• الرئيسية
  • الأخبار
  • محذرًا من فساد الإدارة.. أزهري يوضح مؤهلات ومتطلبات تولي مسئولية الناس ورعاية مصالحهم

محذرًا من فساد الإدارة.. أزهري يوضح مؤهلات ومتطلبات تولي مسئولية الناس ورعاية مصالحهم

  • 22
الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي أستاذ النقد والأدب وعميد سابق بكلية الدرسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف

قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، أستاذ النقد والأدب والعميد السابق بكلية الدرسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إن الإدارة عند المسلمين هي فن تحقيق سياسة الدنيا الحسنة بقواعد الآخرة، وإدارة شئون الأرض بقيم السماء، مضيفًا أنها مسؤلية جسيمة، وحمل عظيم، يترتب عليه مآل المرء عند الله تعالي- وحاله في أخراه.

وأوضح القاضي أن تَولي المناصب العامة ورئاسة الناس في الوظائف العامة مِن الأُمور الخطيرةِ الشَّأن، الجليلة القدر؛ لِما فيها مِن المسؤوليَّةِ عن إقامةِ الحق، وإعطاء الناس حقوقها، والعدل بينهم، وإنصافهم فيما بينهم، ويَترتب على ذلك تَحمل صاحب المنصب  تَبِعاتِ ذلك في الدنيا والآخرةِ، وهو ما يعرِّضه للخُسرانِ إن لم يَقم بواجبات الوظيفة على وجهها بالعدلِ.

وأشار إلى أن أول مؤهلات هذه الوظائف: القوة، والحزم وقوة العقل،  وحسن التدبير.

وتابع: "عندما جاء أبو ذر - رضي اللهُ عنه- أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-: ألَا تسْتعملني؟ أي: ألا تجْعَلنِي عاملًا وأميرًا على بعِض الولايات؟ ، فضرب صلى اللهُ عليه وسلَّم بِيدِه على منكبه ، وهو ضرب لُطف وشَفَقة، ثمَّ قال - ناصحًا له-: يا أبا ذَر، إنك ضَعِيف، أي: عن تحمُّلِ مثل هذا العمل، والمقصود ضعف الرَّأيِ والتَّدبير، لا ضعف الجسمِ، ولا الإيمان، فقد كان أبو ذَر الغِفاري - رَضِي اللهُ عنه- مِن أعلام الصحابة - رضي الله عنهم- الذين عرفوا بالزهد والتواضع،

وشدد- القاضي- على أن الإمارة أمَانة مما ائتمن اللهُ - تعالى- بها عِباده، ومسْؤولية عظمَى، لا يخرج عن عهدتها إلا كل قوي.

واستطرد: "الإمارة يوم القيامةِ خزي، وذل، وهَوان، وحُزن، وأسف، وندامة يندم بها، ويَتمنى أن لو لم يتولها، والخزي والندامة يكونانِ في حقِّ مَن لم يكن أهلًا لها، وضعف عن أداء حقها، ولم يقم لرعيتِه بما أوجبه الله عليه، فيخزيه اللهُ - تعالَى- يومَ القيامة، ويَفضحه، ويندمُ على ما فرَّط، (إلَّا مَن أخَذها بحقِّها) وهو القوي العادِل الذي يحافِظ على المؤسسة التي يترأسها، ويحافظ علي حقوق منسوبيها، ويَرعى مصالحهم".