• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • في حواره للفتح.. عضو هيئة علماء فلسطين: العنوان الرئيسي لمعركة باب الرحمة هي معركة السيادة على المسجد الأقصى المبارك

في حواره للفتح.. عضو هيئة علماء فلسطين: العنوان الرئيسي لمعركة باب الرحمة هي معركة السيادة على المسجد الأقصى المبارك

الدكتور محمود سعيد الشجراوي: المصلى أغلق 16 عاما ثم فتح في هبة مقدسية عام 2019

  • 196
الفتح - مصلى باب الرحمة

 مع تكرار اعتداءات الاحتلال الصهيوني الغاشمة على مصلى باب الرحمة، وإصراره على فرض سيطرته على هذا الجزء الأصيل من المسجد الأقصى، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور محمود سعيد الشجراوي- عضو هيئة علماء فلسطين، والحديث عن مصلى باب الرحمة ومايدور فيه بالتحديد، ولماذا تكررت هذه الاعتداءت؟، وما أهميتها بالنسبة للاحتلال؟.. فإلى نص الحوار..

بداية.. حدثنا عن مصلى باب الرحمة والمسجد الأقصى؟

مصلى باب الرحمة هو أحد مصليات المسجد الأقصى المبارك السبعة وهو جزء أصيل من أجزاء المسجد الأقصى المبارك الذي هو كل ما دار حوله السور، فالمسجد الأقصى هو كل الأبنية المسقوفة والأماكن المكشوفة في سور المسجد الأقصى المبارك، ومصلى باب الرحمة أحد هذه الأجزاء، ولذلك هو جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك.

 أين يقع مصلى باب الرحمة؟

يقع مصلى باب الرحمة في الثلث الأول الشمالي من السور الشرقي للمسجد الأقصى، ومن جهة غرب المصلى منطقة مزروعة بأشجار الزيتون داخل المسجد المسجد الأقصى، ثم قبة الصخرة، ومن جهة الشرق مباشرة مقبرة باب الرحمة، فمصلى باب الرحمة يفصل بين المسجد الأقصى وبين مقبرة باب الرحمة، والتي بها الكثير من القبور من بينها قبر الصحابي شداد بن أوس، وقبر الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنهم.

لماذا المصلى الآن؟

المصلى الآن هو حديث الساعة، لأن الاحتلال عاود استهدافه، فالمصلى في عين الاستهداف منذ 55 عام، منذ احتل الصهاينة المسجد الأقصى يوم 7 يونيو 1967، ولكن الباحث يرى أن الصهاينة الآن اغتصبوا باب المغاربة، والذي يقع في جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، الباب الأخير من الأبواب الغربية السبعة للمسجد الأقصى المفتوحة، وعينهم على مصلى باب الرحمة، واستهدافهم لهذا المصلى يعني استهدافهم لكل المسجد الأقصى.

وما حدث في العام الماضي من إدخال وإخراج المستوطنين 3 مرات من باب الأسباط، إلا جزء من هذه المعركة، أن باب الرحمة مستهدف.

 ما علاقة باب الرحمة بمعركة السيادة على المسجد الأقصى؟

العنوان الرئيسي لمعركة باب الرحمة هي معركة السيادة على المسجد الأقصى المبارك، فالعدوي الصهيوني يريد أن يقول أنا من أقرر ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك حتى المُقدس الإسلامي، وهذه المعركة -معركة السيادة ومعركة هوية المسجد الأقصى- الأصل أننا نحن كمسلمين لا تفاوض ولا تهاون، فالمسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، ليس لليهود فيه حق حتى في دخوله إلا بإذن المسلمين، فمساجد المسلمين لابأس أن يدخلها اليهود والنصارى بإذن المسلمين وبترتيبهم وبشروطهم وتحت حراستهم وحمايتهم.

 أهم الأحداث في تاريخ مصلى باب الرحمة؟

مصلى باب الرحمة أغلق 16 عام لأنه في بؤرة الاستهداف، فقد أغلق من عام 2003 إلى عام 2019 وتم فتحه مرة أخرى في شهر فبراير 2019، في هبة باب الرحمة، حين قرر المقدسيون والمرابطون في الأقصى من أهل الداخل الفلسطيني المحتل أن يعيدوا لهذا المسجد هيبته ومكانته وطهره، فتم كسر الأقفال أكثر من مرة، وفرشه بالحصر، ثم الصلاة فيه وتنادى المقدسيون والمرابطون وأهل الداخل المحتل لإقامة الصلاة فيه، وبالتالي بقي مفتوح.

وفي 2021 تم تبليط الممر الموصل إليه بعد أن كان طينياً في شهر رمضان قبل سنتنين، وفي هذا العام تم استبدال بعض البلاطات التالفة فيه وتم تجديد شبكة الكهرباء والإنارة فيه، فما كان من المحتل الأسبوع الماضي إلا أن دخل ودمر وكسر شبكة الكهرباء، الأسلاك واللمبات تم تكسيرها وتدميرها كلها، فما كان من المرابطين إلا أن أعادوا في الليل تركيب كل ما أتلفه الاحتلال من أسلاك وإضاءة المكان مرة أخرى.

 ماذا معركة باب الرحمة الآن؟

تعد معركة باب الرحمة هي أحد معارك إظهار سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى وهي معركة من معارك إبقاء السيادة والهوية العربية والإسلامية في المسجد الأقصى.

ولذلك قد يقول قائل أن مصلى باب الرحمة مبنى صغير، يقارب 400 متر مربع من أصل المسجد الأقصى الذي هو 144 ألف متر مربع، ماذا يحدث إذا فقدناه؟

إذا فقدناه فقد فقدنا جزء عزيز من المسجد الأقصى وهي نقطة ارتكاز، وتهويد وتغيير هوية وسيادة المسجد، لأن الصهاينة في الأصل ما خططوا للإستيلاء على هذا المبنى إلا لأنه يمكن الوصول إليه من خارج القدس، فيمكن الدخول إلى مصلى باب الرحمة من خارج المسجد الأقصى المبارك، ومن خارج القدس، فإذا تم فتح الأبواب الذهبية المغلقة الذي أغلقها صلاح الدين الأيوبي منذ أكثر من 800 عام وقد أغلقها بالحجارة، من جهة باب الرحمة، فإذا تم فتح هذه الأبواب أصبح المسجد الأقصى المبارك متاح لليهود من خارج المسجد، بل ومن خارج القدس، فإذا أصبح الدخول إلى مصلى باب الرحمة من خلال مقبرة باب الرحمة، فهذا يعني استباحة تامة وكاملة للمنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك التي هي تقريباً ربع مساحة المسجد الأقصى، وتصل إلى تقرياً 30 ألف متر مربع.

ما هو هدف الإعلام العبري من تغيير المسميات؟

يقوم الإعلام العبري الآن باستخدام مصطلح البستان الشرقي على هذه المنطقة الشرقية المزروعة بأشجار الزيتون، ويسميها البستان الشرقي ليوهم السامع أن مصلى باب الرحمة كأنه بستان وليس جزء من المسجد الأقصى، ولذلك من الممكن أن يكون حديقة عامة، وهذه واحدة من سياسات الاحتلال، ولذلك لابد أن نؤكد ويؤكد كل محب للمسجد الأقصى المبارك أن المسجد الأقصى كل ما دار حوله السور، وأن المنطقة الشرقية جزء من المسجد الأقصى وأن مصلى باب الرحمة جزء أصيل وعزيز من المسجد.

 ماذا يريد الاحتلال بالتحديد من مصلى باب الرحمة على خطى المسجد الإبراهيمي؟

نعم، معركة مصلى باب الرحمة هي مثال بسيط لمعركة إبقاء المسجد الأقصى مسجداً إسلامياً خالصاً ليس لليهود فيه حق، وهم يريدون أن يدخلوا إليه بأي طريقة، وليس بعيد عن ما نقول ما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل، حيث دخل اليهود على اعتبار وجود قبور أنبياء من أنبياء اليهود في المصلى الإبراهيمي ثم وصل الأمر الآن بعد قرابة 30 عام من استهداف المسجد الإبراهيمي في الخليل إلى التقسيم الزماني والمكاني التام للمسجد الإبراهيمي وبالتالي يتم منع دخول المسلمين طوال أيام الأعياد اليهودية، وكل يوم سبت، أي ما يقارب نصف العام يكون المسجد الإبراهيمي مغلقاً، ويمنع فيه رفع الأذان وأداء الفروض، ويتم رفع السجاد ويرقصون ويشربون الخمر ويفعلون فيه كل ما يفعلون في معابدهم اليهودية الخالصة.

لذلك ينبغي ونحن نتكلم على معركة باب الرحمة أن نعيد الكرة إلى معركة المسجد الإبراهيمي في الخليل على اعتبار أن المعركة في المسجد الإبراهيمي في الخليل لم تنتهي بعد، وأنه ينبغي أن نعيد الأضواء إليه ونحذر الأمة من إنجاح تهويده بشكل كامل، لان ما خططه العدو الصهيوني للمسجد الإبراهيمي في الخليل ها هو يعاد استنساخه وتطبيقه مرة أخرى في المسجد الأقصى المبارك من خلال بوابة الاستيلاء وتهويد مصلى باب الرحمة وهنا تكمن الخطورة.

حدثنا عن الأقصى وعملية التهويد؟

يمكننا أن نقول أن الاستيلاء على مصلى باب الرحمة أو تحويله إلى نقطة تهويد وتغيير هوية وسياسة المسجد الاقصى المبارك أو تحويلة إلى مدرسة تلمودية أو كنيس يهودي صغير في داخل المسجد الأقصى هذا يعني أن اليهود بدأوا فعلياً في إقامة هيكلهم المزعوم فعلياً بعد أن أقاموه معنوياً وبدأوا بتنفيذ الطقوس اليهودية في المسجد الأقصى على اعبتاره معبداً يهودياً خالصاً، فأصبحنا نسمع عن الصلوات الصامتة وأخذ بركات الهيكل وتنفيذ السجود الملحمي وتقديم القرابين النباتية، فكل ها تم من قبل، وكل ما نخشاه الآن انه إذا غفلت الأمة عن حقها في المسجد الأقصى المبارك أن يوجه الاحتلال من خلال تفعيلها للمناسبات الدينية والقومية التي عنده، وهذه المناسبات، مناسبات تقريباً شهرية، ففي شهر مايو القادم بعد أسبوعين عندنا فاعليه يهودية وفي شهر يوليو فاعليه وفي سبتمبر وأكتوبر عيد العُرس، ثم في ديسمبر وهكذا ففي كل هذه المواسم، يبتدع اليهود لأنفسهم عيد يهودياً دينياً الهدف الرئيس منه تفعيل استهداف تهويد المسجد الأقصى المبارك وتحويله إلى معبد يهودياً خالصاً، وتحرص منظمات الهيكل في أيام الأعياد اليهودية المزعومة التي في الأصل ليس للمسجد الأقصى دور فيها أن يجعلوا من الاقتحامات الكبرى للمسجد الأقصى أحد مظاهر الاحتفال بالأعياد اليهودية.

أيضاً مسيرات الأعلام ورفع العلم اليهودي في داخل المسجد الأقصى المبارك أو لبس الملابس، المطبوع عليها علم دولة الاحتلال فهذا كله يعتبرونه نوع من أنواع إظهار السيادة على واحد من أقدس مقدسات المسلمين.

 ماذا نستيطع أن نقدم للأقصى؟

كل مُحب للمسجد الأقصى المبارك وكل مهتم بمقدساته لابد أن يكون له دور، وكلنا لنا أدوار لكن بعضنا يقوم بها وبعضنا مقصر فيها ورب العالمين سيسألنا جميعاً عن ماذا فعلنا في معركة المسجد الأقصى المبارك، فليعد كل منا لهذا السؤال جواباً صواباً يمكننا، بنشر هذه القضية وتفعيلها وتوضيحها للناس، يمكننا أن نعلم أبناءنا، أن المسجد الأقصى لنا كله حق خالص للمسلمين، وان مصلى باب الرحمة جزء أساسي وأصيل وعزيز من المسجد الأقصى المبارك أيضاً علينا الدعاء لأهلنا في الداخل بالثبات والنصر وأن ندعو كل مستطيع للرباط في المسجد الأقصى أن يمكث فيه ويرابط فيه أطول فترة ممكنة، وليجعل من مصلى باب الرحمة مكاناً لصلاته أو لاعتكافه أو لخلوته.