• الرئيسية
  • تقارير وتحقيقات
  • تأكيدًا لما نشرته "الفتح": إثيوبيا تعلن رسميًا الانتهاء من 40% من سد النهضة.. والحكومة المصرية تعترف: العجز المائي وصل لـ20مليار متر مكعب

تأكيدًا لما نشرته "الفتح": إثيوبيا تعلن رسميًا الانتهاء من 40% من سد النهضة.. والحكومة المصرية تعترف: العجز المائي وصل لـ20مليار متر مكعب

  • 141
سد النهضة



أكد الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، وأحد خبراء المياه الدوليين، أن التصريحات الإثيوبية خطيرة للغاية، وجاءت مفجعة وتثير المخاوف للمصريين والسودانيين على حد سواء، مؤكدا أن إثيوبيا تسلك سياسة طول الأمد لإضاعة الوقت على مصر؛ ومن ثم إنجاز السد الذي يعتبر مشروعًا ضمن سلسلة من السدود التى تنوي إثيوبيا إنجازها.


وأوضح "نور الدين" في تصريحات خاصة لـ"الفتح" أن وزير الموارد المائية حسام المغازي لا يعتمد في تصريحاته على الشفافية بالتعامل مع أزمة المياه التي تهدد الشعب المصري بأكمله، مشيرًا إلى أن اللجان المشكلة لدراسة أزمة سد النهضة كلها لجان فنية وليست تحكيمية، وجميعها غير ملزمة لإثيوبيا.


وتخوف أستاذ الموارد المائية من عدم الشفافية التي يتتبعها المسئولون المصريون حيال هذا الملف، مشددا على أن مصر لا تتفاوض على سعة السد التخزينية، وإنما تتحدث من واقع اللجان الفنية التي تم إعادة تشكيلها من جديد رغم وجود دراسات لخبراء من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا تحذر من خطورة سد النهضة على مصر، وأن أخطاره كارثية، وحذرت اللجان الدولية من سعة السد التي تبلغ 74 مليار متر مكعب؛ مما يهدد بدخول مصر مرحلة الخطر المدقع.


وكشف "نور الدين" مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن أديس أبابا قاربت على الانتهاء من المرحلة الأولى من سد الألفية لتوليد نحو 700 ميجا وات من أصل 6000 ميجا، التي ستنتهي منه يونيو 2017.


وأوضح "نور الدين" أن المرحلة الأولى قاربت على الانتهاء، والسد سيتم افتتاحه رسميا يونيو من العام المقبل بعكس ما يروجه المسئولون في مصر.
ولفت أستاذ الموارد المائية إلى أن مصر دخلت بالفعل مرحلة الشح المائي، مشددا على وجود عجز مائي يقترب من 20مليار متر مكعب، سيصل عند تشغيل السد إلى 32مليارا؛ مما يهدد مصر ببوار أكثر من 2.5مليون فدان.


كان الرئيس الإثيوبي مولاتو تيشومي، قد أكد في تصريحات صحفية أن عملية البناء في مشروع سد النهضة الإثيوبى بلغت 40%. مضيفًا أن بلاده ستنهي المرحلة الأولى من هذا المشروع بحلول يونيو المقبل؛ لتنتج نحو 700 ميجاوات من الكهرباء من أصل 6000ميجا وات.
وأوضح "تيشومي" في تصريحات إعلامية أن أعمال اللجنة الوطنية الثلاثية والمكتب الاستشاري الدولي تقنية محضة، وتدرس التأثيرات البيئية للسد، وليست جهة تحكيمية.


بدوره قال الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والري، إن مصر تعاني عجزا مائيا كبيرا بسبب زيادة الطلب على المياه لأغراض الزراعة والصناعة أو مياه الشرب، ويتجاوز 23 مليار متر مكعب من المياه سنويا، يتم تعويضها بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى ومعالجتها.
وأضاف "مغازي" أن نصيب الفرد من المياه بلغ 620 مترًا مكعبًا، وهو أقل من المتوسط العالمي للفقر المائي البالغ 1000 متر مكعب؛ وهو ما يعنى أننا فى مرحلة "الشح المائي" التى سوف تزداد خلال السنوات القادمة بسب الزيادة السكانية التى تعانى منها مصر، مطالبًا بضرورة ترشيد الاستهلاك.

جدير بالذكر أنه تم عقد جولة من المفاوضات في العاصمة السودانية أواخر أغسطس الماضي ضمت وزراء الري والمواد المائية من مصر والسوادن وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة، واتفقت الدول الثلاث على تكليف مكتب استشاري لإعداد دراسة تفصيلية حول تأثيرات السد على تدفق مياه النيل والآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية للمشروع على مصر والسودان، على أن يتم حسم الخلاف على هاتين النقطتين في مدة أقصاها ستة6 أشهر تنتهي في مارس المقبل، وتكون نتائجها ملزمة للجميع.

وكانت الأزمة بين مصر وإثيوبيا قد تصاعدت بشكل حاد منذ عام 2011 عندما شرعت إثيوبيا في تشييد سد عملاق على نهر النيل بكلفة 4.7 مليارات دولار على مسافة تتراوح ما بين 20 و40 كيلومترًا جنوب الحدود السودانية مع إثيوبيا، ومن المتوقع اكتمال تشييده خلال عام 2017 ليكون أكبر سد أفريقي وعاشر سد لإنتاج الكهرباء على مستوى العالم.