المسجد الإبراهيمي، وكذلك تقسيمه زمانياً ومكانياً -وهو نفس الأمر الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تطبيقه في الأقصى المبارك في هذه الأثناء-، ووضع الاحتلال أكثر من 120 حاجزاً عسكرياً في محيط البلدة القديمة في مدينة الخليل، وأغلق أكثر من ألفي محل تجاري في البلدة القديمة بمدينة الخليل وعزلتها عن المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية، وحجزت قلب المدينة المتكون من المسجد الإبراهيمي والمنطقة القديمة في البلدة القديمة في مدينة الخليل.

ما هي لجنة شمغار؟

لجنة شمغار جزء من مسلسل الاعتداء الصهيوني، حيث تم تشكيلها في 1994م، وترأسها، "مئير شمغار" قاضي المحكمة العليا، وبرأت اللجنة جيش الاحتلال، حيث نصت على أن " باروخ جولدشطاين منفذ الهجوم على المسجد الإبراهيمي نفذ جريمته مفرداً، ولم يساعده أحد، وأن جيش الاحتلال لم يتأخر في نقل المصابين إلى المستشفيات ".

وكان من أهم توصيات اللجنة بتشكيل شرطة خاصة لحراسة المسجد ومنع الدخول إليه مع السلاح وفصل المصلين اليهود من المسلمين.

هل توقفت الاعتداءات بعد تلك القرارات؟

إجراءات الاحتلال لم تنته إلى هذا الحد بل استمرت في تهويد هذا المكان الطاهر، وعدم رفع الآذان، ورفع الأعلام، ورفع الشمعدان، وأداء الصلوات التلمودية وكما يمنع الاحتلال الفلسطينين من الوصول إلى المسجد 10 أيام في العام.

كم مرة منع الأذان العام الماضي؟

إجراءات الاحتلال لم تنته، وتعنته وإرهابه وسعية في تهويد المسجد الإبراهيمي، فهي إلى الآن تمنع رفع الأذان، فقد تم رصد عدم رفع الآذان 613 في العام الماضي 2022.

ماذا عن المصعد الكهربائي وتهويد الحرم؟

استمراراً لسعي الاحتلال لتهويد منطقة المسجد الإبراهيمي، قامت قوات الاحتلال في الفترة الأخيرة، بفرض أمر واقع وسيادة إسرائيلية جديدة عن طريق إنشاء المصعد الكهربائي والمسار السياحي، حيث يقوم الاحتلال بأعمال الحفر بالساحات الغربية من المسجد الإبراهيمي، وتركيب المصعد على الواجهة الرئيسية للحرم، وما يقوم الاحتلال يعد انتهاكاً صارخاً، وعبث غير مسبوق بالمعالم التاريخية.

كيف أثر تواجد أهالي الخليل بالمسجد كان في وجه الاحتلال؟

مع كل هذه الظروف التي يمر بها المسجد الإبراهيمي خصوصاً ومدينة الخليل عموماً من أحداث، إلا أن آلاف الفلسطينيين يتوافدون ويتواجدون في المسجد، ومحيطة.

وهذه المنطقة الآن هي بحاجة إلى تواجد الفلسطينين، ولله الحمد أعداد كبيرة تؤمه وتأتي إليه، فهناك حملات الفجر العظيم، وهناك صلوات دائمة في داخل أروقة المسجد الإبراهيمي، وكل بفضل الله وبفضل جهود أبناء الشعب الفلسطيني. 

ما هى تحركات إدارة المسجد الإبراهيمي؟

نسعى جاهدين لتيسير تواجد المصلين في المسجد من خلال عدة أنشطة، من أهمها إحياء الفجر العظيم بدعوة الناس للصلاة، وتسهيل وصولهم، وتشجيع الأهالي على إشهار عقود الزواج في المسجد، وإقامة اللقاء النسائي كل يوم سبت، وعمل المسابقات والندوات داخل المسجد.

  • كلمات دليلية
  • فلسطين المحتلة