قال الكاتب والباحث الشرعي الدكتور أحمد رشوان: إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف - سنويا - لم يرد به نص في الكتاب والسنة ولم يفعله أحد من الصحابة -رضي الله عنهم- وهم من هم في حبهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- واقتدائهم به وبفعله، مشددا على أن المحبة الصادقة للنبي -صلى الله عليه وسلم- تكون في اتباعه والاقتداء به في سنته وفعله وقوله.
وتساءل "رشوان" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- "هل ورد عن أحد من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه احتفل بمولده بهذه الطريقة أو أحد من التابعين، ومن القرون الخيرية الثلاثة؟!"، قائلا: بالتأكيد لم يرد هذا عنهم، وأردف: إن الاحتفال بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يكون بتناول حلوى المولد كما يزعمون، ولا كما يفعل البعض بأن يحتفل به على طريقة الغناء والرقص وإقامة الاحتفالات، متسائلا "أين هؤلاء من سنة النبي صلي الله وآله وسلم؟!".
وأكد وجوب اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بفعله، وأن الاحتفاء بالنبي ﷺ يكون بحبه وحب سنته وإحيائها، وليس بارتكاب البدع قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران: 31)؛ فمن أحبه حقيقة كان متبعا له مقتفيا لأثره.
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ شَنيع
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقا لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خذوا عني مناسككم" رواه مسلم ، وقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري .
وأوضح الكاتب والباحث الشرعي أن الشرع الحكيم لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا بيّنها، قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} (طه: 123)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هدى، وربنا أمر بطاعته-صلى الله عليه وسلم- حتى لا تتفرق السبل بالعباد، قال تعالى: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153)، وأي مخالفة لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أو إحداث في دين الله مما ليس فيه فهو بدعة، وكما قال أهل العلم "ما قامت بدعة إلا هدمت السنة" لذا من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعته، فمن يطع الرسول فقد أطاع الله -عز وجل-.