• الرئيسية
  • الأخبار
  • خبراء أمنيين: تحالف ضرب "داعش" بوابة أمريكا لغزو وتقسيم المنطقة العربية بعد عجزها عن اقتحام سوريا

خبراء أمنيين: تحالف ضرب "داعش" بوابة أمريكا لغزو وتقسيم المنطقة العربية بعد عجزها عن اقتحام سوريا

  • 75
تحالف ضرب داعش

ومصطفي العيسوي

أكد عدد من الخبراء الأمنيين أن المخاوف من استخدام أمريكا للتحالف الذي شكلته لضرب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أن يكون البوابة والمدخل لإحتلال المنطقة العربية مرة أخري خاصة العراق وسوريا بعدما عجزت عن التدخل في سوريا نتيجة للفيتو الروسي والصيني ضد ذلك ، واقعي ومحتمل لتقسيم المنطقة بعد أن عجزت عن تقسيمها عبر ما يسمي بالربيع العربي ، مضيفين أن أمريكا لا تتحرك أي خطوة إلا لتحقيق مصالحها , فلكل غزوة أمريكية عنوان، فمسرحية 11 سبتمبر كانت لغزو أفغانستان والعراق, ومسرحية إعدام الصحفيين الأمريكيين للتخطيط لغزو العراق وسوريا، كما أكدوا أن تنظيم داعش يشبه تنظيم القاعدة لأنهما صناعة أمريكية تستهدف من وراءهما تحقيق مصالحها بالمنطقة ، في المقابل استبعد آخرون الغزو الأمريكي للمنطقة العربية عبر بوابة داعش لآن هناك استراتيجية وضعها الرئيس الأمريكي تعتمد علي ضرب هذا التنظيم جويا ومن ثم فإن التدخل البري للمنطقة مستبعد ، مؤكدين أن عدد الجنود الأمريكيين المشاركين في هذه الحرب لن يتعدي 457 عسكريا سيتوجهون إلي العراق ليقتصر دورهم فقط علي تدريب القوات العراقية والكردية، وتزويدها بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية.


في البداية أكد الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية واقعية تلك المخاوف ، مضيفا أن هذا التخوف له أساس من الصحة باعتبار أن تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " هي صناعة أمريكية وقد أدت مهمتها علي أكمل وجه ، وبالتالي لأبد من التخلص منها بالضرب من وجهة نظر أمريكا ، مثلها في ذلك مثل تنظيم القاعدة الذي كان صناعة أمريكية خاصة قائد التنظيم أسامة بن لادن الذي كان الأبن المدلل لجهاز المخابرات الأمريكية " "CIA قامت أمريكا بالتخلص منه بالقتل بعد أن أدي المهمة المحددة له من تسهيل دخول أفغانستان ومن ثم أعتقد أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء علي داعش يشبه تماما التحالف الذي كونته أمريكا أيضا لضرب القاعدة وبالتالي فإن هذه تخوفات من أن يكون تحالف ضرب داعش هو البوابة لعودة استعمار الوطن العربي خاصة العراق وسوريا ، مشيرا أن هذا التحالف مشبوه سعي إلي تعبئته وتشكيله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال أثناء زيارته لحضور اجتماع جدة الإقليمي الذي ضم عدد من وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر حيث التقي بسامح شكري وزير الخارجية ورئيس الوفد المصري في ذلك الاجتماع لبحث سبل التصدي لذلك التنظيم .


ومن جانبه أضاف اللواء طلعت أبو مسلم، الخبير الاستراتيجي أن المساعى الأمريكية نحو تشكيل تحالف دولى عسكري ضد تنظيم داعش، ومواجهة الإرهاب في المنطقة العربية، كان أمرا متوقعا، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكى أوباما، بأنه ليس لديه استراتيجية لمواجهه إرهاب "داعش"، مؤكدا أنه لا يوافق علي تشكيل أي تحالف يأتي من خارج القطر العربي لأنه من المفترض أن لدينا اتفاقية " الدفاع العربي المشترك " التي تتيح التحالف العسكري لمواجهة أي عدوان يهدد أمن واستقرار أيا من الدول العربية الموقعة علي تلك الإتفاقية ، وبالتالي يجب أن يتصدي العرب أنفسهم لذلك التنظيم ، وإذا احتجنا إلي دعم خارجي يكون عن طريق هذا التحالف وليس عن طريق الإنضمام لحلف آخر ، خاصة أن الدول والشعوب المهددة من قبل هذا التنظيم تستطيع القضاء عليه بسهولة حين يتم رفع الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي عنهم ، مضيفا لم يعد خافيا على أحد أنه عندما تخطط أمريكا لعدوانها وضرباتها الإستباقية تكون خدمة لمصالحها الإستراتجية, وخدمة لحماية الدولة الصهيونية "اسرائيل" ومن ثم تصتنع المبررات والأعذار وتروج لها مستخدمة وسائلها الإعلامية الجياشه لتسويق ذلك التبرير، مستدلا علي ذلك باستخدام الإعدام للصحفيين الأمريكيين لحشد الرأي العام الأمريكي وتعبئته وإستعداده لتأييد التدخل العسكري في العراق وسوريا بحجة القضاء على الخطر الذي يهدد العالم " داعش " ، مشيرا أن أشتراك العرب في ذلك التحالف سيحقق لأمريكا أهدافها من وراء ذلك التحالف في حين أن العرب هم من سيدفع أضرار هذا التحالف ، وأكد الخبير الإستراتيجى أن الولايات المتحدة تبحث منذ فترة طويلة عن مدخل للتدخل في شأن سوريا، ولكن كان العائق أمامها هو استخدام الجانب الروسى والصينى لحق الـ" فيتو" ضد هذه التدخل ومن ثم فإن الهدف الأساسي التي تسعى إليه من وراء هذا التحالف هو تقسيم المنطقة, تحديدا سوريا والعراق إلى قبائل وعشائر بعد أن تقسمها إلى طوائف ومذاهب ليتقاتلوا فيما بينهم وتبقى إسرائيل معززة مكرمة تدير المعركة بأذرعها الموجودة بالمنطقة .


وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور محمد السيد إسماعيل رئيس حزب الرباط ورئيس المركز الإسلامي لعلماء من أجل الصحوة أن خديعة أمريكا للدخول والسيطرة علي المنطقة العربية قد تم اكتشافها ، مضيفا أن هذا التحالف جاء للسيطرة وتقسيم المنطقة العربية تحت مسميات جديدة بعد الإنتهاء من بن لادن وحلفائهم من الإخوان، مشيرا أن كل التيارات المنحرفة هي صناعة صهيونية واضحة لخدمة أهداف إسرائيل وأمريكا في المنطقة ، مضيفا في صورة استنكارية أن أمريكا تدخلت منذ عشر سنوات لإقرار الديمقراطية في العراق ونحن نري الأن بعد هذه المدة الطويلة من إقامة الأمريكان بها كيف أصبح هذا البلد التي دمرته من أجل مصلحة اسرائيل، وها هي الأن تستعد للتدخل عسكريا للمرة الثانية للقضاء علي تنظيم الدولة الاسلامية، بالمنطقة العربية علي أساس أنها أرست فعلا بعد غزوها للعراق الديمقراطية التي يتمتع بها ذلك الشعب وكذلك بالرخاء والاستقرار باعتبار ذلك نموذجا تتمناه دول الجوار العربي ، مؤكدا أن الاعلان عن تحالف دولي يضم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وحلفائهم لمحاربة " داعش " يجعلنا على قناعة تامة بأن الإدراة الأمريكية تخطط لغزو العراق وسوريا لفرض التقسيم الذي عجزت عن تحقيقه منذ نشر الفوضى في العالم العربي عن طريق ما بات يسمى " بالربيع العربي الدموي " من بوابة " داعش " الإرهابية, فلكل غزوة أمريكية عنوان, مسرحية 11 سبتمبر كانت لغزو افغانستان والعراق, مسرحية إعدام الصحفيين الامريكيين التخطيط لغزو العراق وسوريا.


وفي المقابل استبعد الدكتور حسن نافعة استاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية السابق بجامعة القاهرة أن يكون الهدف من وراء هذا التحالف التي تقوده أمريكا لضرب تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " هو الإنتشار داخل الوطن العربي ومن ثم إحتلاله ، مؤكدا أن الإحتلال يتطلب وجود عدد كبير من الجنود وهو ما نفاه أوباما في استراتيجية ضرب داعش حيث أكد أن الحرب ضد " داعش"، ستكون مختلفة عن الحروب السابقة في العراق وأفغانستان، ولن تشمل إرسال قوات أمريكية إلى أراض أجنبية ، وذلك ستيم عبر استراتيجية محددة ضد هذا التنظيم تعتمد علي توجيه الضربات الجوية ، ودعم القوات التي تقاتل داعش على الأرض " في إشارة للقوات العراقية والكردية والمعارضة السورية المسلحة الخ " ومن ثم حدد الرئيس الأمريكي عدد الجنود الأمريكيين الذين سيشاركون في هذه الحرب بـ 457 عسكريا سيتوجهون إلي العراق ليقتصر دورهم فقط علي تدريب القوات العراقية والكردية، وتزويدها بالأسلحة والمعلومات الإستخبارية ، إضافة إلي تقديم المساعدات العسكرية للمعارضة السورية ، فضلا عن التعاون مع جميع الشركاء خاصة في المنطقة لقطع التمويل عن ذلك التنظيم وكذلك العمل علي إيقاف تدفق المقاتلين الأجانب من وإلى الشرق الأوسط ، مضيفا أن أوباما شدد علي أن جيشه لن يدخل حربا جديدا، لافتا أنه لن يزج بالقوات المسلحة الأمريكية في معركة على أرض أجنبية ، واختتم استاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية السابق بجامعة القاهرة كلامه مؤكدا أن أمريكا تعلمت الدرس جيدا من فقد عدد كبير من جنودها في حربي أفغانستان والعراق ، بالإضافة إلي الخسائر المادية الفادحة التي تكبدتها هناك ومن ثم فإن قيامها بنفس التجربة مرة ثانية أمر غير واقعي .