• الرئيسية
  • الأخبار
  • بعد 20 عامًا من الاحتلال الأمريكي.. العراق لا يزال يعاني من الطائفية والفساد واستحلال الدماء

بعد 20 عامًا من الاحتلال الأمريكي.. العراق لا يزال يعاني من الطائفية والفساد واستحلال الدماء

  • 48
الفتح - الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش

في 20 من مارس 2003 أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، بدء غزو العراق بذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل عنه، وهو الادعاء الذي تم فضحه لاحقًا، وتكشفت حقيقة نهب ثروات العراق وتدمير مقدراته، فضلًا عن تمكين إيران من حكم البلاد عبر شبكة من الوكلاء والميليشيات. 

منذ لحظة إعلان إسقاط النظام العراقي بعد أسابيع قليلة من بدء العمليات العسكرية في أبريل 2003، بدأت حقبة دموية في البلاد، كانت الغلبة فيها للأحزاب الطائفية والميليشيات المسلحة، التي رعت الفساد الممنهج في البلاد، حتى أصبحت العراق بين أكثر الدول فسادًا وفشلًا وفق المؤشرات العالمية. 

وأسفر الاحتلال عن حصيلة مخيفة من الضحايا، وتخريب كامل للبنى التحتية للمنشآت الخدمية وتفكيك مؤسسات الدولة وإقامة نظام حكم طائفي فاسد، قسّم البلاد والمجتمع العراقي إلى تقسيمات طائفية وعرقية ومناطقية.

عمدت واشنطن منذ اللحظة الأولى للاحتلال لتدمير العراق، عبر تفكيك وحل مؤسساته الأمنية والعسكريّة، رغبة في شيوع الفوضى وسحق إرث دولة مركزية، لصالح حكم الميليشيات المسلحة ووكلاء طهران في العراق، لذا كان القرار الأول للحاكم المدني الأمريكي للعراق بعد الاحتلال هو حل الجيش، والشروع في تأسيس جديد لوزارة الدفاع والداخلية، بمكونات ميليشياوية خالصة، أثبتت السنوات الطويلة أنها لم تعمل لصالح العراق، إنما لصالح الوكلاء خارج الحدود. 

وتدلل المؤشرات العالمية على حال الدولة العراقية في ظل الحكم الطائفي، فمثلًا حلت بغداد في المرتبة الأخيرة بمؤشر الرعاية الصحية لمدن العالم خلال العام الحالي 2023 بحسب موقع نومبيو المختصِ في الأبحاث وتصنيف الدول.

لم يمر الوقت الطويل حتى انتشرت فِرق الموت وعناصرها الطائفية القادمة من الحدود الإيرانية، انتشرت في ربوع المحافظات العراقية، تستهدف المدنيين على الهويّة، وتركز على ضباط الجيش العراقي السابق وخاصة الطيارين والعلماء، فضلا عن اغتيال علماء الدين السنّة وأئمة المساجد، والشروع في عميات واسعة للتغيير الديموغرافي، دفعت أحياءٌ في العاصمة بغداد، ومدنٌ كديالى وسامراء فيه ثمنًا باهظًا، ولا تزال تدفع هذا الثمن حتى يومنا هذا.

وما حادثة استيلاء الوقف الشيعي برعاية سلاح ميليشيا سرايا السلام على مسجد سامراء الكبير، أكبر مساجد الوقف السنّي في المدينة السنيّة ببعيدة، وهي حادثة أثارت عاصفة من التنديد والاستهجان من أهالي وعلماء ووجهاء المدينة التي تعاني من توغل الميليشيات فيها. 

وأسفر إضعاف العراق بفعل الاحتلالين عن جعله ساحة لتصفية الحسابات بين أمريكا وإيران، في عملية انتهاك للسيادة، استدعت استنكارًا وتنديدًا عربيًا مستمرًا. 

ومع ذلك مثّلت بغداد حديقة خلفية لتهرب إيران من العقوبات الدولية المفروضة عليها، وقوضت أي محاولة لتعديل السلوك الإيراني عبر حصارها بالعقوبات، فطهران المتنفذة في الاقتصاد العراقي والقرار السياسي للدولة، استطاعت الاستفادة من نحو 10 مليارات دولار سنويًا، عبر تصدير الغاز والكهرباء والسلع للعراق، فضلًا عن عمليات التجارة غير المشروعة التي تُشرف عليها شبكة الميليشيات التابعة لإيران. 

من جهته، قال يحيى الكبيسي، المحلل السياسي العراقي، إن نظام الحكم الحالي في العراق، هو نظام احتكار أحادي السلطة بشكل طائفي، يحكم بقوانين شمولية، لافتًا أن هناك عملية مطاردة وخنق الحريات وإسكات الأطراف المعارضة، فهم إما في السجن أو المنفى.

ولفت الكبيسي إلى أن الشعب العراقي بعد نحو عقدين من لحظة الاحتلال الأمريكي وتداعياته الكارثية على البلاد، رفع شعارات الاستقلال وبناء الوطن على أسس وطنيّة، وهو ما ظهر جليًا في انتفاضة تشرين في العام 2019، وهي الانتفاضة التي وُجهت بالقمع العنيف من حكومة عادل عبدالمهدي الطائفية وبرضا أمريكي، نظرًا لخطورتها على نظام الحكم الأمريكي- الإيراني الذي تأسس بعد الاحتلال في عام 2003.

ولفت إلى أن الاحتجاجات التي تمت مواجهتها بالعنف وبالدم 800 ضحية و20 ألف جريح، لم يُحاسب أحد على استخدام الأسلحة والرصاص ضد الشباب العراقي، وهو ما يؤكد أننا أمام نظام طائفي وفاسد تديره شبكات عالمية