ضحايا زلزال سوريا وتركيا في ارتفاع.. وتهديدات جديدة تواجه الناجين

  • 29
الفتح - زلزال شرق المتوسط

تتواصل معاناة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير الماضي، ولم تتوقف المأساة عند العيش في العراء بلا طعام أو شراب، لكنها تمتد إلى مخاطر الهزات الارتدادية وزلازل أخرى، وأيضا مخاطر مرضية جمَّة تتعلق بانتشار الأوبئة بسبب تأخر الإعمار.

وتتضمن المخاطر المرضية الإصابة بالأمراض السرطانية، وأمراض الجهاز التنفسى والكوليرا والحصبة والالتهاب الكبدي وخاصة في سوريا، وفقًا لتحذيرات منظمة الصحة العالمية.

فيما حذرت الدكتورة كاثرين سموولود مديرة حوادث الزلازل بالمنظمة، من ارتفاع نسبة الإصابة بالكوليرا والأمراض المزمنة وإصابات والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وخدمات الصحة العقلية وإعادة التأهيل الجسدي في مناطق الزلزال، بالإضافة لعدم توافر مياه شرب صالحة.

وفي تركيا أكدت إدارة الكوارث الطبيعية أن تدمير منشآت الصرف الصحي أدى لانتشار الأمراض المعدية المرتبطة بشرب المياه الملوثة، مثل التهاب الكبد الفيروسي А وЕ، محذرة من انتشار الأمراض بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والتدفئة والرعاية الطبية في ظل النزوح الجماعي للسكان وانتقال العدوى بشكل أسرع، مثل الكوليرا، وعدوى الجمرة الخبيثة، بسبب تدمير مقابر الحيوانات الذي أدى إلى انتشار الجراثيم المسببة للمرض.

وتزامنًا مع الوضع المأساوي لضحايا الزلزال، وصلت المساعدات الغربية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي متأخرة للغاية بعد شهر تقريبًا من وقوع الزلزال وهو على عكس النهج الغربي في إرسال مساعدات عاجلة ومتتابعة لمناطق الكوارث والأزمات.

وتعليقًا على ذلك، قال عبد الرحمن ربوع الكاتب والمحلل السياسي السوري، إنه مع مرور شهر على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا صارت ملامح هذه الكارثة شبه واضحة في سوريا من حيث الضحايا والمصابين والمنكوبين والمتضررين ومن حيث حجم الأضرار المادية، مضيفًا أن المكاتب والفرق الطبية والهندسية سواء التابعة لهيئة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف السوري أو التابعة للمنظمات الإغاثية الكبرى المحلية كالدفاع المدني وفريق الاستجابة الطارئة وفريق ملهم التطوعي؛ أحصت الفواقد والأضرار في تقارير وقوائم وتعمل على تنظيم خطة عمل تركز على رفع الأنقاض بعد أن أنهت مهام إنقاذ المصابين والعالقين وانتشال الضحايا كما تعمل على تأمين تمويل لبرامج إعادة تأهيل المدن والقرى التي تضررت مبانيها وتضرر عمرانها جراء الزلزال.

وأضاف ربوع في تصريح خاص لـ "الفتح"، أن الهبّة الشعبية السورية لإنقاذ المواطنين في المناطق المنكوبة ساهمت بتأمين المستلزمات الإسعافية وأعمال الإنقاذ ومساعدة المنكوبين في الحصول على المساعدة العاجلة والفورية ثم ساهمت المساعدات الشعبية والحكومية التي قدمها الأشقاء العرب سواء في مصر والسعودية والإمارات وقطر في التخفيف من قسوة الكارثة.

وأكد ربوع أن المنكوبين يأملون أن تسهم المساعدات الخارجية في التخفيف مما يعانونه من مرارة التشرد وقسوة الإقامة في العراء وسط أجواء مناخية قاسية يضاف إليها ما تقوم به قوات النظام مدعومة بالقوات الروسية والإيرانية واللبنانية من استهداف يومي لمخيمات النزوح في إدلب وحلب والمدن والقرى التي تسيطر عليها قوات المعارضة بحجة محاربة الإرهاب.

وشدد ربوع على أن تأخر الإعمار، أو عدم نقل الضحايا إلى مساكن أو مناطق آمنة، بالإضافة لمعاناة السوريين الأصلية يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة، في ظل انتشار الأمراض مثل الكوليرا في مناطق الزلزال، مشيرًا إلى قلة الخدمات الطبية والصحية وشح المياه النظيفة وندرة الوقود والحصار المطبق ما يحول دون الحصول على الخدمات الطبية والعلاج اللازمين لسكان وقاطني مناطق شمال غرب سوريا ويساهم بتعميق معاناة السكان من الأوبئة كالكوليرا واللشمانيا والكورونا وغيرها.

وأكد المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، أن التفسير الوحيد لتأخر وصول المساعدات الغربية لضحايا الزلزال في سوريا وتركيا على عكس ما يفعلون في مواجهة الكوارث والأزمات الدولية، أنها مسيسة، وأن الغرب في الحقيقة يكيل بمكيالين.

وشدد الباحث في الشئون السياسية في تصريح لـ "الفتح" على أنه عندما يتعلق الأمر وتكون الكارثة عند دولة صديقة أو حلف من الأحلاف، تجد المساعدات تصل سريعًا وتصل فعلًا لمن يريدون وتستمر المساعدات بشكل متتابع حتى ينقشع غبار الأزمة أو الكارثة أما غير أحلافهم وأصدقائهم فلا بواكي لهم للأسف الشديد سوريا على وجه التحديد تمثل في ذلك الوقت المنطقة المنكوبة التي لا بواكي لها.