الكارثة الكبرى!

  • 147
الكارثة الكبرى

أرسل لي أن أغث نفسك ومن تحب من الكارثة!!
قلت: يا ستير يارب.. هل حدث زلزال؟!
قال: المصيبة أعظم.. إنها المصيبة في الدين!!
قلت: سلم يا رب! هل خرج الدجال؟!
قال: إن أمر الدجال لا يخفى على المؤمن.. أما هذا وقع فيه كثر من المؤمنين الغافلين!!
قلت: ما الذي جرى؟!
قال: "إنها الكارثة الكبرى"!!
قلت: ماذا جرى يا أخي تكلم!
قال: قال "المحلل السياسي": إن حزب النور وقع في "الكارثة الكبرى" وهي أنه سيعيد برمجة الإسلام "سياسياً"!!
قلت: وما مظاهر هذه البرمجة؟!
قال: قال "المحلل السياسي": إن حزب النور سيعيد برمجة الإسلام من حيث تطبيق الشريعة!!
قلت: هل قالوا عن حفلة تقيمها مغنية بملابس فاضحة إنها من سماحة الإسلام؟!
هل أصدروا تراخيص للكباريهات مع مد التراخيص عاما إضافيا عما كان متعارف عليه في السابق؟!
قال: قال "المحلل السياسي": إن حزب النور سيعيد برمجة الإسلام من حيث التعامل مع أعدائها!!
قلت: هل قالوا إن انضمام المسلمين في جيش أمريكا في حربه ضد المسلمين من الإسلام؟!
هل استقبلوا خبر تحرك البوارج الأمريكية تجاه قناة السويس بالتكبير والتهليل فرحاً؟!
قال: قال "المحلل السياسي": إن حزب النور سيعيد برمجة الإسلام من حيث التعامل مع أهل البدع!!
قلت: هل قالوا لمن سألهم عن الروافض الطعّانين في عرض النبي، صلى الله عليه وسلم: "إن الخلاف بيننا وبينهم هو في أمور من الممكن التقريب فيها معهم"؟!
قال: قال "المحلل السياسي": إن حزب النور سيعيد برمجة الإسلام من حيث التعامل مع أنظمة الحكم العالمانية!!
قلت: هل كان أول ضحايا التعامل معهم هي مواد الشريعة وإقرار تصوراتهم عنها ؟!
قال: قال "المحلل السياسي": إن حزب النور سيعيد برمجة الإسلام من حيث التعامل مع الأقليات!!
قلت: هل قالوا إن غير المسلمين يحق لهم شرعاً تولي الرئاسة والقضاء؟!
هل قالوا عن تهنئة النصارى بيوم يسبون فيه "الرب" سبحانه، إنها من سماحة الإسلام؟!
هل دعوا لموتاهم بالمغفرة ضاربين بالقرآن عرض الحائط؟!
قال: قال "المحلل السياسي": إن حزب النور سيعيد برمجة الإسلام من حيث التعامل مع القوى السياسية العالمانية!!
قلت: هل وضعوا العالمانيين على قوائمهم ودافعوا عن أفكارهم وهاجموا - نيابةً عنهم - من طالب بأخذ رأي الأزهر في مشروع قانون الصكوك الإسلامية قبل تمريره، بزعم أن هذا يخالف "مدنية الدولة" ويكرّث لدولة الفقيه ؟!
قال: قال "المحلل السياسي": إن أولى خطوات المخطط تمت، وتتمثل في عمل "غسيل مخ" للأتباع لإقناعهم بالصياغة الجديدة للإسلام!!
قلت: هل أصبح الأتباع يقولون إن ابن تيمية وابن حنبل متشددان، ويردُّون على من يحدثهم بالقرآن والسنة بفهم السلف وينقل لهم الإجماعات قوله طالما خالف رأي المرشد؟!
قال: قال "المحلل السياسي" الخطوة الثانية تكمن في "السعي لترويج هذا النموذج المبرمج للإسلام" وهي قريبة وفقاً لتصريحاتهم!!
قلت: هل سيطلقون بعثة من دعاة "منتقين" من الأوقاف إلى طهران لإتقانه ثم يعودون ليتغوطوا ما أكلوه على موائدهم؟!
قال: قال "المحلل السياسي": المرحلة الثالثة، هي تحويل هذا النموذج إلى "سقف" للعمل الإسلامي غير مسموح بتجاوزه، ويتم محاكمة أي فضيل مخالف بناء على معطياته وتطبيقاته!!
قلت: هل سيضعون حزمة من القوانين التي تمنع الفصائل الدعوية الأخرى من الخطابة ؟!
هل سيصدرون أوامر بحجب دعاة - بعينهم - من إلقاء المحاضرات؟!
هل سيرسلون أتباعهم للهجوم على بيوت الله إذا تجاوز من يلقي المحاضرة بداخله "السقف" الذي وضعوه؟!
قال: قال "المحلل السياسي" إنكم من أغفل الناس !!
قلت: إن كان رفضي أن أكون من الذين "يلبسون الحق بالباطل" غقلة فنعم الغفلة تلك!
وكم من أقوام قال الناس فيهم: إنهم "مصلحون" فإذا عرضت أقوالهم وأفعالهم على الشرع وجدت الحكم فيهم "ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"
وكم من أقوام قال الناس فيهم "أهؤلاء مَنَّ الله عليهم من بيننا"؟!
فإذا عرضت أقوالهم وأفعالهم على الشرع حسبتهم - والله حسيبهم - من "الشاكرين"
فمن يدريك أن من يتحدث عن الكارثة الكبرى ليس قابعاً فيها لكونه أصبح معولاً من معاول الهدم مصوَّبا إلى من يجاهدون أعداء الإسلام "بالبيان" ويتصدون - وحدهم - لأعوان الشيطان؟!
الله المستعان.