واصل جيش العدو الصهيوني عدوانه الغاشم على قطاع غزة، في ظل صمت عالمي مخزٍ، واقتحمت قواته مجمع الشفاء الطبي، وحولته إلى ثكنة عسكرية، فيما تمسك الأطباء بعدم الخروج وترك المرضى أو إخلاؤه بشكل كامل، ما أثار موجة تنديدات عالمية لا يكترث لها الكيان الصهيوني.
وتزامن اقتحام مجمع الشفاء مع جملة من الاعتداءات على المراكز الطبية منها استهداف الاحتلال مدخل الطوارئ بمستشفى ثابت الحكومي في طولكرم، بقنابل الغاز أسفر عن إصابات بالاختناق في صفوف المرضى والطواقم الطبية.
ومن جهتها، أكدت الدكتور مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية أن الكوادر الطبية في مستشفى الشفاء لم تحصل على الأكل والشرب منذ 6 أيام، ووجهت نداء استغاثة عاجلاً من أجل الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة.
وأشارت إلى توقف 25 مستشفى بشكل كامل من أصل 35 ما يوضح حجم الكارثة التي بلغها الوضع الصحي في القطاع، مشددة على أن مئات المرضى والجرحى مهددين بالموت في أي لحظة جراء قصف المشافي ومحاصرتها وانقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، وانعدام أدنى مقومات الحياة فيها.
وأدى القصف المتواصل على القطاع إلى استشهاد أكثر من ١١ ألف شخص وإصابة ما يزيد على ٢٧ ألفًا آخرين، وفقدان نحو ٣ آلاف آخرين، حسب "الكيلة".
وأشارت إلى أن الجرحى والمرضى والطواقم الطبية لا يجدون إضافة لكل ما يعانون منه أي شيء لأكله، وكذلك فإن المياه مقطوعة عن المجمع.
وعلى الجانب المصري، أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، جهود القاهرة في تقديم الخدمات الصحية واستقبال المصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، مؤكداً تجهيز وتخصيص 37 مستشفى في 8 محافظات لاستقبال الحالات، فيما توجد حاليًا حالات في 13 مستشفى.
وأشار إلى أن الوزارة وضعت خطة للتعامل مع أسوأ الظروف، من 3 محاور، تشمل خدمات إسعافية وعلاجية ووقائية، كما رصدت الوزارة 150 سيارة إسعاف مجهزة بشكل كامل، جزء منها في محافظة شمال سيناء والبعض في محافظات القناة.
وأشار "عبد الغفار" إلى أن أكثر من 30 طفلًا في حضانة في مستشفى الشفاء طلب أن تستقبلهم مصر، وأكد الاستعداد لاستقبالهم فورًا، وهناك تفاوض وتواصل يومي لاستقبال مزيد من الحالات.
وأكد أن جميع الفرق الطبية تريد المشاركة في علاج المصابين، متابعًا: كل الناس كانت تتسابق أن تشارك، وبالنسبة للخدمات الوقائية ضمن الخطة لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، يأتي إلينا مرضى ورعايا أجانب بالآلاف، يتم إجراء كشف وفحص عليهم.
وكشف وزير الصحة عن خطة تقديم الدعم الصحي لقطاع غزة، بالنسبة لمخطط المستشفيات والإحالة والنقاط الطبية، يتم تقسيم المستشفيات إلى ثلاثة مستويات، المستوى الأول: في مستشفيات شمال سيناء، المستوى الثاني: بورسعيد والإسماعيلية والسويس والشرقية ودمياط، والمستوى الثالث مستشفيات القاهرة والجيزة، وحاليًا هناك مرضى فلسطينيون يتلقون العلاج في 13 مستشفى، وكل يوم اجتماع 8 مساء للمتابعة.
وكشف مصدر طبي بمعهد ناصر لـ "الفتح" تفاصيل الحالة الصحية لمصابي غزة المتواجدين داخل المعهد، مشيرًا إلى أن المعهد قام باستقبال 14 حالة مرضية وجميع الحالات مستقرة وتحتاج إلى رعاية طبية كبيرة جدا، كما تم تخصيص أماكن مجهزة على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أن الحالات تتراوح بين السيدات والأطفال والرجال وكبار السن، كما تم تحويل الحالات التي تحتاج إلى تخصصات طبية دقيقة إلى المستشفيات المتخصصة، خاصة مرضى الأورام للحصول على الرعاية الطبية، والبروتوكول العلاجي لهم كل حالة وفقًا للتشخيص الخاص بها، مشيرًا إلى أن الحالات بها أكثر من تخصص مثل المخ والأعصاب جراحات التجميل والعظام، وتم التعامل معها بشكل فوري.