بنجر السكر أحد البدائل التي قد تسهم في تخفيف أزمة الأعلاف

  • 94
الفتح - أرشيفية

المزارعون يواصلون حصاد العروتين المتوسطة والمتأخرة.. و "العلائق" قيمة مضافة

واصل مزارعو بنجر السكر على مستوى الجمهورية حصاد العروتين الثانية المتوسطة والثالثة والمتأخرة للمحصول (الشتوي)، والذي يمتد حتى شهر يونيو المقبل، فيما يؤكد خبراء أن هناك فوائد واستخدامات متنوعة لمخلفات واحد من أهم المحاصيل السكرية، ومن بينها حل أزمة الأعلاف التي تسببت في ارتفاع كبير بأسعار اللحوم والبروتين.

وأشار الخبراء إلى أن البنجر يغطي الاحتياجات المحلية للسكر بنسبة تتخطى 60%، فيما يأتي من بين الاستخدامات المهمة في إنتاج البنجر العلائق الجافة لمجموع الإنتاج الخضري أو "العرش" للنبات والذي يمكن من خلاله تأمين نسبة كبيرة من الأعلاف اللازمة للماشية ومن ثم زيادة إنتاجية اللحوم الحمراء.

وأوضحوا أن تكلفة علف البنجر نحو 50% عن مثيلاتها من الحبوب الأخرى كما يعطي 85% من طاقة حبوب الذرة، و90 إلى 95% من طاقة الشعير كما يحتوي على بروتين بقيمة 8 إلى 10% إضافة إلى الألياف وهو ما يقلل نسبة الحموضة في كرش الحيوان، ولذا تشتري بعض شركات الأعلاف متبقيات تصنيع بنجر السكر "التفل" وإدخاله في عمليات تينع أعلاف بإضافة بعض المركزات لرفع كفاءته الحيوية في صورة "كسب" ويكون مفيدًا للأبقار والجاموس الحلوب والمرضع كما يستخدم أيضًا في تسمين الماشية، وبالتوسع في استخدامات متبقيات التصنيع يوفر كميات كبيرة من الذرة وفول الصويا وهما من متطلبات صناعات الأعلاف.

ومن جهته، أكد الدكتور إبراهيم الوصيف، رئيس قسم المحاصيل بزراعة الأزهر، أن الإنتاج الخضري لمحصول بنجر السكر يمكن استخدامه كأعلاف للماشية، ليأتي هذا جنبًا إلى جنب مع الكسبة المستخرجة بعد استخلاص السكر منه، ويعطي نتائج واضحة.

وأشار إلى أن الإنتاج الخضري يوفر نسبًا عالية من المركبات الغذائية والبروتين ما يقلص من تكاليف تغذية أنواع الماشية، الأمر الذي يجعل مخلفات بنجر السكر العلفية على اختلافها واحدة من مصادر الثروة العلفية الداعمة للإنتاج الحيواني من الماشية في مصر خلال السنوات المقبلة حال التخطيط المناسب للاستفادة منها بالطريقة المثلى.

من جانبه أوضح الدكتور سعد زكريا، أستاذ بقسم الكيمياء وسمية المبيدات بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن محصول البنجر يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية المهمة لإنتاج الكمية الأكبر من السكر التي تكفي احتياجات السوق الداخلية، مشيرًا إلى أنه يمكن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي إذا تمت زراعة مساحات أكبر خاصة حال زراعته في الأراضي المستصلحة حديثًا، خاصة أنه محصول استصلاحي ويصلح في جميع أنواع التربة لتحمله درجات مرتفعة من الملوحة مثل غرب المنيا والمهرة والعلمين والفرافرة والوادي الجديد، حيث إن طن البنجر يمكنه امتصاص أو التخلص من 4 كجم ملح من التربة وكذلك المغنيسيوم.

ولفت إلى وجود مشكلات إدارية تواجه زراعة بنجر السكر، وأبرزها التعاقدات والتي يبرز منها التعاقد على مساحات أكبر من الطاقة الإنتاجية للمصانع في العروة الأولى أو الثانية، ويكون هناك تزاحم لسيارات التحميل على الطرق والذي ينتج عنها تحول سكر السكروز إلى سكر الجلوكوز وهو يعد خسارة كبيرة لأن المصانع تعمل لاستخلاص السكروز وليس العكس وتأخير فترات انتظاره حتى دخوله خطوط الإنتاج، يفقد من قيمته التصنيعية.

ودعا إلى ضبط مساحات التعاقدات مع المزارعين وتنظيم النقل وفقًا لتواريخ الزراعة مع تنظيم توقيتات استقبال المصانع للمحاصيل وفقًا للكميات والطاقة الإنتاجية المدروسة للمصانع خلال فترات التوريد، وتشرف عليها مديريات الزراعة بشكل دقيق وصارم حتى لا تقل الجودة وتتراجع، حيث إن نسب استخلاص الجلوكوز تصل لـ18% نسبة السكر وفي حال تأخيره يتحول السكروز إلى جلوكوز لتصل النسبة إلى 10% وهو الأمر الذي ينتج عنه هدر وتراجع للجودة.

وقال محمد عبد الهادي باحث بقسم الإنتاج الحيواني بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إن محصول البنجر له فوائد غير صناعة السكر، فهناك بنجر العلف وهو عشبي ذي حولين وهو من المحاصيل السكرية العلفية، إذ تتغذى عليه الحيوانات، مؤكدًا أنه لحيوانات المزرعة والجاموس والأبقار الحلوبة.

وأشار إلى أنه من المحاصيل التي تتحمل درجة الملوحة ويجود في أغلب أنواع الأراضي جيدة الصرف عدا "الغدقة " فهي تحتاج لبعض الحلول منها وضع تربة رملية جديدة تساعد في التهوية.

وبيّن استخدامات البنجر كعلف للماشية، لافتًا إلى أنه يجري استخدام العروش في التغذية المباشرة والدرنات أيضًا إذ يصل حجمها من 10 إلى 15 كيلو جرامًا وهي أقصى وزن لها، ويعرف تمام النمو في المحصول باصفرار وجفاف الأوراق والعروش، كما يمكن تجميع البنجر وتقطيعه ثم تجميعه في كومات تعرف بـ"الطمر" أو "المكمورة"، بحيث يتم وضع قش الأرز كطبقة عازلة، ثم توضع طبقة أخرى من الدرنات، ثم طبقة أخرى من قش الأرز أو التبن أو دريس البرسيم، وهكذا عدة طبقات في كومة واحدة، مع إضافة بعض المواد لتسهيل التحول البكتيري، مع عمل فتحة لتخريج السوائل وبإتمام عملية التخمر النافع نحصل على السيلاج وهو مفيد كعلف للحيوانات.