قال الكاتب والداعية الإسلامي محمود أمين: إن العنف في المجتمع يحتاج إلى وقفة ومعالجة الأسباب التي أدت لذلك، فيجب علينا أولا معالجة ضعف الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- والذي يؤدي بدوره إلى عدم تعظيم الحرمات والجرأة على تعدي الحدود التي حدها الله، فهذه هي البذرة التي تنبت كل الشرور والآفات.
وأوضح "أمين" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أنه يجب علينا معالجة الأمراض القلبية وأخطرها القسوة وغياب الرحمة، فيجب علينا الرفق في التعامل مع الناس، فإن الإحسان مع الله ثمرته تظهر في الإحسان مع الناس والعكس بالعكس.
وأشار إلى دور الأسرة والمجتمع في معالجة العنف؛ إذ أكد أن التربية تبدأ من الأسرة، فنشأة الطفل في أسرة متحابة بعيدة عن الخلافات والنزاعات والخصام والشقاق يربي في الأبناء الرحمة والرفق ويقيهم من الأمراض النفسية، ودور الأسرة أيضًا يتمثل في منع الطفل والشاب من العكوف على الأفلام والمسلسلات والدراما والقصص المحرضة على العنف، سواء عبر التلفزيون أو السينما أو منصات ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثير هذه المنصات أصبح له تأثير بالغ على مختلف الشرائح العمرية رجالًا ونساء وأطفالا، فنجد التركيز في محتوى هذه الأفلام والقصص على تصوير مشاهد الجريمة والعنف وربما إضفاء ألقاب الشجاعة والبطولة أو تبريرها وإعطاء العذر لأصحابها!
وتابع: وقد شوهد عند كثير من مرتكبي الجرائم، وبسؤالهم عن الأسباب التي دفعتهم لارتكاب الجريمة فأجابوا بأنهم تعودوا على مشاهدة أفلام فيها هذا المحتوى وبعضهم أراد محاكاة المشاهد المعروضة بنفس طريقة فعلها فوقعت الجرائم التي تشيب لها الرؤوس وتشمئز منها النفوس من بشاعتها، ومن هنا ندرك خطر ترك الأبناء فريسة لهذا المحتوى المعروض عليهم دون رقابة ودون تربية ودون تسليح بسلاح الإيمان، ودون توعية بمخاطر وآثار هذه المشاهد في تدمير شخصياتهم وإفساد الفطرة السوية في نفوسهم.
وأكد الكاتب والداعية الإسلامي ضرورة تقوية مناهج التعليم في المدارس والجامعات بحيث تركز على التربية الإيمانية والعقدية على أصول الإيمان التي جاء بها دين الإسلام من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقضاء والقدر، حتى لا نخرج شخصيات هشة ضعيفة البنيان خاوية من الداخل يملؤها الخوف والفزع عند كل خطر أو مجهول، ولا تستطيع أن تميز بين الصحيح والسقيم ومن ثم يسهل تقبلها لأي مبادئ أو أفكار أو أعمال أو سلوكيات ولو كانت تطعن في أصل الدين أو تخالف قاعدة من قواعده.