قال المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، إن حقيقة الصراع بين المسلمين واليهود، وأنه سيظل قائمًا إلى قيام الساعة؛ لأن اليهود أهل بغي وغدر وعدوان، وهذه العقود والاتفاقيات التي قد تُعقد هنا أو هناك مع يهود هي عقود مؤقتة -أو مطلقة بالتعبير الشرعي- مهما طالت؛ لن تغير من الأمر شيئًا إلا ما تحققه مِن مراعاة مصالح المسلمين طبقًا لموازين القدرة والعجز، والقوة والضعف الحالية.
وأوضح بسيوني في مقال له نشرته جريدة الفتح في نسختها الورقية بعنوان "القدس قضية أمة 3"، أنه لا بد من إدراك أن الطريق ما زال طويلًا لأن المكر بالأمة ما زال متتابعًا، وحب الدنيا وشهواتها ما زال جاثمًا على صدور كثيرٍ مِن أبناء الأمة، والانحرافات الفكرية ما زالت متغلغلة في عقول الكثير من النُّخَب الليبرالية، أو الجماعات التكفيرية المنحرفة، أو أصحاب التوجهات الخرافية.
وأكد بسيوني أن الواجب علينا -إن كنا ندرك ذلك- أن نعمل على مسارين: مسار إستراتيجي مستمر، ومسار وقتي حالي، مضيفًا أن المسار الإستراتيجي؛ فالتحرك فيه بعِدَّة أمورٍ، منها:
1- العمل على تقوية الأمة في مراحل ضعفها -بإصلاح الفرد والأسرة والمجتمع، ومِن ثَمَّ الدولة فالأمة-: بنشر مفاهيم الإسلام والإيمان والإحسان؛ فذلك من أجلِّ العبادات وأعظم القربات، ومِن مراتب الجهاد التي يُتقرَّب بها إلى الله.
2- الحرص على تربية وبناء الجيل القادم من أبناء المسلمين على معانٍ ثابتة ولازمة، وترسيخِ صدق اللجوء إلى الله في النفوس، وحسن التمسك والاعتزاز الدائم بشعائر الإسلام الظاهرة والباطنة في قوة وعزة وإيمان ،وسعي دائم ومستمر لتحصيل مقومات التقدم العلمي والتقني والإنساني، اللازمة لبناء العمران، وامتلاك القوة الرادعة لمن تسوِّل له نفسه العدوان، والعمل على استمرارية نشر قضايا الأمة الرئيسية بين الأجيال، مع دوام النصح المتتابع لهذا الجيل الحالي الذي غابت عنه كثيرٌ من المفاهيم المنهجية الصحيحة اللازمة لتحصيل أسباب النصر والتمكين، من: ضرورة صحة الاعتقاد، وفهم ضوابط العقيدة الإسلامية في الولاء والبراء، ومسائل الإيمان والكفر، أو في بيان أنواع الجهاد ومراتبه وضوابطه، وفقه المصالح والمفاسد اللازمة في السياسة الشرعية.
3- السعي والعمل والحرص على حفظ بلاد المسلمين من التشرذم والتقسيم المخطط لها؛ فالفوضى والتشرذم لا يزيدنا إلا ضَعْفًا -بخلاف ما يراه الثوريون والتكفيريون الذين يسعون إلى الفوضى، وهدم القائم، وتقسيم المُقسَّم!-، وقد رأينا بأنفسنا أثر ذلك من إضعافٍ للأمة بعد ما حدث في ليبيا، وسوريا، واليمن، والعراق.
4- العمل على امتلاك قرارتنا السياسية طبقًا لمصالح أمتنا الخالصة، والتي لن تكون إلا باعتمادنا علي أنفسنا بتنمية علمية واقتصادية مستدامة توفِّر لشعوبنا حاجتها المطلوبة، وتمكننا من زراعة أرضنا، وبناء مصانعنا، وصناعة أسلحتنا لنستطيع تحرير مقدستنا والحفاظ عليها في أيدينا.
أما المسار الوقتي الحالي فيتمثَّل في:
- نشر القضية في كلِّ الوسائل الإعلامية، وبين كل الأفراد، وعلى كل المستويات، وفي كل المجتمعات العربية الإسلامية والغربية بجميع اللغات المتاحة؛ لدحض شبهات اليهود حول أحقيتهم في تلك الأراضي الإسلامية المقدسة، وبيان أفعالهم الإجرامية.
- الحرص على إبقاء القضية بصورتها العقدية حية باستمرار، والحذر من الهجمات المُمنهجة من المُطبِّعين، والتي تُدار بمكر ودهاء، وطرق عديدةٍ، منها: محاولة تسطيح القضية، أو تحويلها لمجرد قضية إنسانية، أو قضية أرض، أو قضية فصيل سياسي دون آخر.