آمال جديدة في تقليل الأزمة الغذائية بعد تمديد اتفاقية الحبوب

خبراء: ستقلل المشكلة وإفريقيا المستفيد الأكبر.. وموسكو وحدها تملك قرار إطالة المدة

  • 128
الفتح - أرشيفية


يتطور الصراع الروسي الغربي على الأراضي الأوكرانية يومًا بعد يوم؛ فيوم السبت الماضي أعلنت موسكو أنها ستمدد اتفاق تصدير الحبوب -المسمى بـ "مبادرة حبوب البحر الأسود" الذي كانت نهايته في يوم 19 مارس الجاري- من موانئ البحر الأسود لمدة 60 يومًا، وأكدت أنها لن تمدد هذا الاتفاق بعد ذلك إلا بعد تحقيق طلباتها بشأن تصدير أغذيتها وأسمدتها.

هذا التمديد سيسمح بتمرير الحبوب من أوكرانيا إلى الدول الإفريقية والمنطقة العربية، التي تزداد أزماتها الغذائية خصوصا مع استمرار تلك الحرب حسب الخبراء، 

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد مصطفى، الباحث السياسي ورئيس مركز آسيا للدراسات السياسية والاقتصادية، إن الاتفاقية ستسهم في تخفيف حدة الأزمة الغذائية العالمية؛ وبالفعل ذهب الغذاء الآن لمستحقيه سواء في القارة الإفريقية مجانًا أو الدول التي تعاني من أزمات غذائية واقتصادية، أما حين ذهابها إلى الدول الغربية -فكما قال بوتين إن نحو 90-95% منها يعاد بيعها مرة أخرى للدول الفقيرة بأسعار مرتفعة- حتى أن أنطونيو جوتيريتش الأمين العام للأمم المتحدة أكد ذلك بأن 80% من تلك الشحنات ذهبت سابقًا للدول الغربية.

وأردف أن تركيا يمكنها إقناع روسيا بإطالة تلك المدة عن 60 يومًا في حالة تحقيق أهدافها وذهاب الأقماح للدول الفقيرة، أما إذا تكرر الوضع عند بداية الاتفاقية ووصول الأقماح للدول الغربية الغنية ثم يعاد بيعها للدول الإفريقية بأثمان باهظة؛ وعندها قد لا تنجح المبادرة ولذلك توجد مراقبة أممية حتى تصل لمستحقيها، مشيرًا إلى أن كييف تتمسك بمدة الـ120 يومًا لأن المخزون لديها بعد تلك الفترة ربما لا يسمح بالتصدير، وربما لديها طلبات أخرى من الجانب الأمريكي والغربي والكندي واليابان لتصدير بعض الحاجيات إليها.

أما أسامة الدليل، الباحث السياسي ورئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة الأهرام العربي، فيرى أنه لا أحد يستطيع إقناع روسيا بإطالة مدة الاتفاقية يومًا واحدًا، وحاليًا توجد حرب بين الروس والأوكران، والغرب ليست لديه استراتيجية شاملة فيما يتعلق بأهدافه منها وكذلك تعريف النصر والهزيمة، والغرب كله ترك لكييف تحديد معايير النصر، ودعمها بالمال والسلاح، وهناك مَن يدعي منهم أن أوكرانيا خط الدفاع عن الديمقراطية والحرية للغرب بأسره، وهذه مبالغة ضخمة جدا وغير واقعية.

وأضاف الدليل لـ "الفتح" أن موسكو لديها مخاوف أمنية تتمثل في حماية حدودها وأمنها القومي وترى أنه لا سبيل لذلك سوى ما تفعله، ولن تتزحزح سنتيمترًا واحدًا من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها، وأكثر ما يمكن التفاوض عليه مع روسيا هو مجرد وقف إطلاق النار، وما تحقق على الأرض لن يؤخذ منها إلا بالقوة، وقوة أوكرانيا لا تكفي لذلك، وكل ما يحدث الآن نوع من حروب الاستنزاف للقوة الروسية العسكرية والاقتصادية.

وأشار إلى أن هناك عنصرين يحكمان تلك الحرب هما حالة الاتفاق بين الشرق والغرب على عدم توسيع نطاق هذا الصراع، والثاني هو إطالة أمد الحرب؛ وبالتالي فلا أفق لانتهائها خلال العام الجاري، وربما تمتد للعام المقبل وهذا وضع خطير للغاية فلدى أمريكا وروسيا انتخابات رئاسية، وبين هذا وذاك واقع أوروبي سيئ ولا أدل على ذلك من انهيار البنوك نتيجة رفع سعر الفائدة لمواجهة التضخم الذي حدث بسبب عقوباتهم الاقتصادية على موسكو؛ إذن فنحن أمام مشهد صعب على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، والأخطر من ذلك هو زيادة الإنفاق العسكري في جميع دول العالم وهو مؤشر خطير للغاية.

 على ما يبدو أن الأوضاع آخذة في التصاعد سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وأنه ينبغي على بقية الدول أخذ احتياطاتها لذلك وتوفير ما يلزم مواطنيها من السلع والخدمات.