انهيار "نوفا كاخوفكا".. ماذا نعرف عن الحادث حتى الآن؟

  • 31
سد نوفا كاخوفكا

مع الانهيار الجزئي الذي شهده سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون، ترتفع نسب المخاوف من الأثار التدميرية التي قد تلحقها الحادثة بالمناطق التي تقع على يمين نهر دنيبرو، وسط تساؤلات وتكهنات عن احتمالية تأثير هذا التدمير على معادلات الحرب الأوكرانية عسكريا.

ما هي الأهمية الاستراتيجية للسد؟

يقع السد على نهر دنيبرو، وبجانبه محطة كاخوفكا الكهرومائية، ويحتجز 18 مليون متر مكعب من المياه.

يبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 3.2 كيلومتر، قد أنجز في عام 1956.

شكل السد خلفه بحيرة بحجم مماثل تقريبًا لبحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأميركية، كما أنها تزود شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، بالمياه.

يعتبر سد كاخوفكا نقطة الضعف الكبرى في خيرسون، فتدميره سيشكل كارثة حقيقية، كما أن نسف السد سيدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم (الخاضعة للروس) أيضا.


هل استهدف السد بتفجير مباشر؟

مع انتشار الخبر في ساعات الصباح، تبادل الجانبان الروسي والأوكراني الاتهامات، حول الطرف الذي يقف وراء الحادث، في مشهد غابت عن معالمه حقيقة تعرض السد لتفجير واستهداف مباشر اليوم، أم أن الانهيار جاء نتيجة لعمليات القصف التي جاورت السد خلال فترة الحرب الأوكرانية.

قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، الثلاثاء، إن القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون.

وأضافت القيادة على صفحتها بموقع "فيسبوك": "يجري تحديد حجم الدمار وسرعة وكميات المياه والمناطق التي من المرجح أن تتعرض للغرق".

فيما نقلت وكالة تاس عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو قوله إن الجزء العلوي من السد تدمر نتيجة قصف.

وصف مسؤول روسي إن الحادث "هجوم إرهابي".


الاتهامات المتبادلة حول تدمير السد ليست وليدة اليوم

نهاية العام الفائت، في شهر أكتوبر تحديدا، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستعداد لتفجير السد، مما قد يؤدي إلى ما وصفه حينها بـ"كارثة واسعة النطاق".

وأضاف إنه إذا كان الروس يفكرون بجدية في نسف سد كاخوفكا، فهذا يعني أنهم أدركوا أنهم لن يفقدوا السيطرة على خيرسون فحسب، بل على الجنوب بأكمله بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

ليرد القائد العسكري الروسي، الجنرال سيرجي سوروفيكين، أن القوات الأوكرانية يمكن أن تخطط "لأساليب حرب محظورة" في مدينة خيرسون والسد الكهرمائي.

وأشار العديد من المعلقين الروس إلى أن المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية ستكون الأكثر تضررا إذا تم تدمير سد كاخوفكا، على الرغم من أن عشرات المجتمعات الخاضعة للسيطرة الأوكرانية ستتأثر بشدة أيضا.

هل يرفع الحادث خطر الكارثة النووية في محطة زابوريجيا؟

أيضا المعلومات المتداولة حول هذا الشأن متضاربة، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد عدم وجود تهديد مباشر لمحطة زابوريجيا النووية بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا.

فيما حذرت أوكرانيا بأن خطر كارثة نووية في محطة زابوريجيا "يزايد بسرعة" بعد انفجار السد.

 هل يعرقل انهيار السد هجوم أوكرانيا المضاد؟

على الرغم من عدم إفصاح أوكرانيا حقيقة عن الوقت الذي ستبدأ به هجومها المضاد، إلا أن قواتها ركزت هجماتها خلال الساعات الماضية على محور جنوب دونيستك.

وتشير التحليلات إلى أن خيارات الهجوم الأوكراني المضاد قد تبدأ جنوبا من المنطقة المحيطة بزابوريجيا باتجاه ميليتوبول ثم إلى الشواطئ الشمالية لبحر آزوف.

وفي حال نجح الأمر سيتم قطع الجسر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم ويؤدي إلى تشريد القوات الروسية في جنوب أوكرانيا وبذلك يبدأ الروس بالتحول غربا وتجميع أنفسهم في خيرسون.

ووسط غياب تفاصيل الخطة الأوكرانية المقبلة قد يصعب التكهن حول تأثير حادث اليوم على سير العملية العسكرية، لكن الأمر الذي لا شك فيه هو أن الانهيار الجزئي للسد الاستراتيجي سيكون له تبعات سلبية وخسائر تضاف إلى خسائر الحرب الجسيمة المستمرة حتى اليوم.