• الرئيسية
  • الأخبار
  • فيديو | هل "الدعوة السلفية" حزبية وتتعصب لشخص وتعادي من يخالفها؟ "برهامي" يجيب

فيديو | هل "الدعوة السلفية" حزبية وتتعصب لشخص وتعادي من يخالفها؟ "برهامي" يجيب

  • 804
الفتح - الدكتور ياسر برهامي

أجاب الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية عن سؤال وجه إليه حول من يرمون أبناء الدعوة بأنهم يوالون ويعادون على شخصه وعندهم حزبية وعصبية جاهلية على حد زعم قائله، قائلًا: هذا كلام باطل وصاحبه كأنه دخل في قلوب الناس.

وأضاف "برهامي" -في مقطع متداول-: مسألة أننا نوالي ونعادي على شخص، هذا الأمر كلام باطل وفاسد، وإنما من أحب من علمهم، ومن أرشدهم ومن حافظ عليهم فهذا حب في الله عز وجل، لماذا تبغضون أنتم ذلك الشخص؟ فإذا كان هذا البغض اتباعا لهوى فنحن نبغض هذه المعصية، ضاربًا المثل بشخص يسب ويشتم الدعوة السلفية ورموزها ليل ونهار، متسائلا: "أليس هذا من المنكرات؟ ومن الغيبة المحرمة؟ إذا فبغضه لذلك كان بغضا في الله -عز وجل- وليس كما يظنون أن ذلك لأجل شخص".

وأوضح أن الذي يقول أننا نوالي ونعادي على شخص معناه أن هذا الشخص لو قال لهم: "افعلوا معصية" يقولون له "حاضر ونحبك على هذا ونسير معك مهما كان"، وهذا لا يقوله مسلم عن أخيه المسلم أو عن داعٍ إلى الله.

 وفي السياق ذاته، أوضح "برهامي" أن الحزبية المقيتة والعصبية الجاهلية هي أن يتناصروا على الباطل وعلى مخالفة شرع الله. وأما التحزب بمعنى الاجتماع على نصرة دين الله، فقد قال - عز وجل-: "أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون". وقال تعالى: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون"، إذن فالتحزب ليس مذموما مطلقا، مشيرًا إلى أن التحزب المذموم هو أن نجتمع على معصية الله، أو نقول نحن مع هذه الطائفة على أي حال -آمنوا أو كفروا-. مثل من يقول: "لازم تحب المصري القبطي أكثر من المسلم الإندونيسي"، بل نحن نحب المسلم الإندونيسي أكثر من القبطي المصري، والقبطي المصري لا نحبه حتى يسلم، نبغضه على كفره، ولكن نعرف له حظه من رعاية العهد وحفظ الدماء والأعراض والأموال، أما الحب في القلب الذي يكون في الله، فكيف نحب من يكذب الله؟ ويكذب القرآن ويكذب النبي عليه الصلاة والسلام؟

وسأل نائب رئيس الدعوة السلفية مستمعيه: هل يقول لكم أحد كونوا معنا على كل الأحوال دون فهم؟ بالعكس نحن حريصون تمام الحرص على أن يكون اتباع الدليل هو عنوان علومنا وأعمالنا، وفي دروسنا نتكلم بآيات القرآن وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، فهل لو أحب أحد هذه الطريقة يقال عنه حزبية مقيتة؟ أن يتعاون أحد مع إخوانه في الله على طاعة الله والدعوة إلى الله والتذكير بأمره، هل هذه حزبية مقيتة؟ 

وعن شبهة معادة من يخالف الدعوة السلفية، قال الدكتور ياسر برهامي، إنما نعادي من خالفنا في بدعة، كالذي يكفر المسلمين، ويقول عن المجتمع الذي نعيش فيه والمجتمعات الإسلامية كلها أنها مجتمع جاهلي، ويقول عن الناس أنهم طبقة متميعة لا نشغل أنفسنا بالحكم عليهم، يعني بذلك أنه لا يثبت إسلامهم ولا يعتقد أنهم مسلمون. مشيرًا إلى أننا نغضب ونعادي من يتعامل مع المسلمين بهذا الاستعلاء الباطل الجاهل المنحرف، وكذلك نبغض من يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الشيعة، فهؤلاء نبغضهم، ونبغض من يُفسد في الأرض، ونبغض الذين  يسفكون دماء المسلمين بغير حق، مثلما نبغض العلمانيين والليبراليين وأعداء الدين والمكذبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ونبغض من يقول إن العلمانية جيدة، ويدعو للعلمانية ويرفض الشريعة.

وأضاف: إنما كانت معاركنا وخلافاتنا على قضية مرجعية الشريعة الاسلامية، حتى من خالفنا في ذلك حتى ممن انتسبوا إلى الإسلام أو إلى فرقة من الفرق أو جماعة من الجماعات لكنهم لا يريدون هذه المسألة -مرجعية الشريعة- أن تطرح، حتى يرضى الغرب عنهم، فهل إذا أبغضناهم على ذلك وخالفناهم تكون حزبية مذمومة؟


وأشار إلى أن الدعوة السلفية لا تبغض من يخالفها في رأي أو مسألة فيها اجتهاد، ونقبل هذا الخلاف، فعلى سبيل المثال، نقول إن تارك الصلاة كافر كفرا دون كفر، وغيرنا يقول كافر كفر أكبر، متسائلًا هل نحن نبغضهم على ذلك؟ أم قلنا إن المسألة مما ساغ فيه الخلاف بين العلماء، فلا تكون سببًا للفرقة، كما لم يفترق الصحابة لاختلافهم في مسائل فقهية، أنبياء الله داود وسليمان عليهما السلام اختلفوا: "وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ" وقال عز وجل: "فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا"، فأثنى على داوود وأوضح صحة حكم سليمان، وكما اختلف داوود وسليمان - وهما نبيان- في ولد المرأتين اللتين أكل الذئب ابن أحدهما، واختلفا في الباقي كل منهما معها ابنها، وادعت كل منهما نسبته لها، فقضى به داوود للكبرى، فمرا بسليمان فقال: "ائتوني بالسكين أشقه نصفين" فرضيت الكبرى وقالت الصغرى "لا تفعل يرحمك الله هو ابنها"، فاستدل سليمان على ذلك بأنه ابن للصغرى ووضح النبي ذلك، فهل كان هذا خلافا يدعو للفرقة؟

ولفت "برهامي" إلى أن مثل هذا الخلاف السائغ يقع بين مشايخ الدعوة السلفية، مثلما يقول الشيخ أحمد حطيبة أن من يلحق الركوع يلحق الركعة، والشيخ ياسر يقول لابد من قراءة الفاتحة حتى تُحسب ركعة، مشيرًا إلى أن هذا الخلاف لم يسبب فرقة، بل نحب بعضنا البعض ولله الفضل والمنة. إذن فالذي يقول نوالي ونعادي على أي اختلاف معنا فهو يكذب، لأننا نعادي من يخالفنا في البدع والمنكرات وإرادة فساد الأمة، فإذا كان مسلما فإننا أيضا نحبه على أصل إسلامه، ونبغض فيه معصيته.

مثل الذي قال - وهو في جماعة تزعم أنها إسلامية- بالحرية الجنسية والشذوذ والإلحاد وأنها حريات يقرها الإسلام، فهل مثل هذا نفرح به أم نعاديه؟ وكذلك من اتهمونا بالكفر والنفاق، فإننا نبغضهم على ذلك المنكر، ولكننا لا نكفرهم لأنهم عندنا جهال، رغم أنهم يغضبون من هذا الوصف، لكنه وصف أحسن حالا من أن نقول أنهم يستحلون تكفير المسلمين.