• الرئيسية
  • الأخبار
  • ليس من التدبر.. باحث شرعي: البحث عن فروق متكلفة بين بعض المرادفات الواردة في كتاب الله تعالى تكلف مذموم

ليس من التدبر.. باحث شرعي: البحث عن فروق متكلفة بين بعض المرادفات الواردة في كتاب الله تعالى تكلف مذموم

  • 39
الفتح - كتاب الله تعالى

قال شريف طه، الباحث الشرعي، إن أحد مظاهر التكلف في تدبر القرآن، هي محاولة البحث عن فروق (متكلفة) بين بعض المرادفات الواردة في كتاب الله تعالى.

وكتب طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: وغالبا ما تكون هذه الفروق غير صحيحة لغويا، ولا قائل بها من السلف، وتكون من التكلف السخيف، الذي يصرف الناس عن الانتفاع الحقيقي والمطلوب من كتاب الله تعالى.

وتابع طه قائلا: ومن أكثر من يروج هذا العبث، هذا المدعو ((علي الكيالي)) وللأسف فإن عبثه هذا يلقى قبولا ورواجا بين أنصاف المثقفين، ممن لا أصول شرعية عندهم تمكنهم من التمييز بين الغث والسمين، والصحيح والمزيف، لذلك أمثلة كثيرة تملأ الفيس وحالات الواتس للأسف الشديد، سأقتصر على مثال واحد فقط يمكنك القياس عليه: الفرق بين القرية والمدينة : فهذان اللفظان يطلقان على مسمى واحد في اللغة، وفي القرآن.

واستشهد طه بقول القرطبي رحمه الله تعالى: " ودل قوله: ( فِي الْمَدِينَةِ ) على أن القرية تسمى مدينة، ومنه الحديث ( أمرت بقرية تأكل القرى) -أي المدينة-، وفي حديث الهجرة ( لمن أنت ) فقال الرجل: من أهل المدينة، يعني مكة" انتهى من "تفسير القرطبي" (13 / 354). كما استشهد بقول ابن كثير رحمه الله تعالى: " في هذه الآية دليل على إطلاق القرية على المدينة؛ لأنه قال أولا ( حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ )، وقال هاهنا: ( فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ )، كما قال تعالى: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ )، ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )، يعني: مكة والطائف " انتهى من "تفسير ابن كثير" (5 / 185).

وواصل الداعية الإسلامي قائلا: وأما هؤلاء العابثون، فيزعمون أن القرية تطلق على المكان الذي يسكنه  قوم ديانتهم واحدة، أما إذا كانوا متعددي الديانة فيطلق عليها مدينة، مردفا القول: عبث لا وجه له من لغة أو قرآن أو كلام سلف، وإنما خبط عشواء، وتفسير بالرأي المذموم والهوى.

واختتم قائلا: وللأسف فإن هذه الخزعبلات تستهوي العامة جدا، وتستهوي كذلك مقدمي المحتوى الذين يبحثون عن نسب المشاهدة، بمثل هذه العناوين : أول مرة أعرف الفرق بين كذا وكذا... وغيرها من هذه العناوين الجاذبة للمشاهدات.