لا ذكاء اصطناعي بدونها.. ما هي شريحة A100 التايوانية الخارقة؟

  • 50
الفتح - شريحة A100 التايوانية

في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا مثل ألفابت ومايكروسفت وميتا، على طرح برامجها المدعومة بالشكل الجديد للذكاء الاصطناعي، الذي سيعيد تشكيل كيفية استخدام البشر للإنترنت، برز إلى الواجهة الدور المحوري الذي تلعبه شريحة A100، والتي باتت تعتبر من أكثر الأدوات أهمية في دعم تطور الذكاء الاصطناعي.

وبحسب الخبراء فإن شريحة A100 التي تصممها شركة إنفيديا الأميركية "Nvidia"، باتت "العمود الفقري" لمحترفي الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، وذلك رغم ثمنها الباهظ الذي يصل إلى 10 آلاف دولار للشريحة الواحدة، نظراً للدور الذي تلعبه في تفعيل نماذج التعلم الآلي، التي تعتمد عليها برامج مثل ChatGPT.


ما هي إنفيديا؟

هي شركة تصميم معالجات وبطاقات رسوميات أميركية، وهي تفوض أطرافاً آخرين للقيام بمهمة تصنيع شرائحها، ويقع مقرها في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة.


95 بالمئة حصة إنفيديا 

ورغم وجود الكثير من الشركات المنافسة لها مثل إنتل وAMD، تمكنت إنفيديا من الاستحواذ على حصة 95 بالمئة من سوق المعالجات الرسومية، لاستخدامات الذكاء الاصطناعي وفقاً لـNew Street Research، وذلك بفضل تطور قدرات المنتجات التي تطرحها في هذا المجال، حيث أعلنت منذ أيام، أنها تريد أن تجعل من الذكاء الاصطناعي أسرع بنسبة تزيد عن مليون بالمئة، مقارنة بالسرعات المتوفرة حالياً.


تعمل كالدماغ

إن شريحة A100 من إنفيديا هي معالج رسوميات يعمل كالدماغ، ويقوم بتفسير التعليمات ويخبر المكونات الأخرى بما يجب فعله، إذ لا يمكن لعمليات الذكاء الاصطناعي، أن تتم دون هذه الشريحة التي تمنح أي برنامج أو تطبيق طاقة معالجة أكبر للمهام الصعبة، وهذه الأنواع من المعالجات عادة ما كانت تستخدم في السابق أجهزة الألعاب، ولكن شريحة A100 كان لها توجه أكبر وهو تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي.


سحق الجميع

ويقول الكاتب المختص بالشؤون التكنولوجية ألان القارح في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الحديث المتعلق بمعالج الرسوميات A100 من إنفيديا هو حديث تقني صعب جداً، حيث إن كل ما يحتاج الناس لمعرفته بخصوصه، هو أن هذا المعالج استطاع أن يسحق جميع أشكال المنافسة في سوق المعالجات الرسومية، نظراً لقدرته الهائلة على تحليل البيانات بسرعة غير مسبوقة، وبمعدلات تصل إلى أضعاف عدة مقارنة بالمنافسين.


معالج يساعد ChatGPT

ويشرح القارح أن معالج A100 فائق القوة، قادر على تحليل عمليات عدة في ثوان، وهذا ما يساعد برنامجاً مثل ChatGPT على تقديم أجوبة سريعة للمستخدمين، لافتاً إلى أنه من الناحية التقنية لا أحد قادر على منافسته سوى معالج جديد من إنفيديا، فـ A100 ضخم في كل شيء انطلاقاً من الذاكرة الرسومية والذاكرة المساعدة، مروراً بعدد أنوية المعالجة وقوتها، وصولاً إلى سعة تبادل البيانات.


إنفيديا تنافس نفسها

ولفت القارح الى أن إنفيديا بدأت في 2022، بطرح معالج H100 الأشرس والأغلى ثمناً من معالج A100، محققة مبيعات قوية منه، ومن هنا تأتي فكرة أن NVIDIA باتت تنافس نفسها في سوق المعالجات الرسومية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وذلك رغم وجود منافسين مثل AMD وإنتل وغيرها من الشركات.


مستقبل أقوى

وبحسب القارح فإن النسخة الأولى من معالج A100، تم إطلاقها منه في منتصف عام 2020، وهي خضعت حتى الآن لعدة تحديثات زادت قوتها، ومن المتوقع أن تصبح أكثر قوة مع مرور الزمن، حيث يحتوي A100 على أجزاء معطلة تحتاج للمزيد من عمليات التطوير، مما يعني أنه يملك المزيد من القوة الحوسبية التي ستظهر مستقبلاً في نسخ محدثة.


لماذا هذا الثمن الباهظ؟

ويقول القارح إن شريحة A100 ليست مخصصة لجميع الأعمال، بل هي موجهة الى فئة محددة من الشركات، التي تضخ استثمارات بمليارات الدولارات في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، مشدداً على أن السبب في بلوغ ثمن هذه الشريحة 10 آلاف دولار، يعود إلى نجاح إنفيديا بدمج تقنيات حوسبة فائقة في قطعة معدنية صغيرة، تحتوي على 54 مليار ترانزيستور، حيث إن ما تقدمه شريحة A100 لعالم الأعمال والتقنيات الموجودة فيها تتناسب تماماً مع سعرها.


ممنوع وصولها للصين

ووفقاً للقارح فإن ما يدل على القوة الهائلة التي تتمتع بها شريحة A100، هو أن السلطات الأميركية قامت بتحديدها بالاسم ومنعت شركة Nvidia من تصديرها للصين، كون هذه الخطوة تسهم في شل قدرة الشركات الصينية، على القيام بأعمال حوسبة متقدمة، كما أنها تحد من خطر استخدام الشريحة في منتجات الصناعات العسكرية، مثل البحث في صور الأقمار الاصطناعية عن أسلحة أو قواعد، وتصفية الاتصالات الرقمية لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية.


تغلغل إنفيديا

ويكشف القارح أن إنفيديا وحتى قبل إطلاقها لمعالج A100 تسيطر على سوق المعالجات الرسومية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فكان لديها معالج V100 ومعالج Titan RTX، إلا أن المعالج الجديد جمع قوة المعالجين السابقين، وعزز من تغلغل إنفيديا في سوق معالجات الذكاء الاصطناعي، والأجهزة التي ترتبط بها مثل الأجهزة المحمولة الذكية، والسيارات ذاتية القيادة والآلات ذاتية الحركة، وأجهزة المراقبة والتصوير.