مطالبات بتقديم المساعدات لشمال سوريا مباشرة.. وتحذيرات من كارثة بيئية

  • 39
الفتح - السوريين

بعد مرور شهر ونصف الشهر على زلزال شرق المتوسط الذي دمر آلاف المباني وراح ضحيته ما يزيد على 50 ألف قتيل في سوريا وتركيا، لا زالت المعاناة تسيطر على حياة الضحايا الذين يعيشون في العراء إما في خيام أو معسكرات إيواء يشح فيها الغذاء وأدنى ظروف المعيشة، بالإضافة لانتشار الأمراض والأوبئة وغبار الزلزال والهزات المتتالية.

وتؤكد يونيسف أن 8 ملايين طفل في خطر شديد جراء الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وفي حلب السورية تواجه شبكة المياه مخاطر التدمير بالكامل وتسرب المياه الملوثة، وفي إدلب وحلب خرجت عدة مدارس عن الخدمة وتحول البعض الآخر لمراكز إيواء لعدم وجود بديل، واتجاه مئات الأطفال في سن التعليم للعمل لتوفير المال لشراء الطعام والاحتياجات اليومية، وبالتالي فإن هذه المأساة تحتم على المجتمع الدولي سرعة تقديم المساعدات والتضامن من أجل الانتهاء من الإعمار بشكل عاجل كي تتوقف أزمات الضحايا.

ورغم المساعدات المتأخرة التي أرسلها الغرب بعد أسابيع من الزلزال خاصة في سوريا، ينظم الاتحاد الأوروبي مؤتمرًا دوليًا للمانحين في 20 مارس في بروكسل لجمع أموال لضحايا زلزال تركيا وسوريا، وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات كبيرة من أجل إعادة الإعمار ودعا البيان الشركاء الدوليين والمانحين العالميين إلى التضامن وتقديم وعود تتناسب مع مدى الأضرار وحجمها لتخطي الكارثة الحالية.

 وفي هذا السياق، قال تيسير النجار الكاتب والباحث السياسي السوري، إنه جهد مشكور لكل من يفكر في مساعدة ضحايا الزلزال في محنتهم بجنوب تركيا وشمال سوريا، موضحًا أن مساعدات الغرب جاءت متأخرة للغاية إذ كان أولها من الأمم المتحدة بعد أكثر من أسبوع وبقية المساعدات جاءت بعد شهر بالرغم من الدمار في سوريا. 

وحذر النجار في تصريح لـ "الفتح"، من أن أغلب المساعدات التي جاءت لسوريا جاءت بشكل رسمي لنظام الأسد، ولم تصل للمناطق التي تدمرت بشمال سوريا، لافتًا إلى أن أكثر من 300 طائرة مساعدات جاءت لبشار الأسد لم يعط منها للضحايا في الشمال ولو طائرة واحدة، منوهًا بضرورة أن يتدخل العالم لتصل المساعدات الخاصة بالإعمار للمتضررين والضحايا في الشمال السوري.

 وعن مؤتمر بروكسل للمانحين لمساعدة ضحايا الزلزال من أجل الإعمار، أكد أنه إذا لم تصل تبرعات الإعمار للضحايا فلا توجد فائدة من المؤتمر أو التبرعات، مشيرًا إلى أن دولًا مثل الأردن والجزائر اكتشفا أن النظام أخذ المساعدات لنفسه ولم يصل شيء إلى الضحايا إلا القليل، مشددًا على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بدورها دون أن تكيل بمكيالين وتنصاع لروسيا ونظام بشار الأسد، مطالبًا الجامعة العربية بالضغط حتى تصل المساعدات للشمال السوري.

وقال الدكتور وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، إنه بلا شك آثار الزلازل يعقبها كثير من المخاطر التي يجب الاستعداد والتصدي لها من ضمنها إيواء هؤلاء المشردين الذين فقدوا منازلهم، وتقديم الرعاية الصحية وسرعة التصدي للآثار الجانبية الناتجة عن تدمير شبكات الصرف الصحي ووجود أماكن مناسبة للرجال والنساء، محذرًا من أن الفيروسات والبكتريا تجد في بيئة الزلازل أرضًا خصبة للانتشار.

وأشار سمير في تصريحات لـ "الفتح"، إلى أنه من الشكاوى الموجودة من الإخوة السوريين الذين وجدوا في أماكن غير صالحة مثل ملاعب الكرة وبعض الخيام والأماكن المكشوفة ويمكث فيها رجال ونساء سويًا ما دفع بعض الناس للسكن في بيوتهم القابلة للانهيار، مؤكدين أنها أفضل من هذه المخيمات.

وشدد سمير على ضرورة تدخل المنظمات الدولية والإقليمية والدول الإسلامية والعربية، وكذلك الأمم المتحدة لتوفير الحياة اللائقة وحماية ضحايا الزلزال وتوفير المخيمات اللازمة لهم والأدوية والأطعمة، وحمايتهم من أضرار الزلزال الصحية ومنع انتشار العدوى والأمراض التنفسية.

ونوه سمير أن ضحايا الزلزال لاجئين في بلادهم، يجب أن يجدوا العون والاهتمام للتخفيف من وطأة معاناتهم من الظروف التي يعيشونها، لافتًا إلى ضرورة مساعدتهم بسرعة إنجاز الإعمار لنقل الضحايا إلى مناطق آمنة تنقذهم من المخاطر الصحية الراهنة.