مطالب بمنع الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم.. دعاة: تخالف تعظيم كتاب الله.. والناس يبحثون عن الراحة النفسية

  • 34
الفتح - أرشيفية

لا يخلو بيت من جهاز الراديو المثبت على محطة القرآن الكريم، إذ  تحظى بانتشار واسع بين الناس وتملأ بيوتهم بالترتيل وبالذكر الحكيم، لكن إدارة المحطة اعتمدت مؤخرًا سياسة الإعلانات وتبني حملات لجمع التبرعات، وهو الأمر الذي حرم الناس متعة الاستماع والتدبر.

وفي هذا الصدد، طالبت نائبة برلمانية رئيس إذاعة القرآن الكريم بمنع الإعلانات من المحطة، مؤكدة أنها ذات خصوصية، وأن ما يسمعه الناس في تلك المحطة يختلف تمامًا عما ما يراه الناس ويسمعه في بقية المحطات والقنوات الإذاعية والتلفزيونية، مشددة على ضرورة أن يكون هناك قدر أكبر من الاحترام والتقدير للقرآن الكريم وللأحاديث النبوية، قائلة: "لا يصح قطع أجواء الترتيل والتلاوة بإعلانات عن الضرائب وحفر الآبار".

بدوره، ثمّن الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بدار الإفتاء، مطالب وقف الإعلانات في إذاعة القرآن الكريم، وأنه من المُفرح أن في نسائنا وفي نوابنا هذه الغيرة على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى دور العلماء في الوعظ والإرشاد والنصح والتوجيه.

وقال الأطرش في تصريحات لـ "الفتح" إن إذاعة القرآن الكريم تختلف عن أي إذاعة غيرها، فهي الواعظ الأمين ببيوتنا على مدى الـ24 ساعة، ومن ثم فلا داعي لمثل هذه الإعلانات لما تمتلكه هذه المحطة من خصوصية.

وشدد "الأطرش" على أهمية الاستجابة لهذه المطالب التي تعكس الغيرة الدينية على كتاب الله،، مؤكدًا أن رئيس الإذاعة كان الأولى أن يفكر بهذا التفكير وأولى أن يستجيب للمطالب البرلمانية.

وافقه الرأي، الدكتور وائل سمير، الداعية الإسلامي، الذي يرى أن مطالب منع الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم جيدة وفي مسارها الصحيح، وأنه لا يصح وجود الإعلانات في محطة ارتبط اسمها بالقرآن الكريم.

وأوضح سمير في تصريحات لـ "الفتح" أن إذاعة القرآن الكريم يجب أن ترقى ليقتصر دورها على تلاوة القرآن وتعليم التجويد وتعليم أمور الدين والقضايا الفقهية والقضايا الشرعية، بالإضافة إلى تثقيف المواطنين بما يهمهم من الجانب الشرعي والديني، مشيرًا إلى أن أغلب من يفتحها يريد أن يستمع للقرآن الكريم، ويريد أن يتعلم أمور دينه لا أن يتلقى الإعلانات العامة التي ربما يسمعها ويجدها هنا هناك.

ووصف "سمير" مطالب منع الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم، بأنها موضوعية، وأن هذه المحطة تحديدا لا تحتاج إلى التكسب بمثل هذه الإعلانات، وخاصة مع الإلحاح عليها والتكرار عليها مما يجعل الناس يفرون من ذلك؛ لأن أغلب من ينفق يريد أن ينفق وهو يعلم أين ينفق ويريد أن يرى ذلك لا مجرد أن يسمعه .

كما رحب الدكتور أحمد رشوان، الداعية الإسلامي، بالمطالب البرلمانية لمنع الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم، مشيرًا إلى  أن الله سبحانه وتعالى قال: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"، موضحًا أن تلاوة القرآن من أعظم الشعائر ومن الشعائر التي يجب أن نحترمها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".

وأوضح رشوان في تصريحات لـ "الفتح" أن السماع والإنصات للقرآن الكريم لن يتوفر في ظل الإعلانات الفجة التي تبثها إذاعة القرآن الكريم، مشيرًا إلى أنه ليس ضد الإعلانات في إذاعة القرآن الكريم حتى تكون هناك موارد مالية وهو أمر مفهوم، لكنه يرفض أن يتم قطع التلاوة من أجل بث الإعلانات، بل يجب أن تكون الإعلانات –حال استمرارها– بعد انتهاء التلاوة تمامًا وفي وسط البرامج الأخرى أو بين البرامج وبعضها البعض، مشددًا على أن القرآن الكريم له خصوصيته.

 وأعرب رشوان عن أمله في أن يستجيب رئيس إذاعة القرآن الكريم للمطالب البرلمانية بمنع الإعلانات.