• الرئيسية
  • الأخبار
  • باحث شرعي: غلاة الصوفية لا يلتفتون للشرع ورفضوا العلوم الشرعية وحقروا من شأنها

باحث شرعي: غلاة الصوفية لا يلتفتون للشرع ورفضوا العلوم الشرعية وحقروا من شأنها

  • 80
الفتح - أرشيفية

قال شريف طه، الباحث الشرعي، ربما تظن أن كلام الشيخ علي جمعة (إحنا مش بتوع كتاب إحنا بتوع تجربة بشرية) قول انفرد به، أو اخترعه من عنده، وليست الصوفية كما يقول، وأن التصوف منضبط بالشريعة غالبا، كما يتوهم البعض ذلك.

وكتب طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: ولكن الحقيقة أن ما قاله الرجل، هو الموقف الثابت عن أكابر المتصوفة، الذين رفضوا العلوم الشرعية، التي يسمونها العلوم الكسبية، وحقروا من شأنها، وأضمروا العداوة لأصحابها من أهل العلم، وربما خدعوهم أو استعملوا معهم التقية والخداع، حتى لا تظهر حقيقتهم الباطنية، وأنهم في عملهم لا يلتفتون للشرع إلا لتبرير مسالكهم أمام علماء الشريعة ومن تأثر بهم من العوام.

وتابع طه قائلا: أما هم في نفس الأمر، فليس إلا أذواق ومواجيد ومكاشفات ومنامات ومجربات مشايخ تمسكوا بها ونبذوا كتاب الله وراءهم ظهريا.

وواصل الباحث الشرعي قائلا: ونصوصهم في ذم العلم والتزهيد في شأنه كثيرة، أوردت بعضا منها في كتابي حول التصوف، ولكن أورد هنا هذه النصوص عن شيخ الصوفية الأكبر ابن عربي من كتابه (الفتوحات) ، وهو يبين موقف الصوفية من العلوم الشرعية: 

"اعلم أن ميل أهل التصوف إلى الإلهية دون التعليمية؛ ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم، وتحصيل ما صنفه المصنفون، بل قالوا: الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة، وقطع العلائق كلها، والإقبال على الله تعالى بكنة الهمة، وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم، يخلو نفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب، ولا يقرن همه بقراءة القرآن ولا بالتأمل في نفسه ولا يكتب حديثاً ولا غيره ولا يزال يقول : " الله الله الله " إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحو عن القلب صورة اللفظ"

ويقول -ابن عربي- في موضع آخر مبينا منهجهم في خداع علماء الشريعة: 

" فلما رأى أهلُ الله، أنّ الله قد جعل الدولة في الحياة الدنيا لأهل الظاهر من علماء الرسوم، وأعطاهم التحكم في الخلق بما يفتون به، وألحقهم بالذين يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، وهم في أفكارهم عن أهل الله يحسبون انهم يحسنون صنعاً . سلّم أهل الله لهم أحوالهم لأنهم علموا من أين تكلموا، وصانوا عنهم أنفسهم لتسميتهم الحقائق إشارات؛ فإن علماء الرسوم لا ينكرون الإشارات".

ويلخص هذا العداء بوصفه علماء الشريعة بأنهم مع المتصوفة " كالفراعنة بالنسبة للرسل ".


ونوه طه قائلا: وهذا الصراع بين المتصوفة والعلماء، لم يكن جديدا، بل هو قديم، ففي نهايات القرن الثالث الهجري، ومع ازدياد شطحات الصوفية، اشتد نكير العلماء عليهم، وحكموا على كثير منهم بالزندقة، وصارت الدولة تطلب كثيرا منهم، حتى لجا كثير في بغداد منهم للاختفاء والهروب، وهي الفتنة المعروفة بغلام خليل.

وأفاد قائلا: وكان الجنيد يعاتب الشبلي على إظهاره أسرار الصوفية أمام العامة، وهو ما كان سببا في النكير عليهم، بينما كانت طريقتهم التخفي والتكتم.

وواصل حديثه قائلا: وقد بلغت ذروة هذه الفتنة، بإظهار الحلاج لعقيدته وزندقته، ونشرها بين الناس، وبوحه بالسر المكتوم، مع ثبات عقله، خلافا للشبلي الذي كان يُظنّ به الجنون ويذهب به للماريستان، فينجو من العقاب. 

وتابع قائلا: أما الحلاج فكان جريئا، مدعيا للفتوة، والثبات على الحق، وهو ما كان سببا في قتله على الزندقة، والحلاج هو شهيد الصوفية، يصححون حاله، وإن كان أكثرهم يراه مذنبا في بوحه بالسر وإفشائه سر الطريقة أمام الأغيار، وقد لجأ الصوفية بعد مقتله، إلى التقية، والإمعان في الرموز، أو الإشارات - كما قال ابن عربي - هربا من نكير العلماء عليهم.

واختتم الباحث الشرعي، قائلا: فلا يخدعنك أحد، بأن الخلاف مع من يسمونهم بالوهابية أو السلفية، بل هذا صراع قديم بين علماء الوحي والشريعة، ودعاة الهوى والتحلل الذين لم يكونوا يوما (بتوع كتاب).