• الرئيسية
  • الأخبار
  • التدين ليس قنطرة إلى التطرف.. "باحث" يؤكد: من أسباب التطرف الجهل الذي يغذيه غياب العدالة والشعور بالقهر وقلة الفقه

التدين ليس قنطرة إلى التطرف.. "باحث" يؤكد: من أسباب التطرف الجهل الذي يغذيه غياب العدالة والشعور بالقهر وقلة الفقه

الحجاب رمز لصراع العالمانية مع الدين.. "باحث": يريدون محو الدين والتشكيك في الثوابت

  • 49
الفتح - أرشيفية

قال شريف طه الباحث الإسلامي، إن التيارات العلمانية - في أكثر صورها اعتدالا- ترى ضرورة تقليص دور الدين في المجتمع والشأن العام، مشيرا إلى أن هناك من يرى أن الدين يمثل عائقا أمام التطور والتقدم، ويعتبر التمسك به رجعية وتخلفا.

وأضاف طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: هناك من يرى ضرورة محو الدين، ولكن الإشكالية عنده تتمثل فقط في عدم تقبل الجماهير، وهؤلاء يرون أن دورهم يتمثل في تزهيد الجماهير في الدين والتدين والإرجاف والتشكيك في الثوابت واحدة تلو الأخرى. 

وتابع طه قائلا: ويمثل الحجاب رمزية لهذا الصراع مع العلمانية بكل صورها، فرمزيته وتعبيره عن الهوية الدينية، والتمسك بالشريعة وأحكامها، وعدم إمكان حصره في دور العبادة، موضحا أن هذا يمثل صداعا للتيارات للعلمانية.

ونوه الباحث الإسلامي قائلا: ثمة مخاوف أخرى من أن انتشار التدين، يعتبر عائقا أمام مصالح بعض الفاسدين، ممن لا يريدون أن يقول لهم أحد: هذا حلال وهذا حرام، وإنما يريدون اتباع الأهواء والشهوات، مشيرا إلى وجود قطاعات واسعة، وأفلام ومسلسلات وكليبات وحفلات ورقص وتعامل بالربا وخمور، ولا يريدون أن يقول لهم أحد هذا حلال وحرام، موضحا أن هذا يخلق عند أفراد هذه القطاعات ومن ينتفع من ورائهم الخوف من التدين.

وواصل طه حديثه قائلا: هناك نظرة أخرى لدى البعض، يعتبر فيها التدين قنطرة للتطرف أو بداية لطريق للتطرف، وهذه نظرة قاصرة جدا في الحقيقة، فالتطرف له أسباب أعظمها :الجهل الذي يغذيه غياب العدالة، والشعور بالقهر.

وأفاد قائلا: وأما سياسات تجفيف المنابع التي تتحول في بعض الأحيان لتجفيف روح التدين، فإنها تؤدي لنتائج عكسية على المدى الطويل، وإن نجحت على المدى القصير. ولعل ما كشف عنه الوضع في سوريا وتونس بعد الثورات يبين لنا شيئا من ذلك.

واختتم قائلا: هذا بالطبع لا يعني براءة التيارات الدينية وعدم مسؤوليتها، فإن غياب الفقه لدى كثيرين ممن قادوا هذه الحركات، دفعها لجولات صدام مريرة مع كثير من الأنظمة المختلفة، دفع ثمنها الأفراد والمجتمعات بل والأمة كلها. وهو ما مثل ميراثا ثقيلا يصعب تجاوزه، وبناء جسور الثقة وإزالة التوجسات والتخوفات.

جاء ذلك تعقيبا على مقطع لأحد الممثلات المعتزلات، تقول أنها صورت مسلسلا بالحجاب (تغطية الرأس) على أن يذاع على القناة الأولى، ولكنها فوجئت بعدم عرضه، فاتصلت بالمنتج، فقال لها: جاءتنا أوامر بعدم العرض (يقال أنها بأوامر سوزان مبارك بحسب ظن الممثلة) وكان السبب في ذلك هو أن هذه الممثلة ظهرت في هذا المسلسل بالحجاب، وإن شكلها (حلو) بالحجاب، وهذه دعاية ونشر للحجاب!

وبغض النظر عن مدى صحة أن المنع من سوزان أم غيرها، فإن هذا المقطع أثار في نفسي مسألة معقدة تمر بها أكثر البلاد الإسلامية للأسف الشديد بسبب انتشار التيارات والأفكار العلمانية، وهي معضلة الخوف من انتشار التدين، ومحاولة تحجيم دور الدين في الشأن العام والمجتمع.