• الرئيسية
  • الأخبار
  • العربي يحث وزراء الخارجية العرب والأفارقة توحيد مواقفهما إزاء إصلاح وتطوير الأمم المتحدة

العربي يحث وزراء الخارجية العرب والأفارقة توحيد مواقفهما إزاء إصلاح وتطوير الأمم المتحدة

  • 140
نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية

بدأت في الكويت اليوم "الأحد" فعاليات الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الأفريقية الثالثة، برئاسة صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي، ووزير الخارجية الرئيس المشترك للقمة الإفريقية العربية الثالثة، وأحمد ولد تكادي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون للجمهورية الإسلامية الموريتانية ونائب رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، وحضور الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء الخارجية العرب والأفارقة أو من ينوب عنهم، تمهيدًا للقمة العربية الأفريقية الثالثة المقرر انطلاقها 19 الجاري بالكويت تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار".


وأكد نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي الأفريقي المشترك في كلمة وزعها مكتبه الصحفي بالقاهرة وحصلت "الفتح" على نسخة منها، أن التعاون العربي الأفريقي عنوان عظيم تندرج تحته فصول كثيرة، معربًا عن ثقته أن تدعم قمة الكويت فرص التقارب فيما بين شعوب المنطقتين على أسس عصرية تحقق مصالح حقيقية وملموسة لتعزيز التعاون العربي الأفريقي ودفعه إلى الأمام.


وأشار إلى أن توحيد المواقف إزاء المقترحات المتعلقة بعملية إصلاح وتطوير الأمم المتحدة أمر هام، موضحًا أن الجامعة العربية تنسق مع الموقف الأفريقي القائم على توافق آراء أعضاء الاتحاد الأفريقي بالنسبة لصيانة حقوق القارة في هذه العملية.


ولفت إلى قد حقق التعاون الأفريقي العربي مجموعة نجاحات في تنسيق المواقف، ولكنه لم يرتق بعد إلى المستوى المؤسسي المأمول لأنه لا يزال بعيدًا عن التشابك الصحيح للمصالح في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، بالشكل الذي يقوي التضامن العربي الافريقي كصمام أمان لشعوب المنطقتين.


أولوية اقتصادية تنموية


كما قال العربي أن تحضيرات القمة العربية الأفريقية ركزت على أن تكون الموضوعات الاقتصادية التنموية هي أولوية المناقشات والعمل على أن يصبح التعاون الأفريقي العربي واقعًا ملموسًا يشعر به المواطن الأفريقي والعربي، موضحًا أن اختيار شعار القمة "شركاء في التنمية والاستثمار" يعكس هذا التوجه.


وأضف: جاء مشروع القرارات التي ستصدرها القمة ومشروع إعلان الكويت المعروضين عليكم متبنيًا للنهج الواقعي القائم على الصراحة في التعامل مع مشكلات الجانبين التنموية.


المنتدى التنموي


ولفت إلى أنه حرصًا معالجة المشاكل التنموية حرصت دولة الكويت على عقد المنتدى التنموي الاقتصادي خلال الفترة 11-12 نوفمبر 2013، بمشاركة ممثلي الحكومات والمجتمع المدني في الدول العربية والأفريقية، ورؤساء منظمات عربية وأفريقية ودولية، حيث تم تسليط الضوء على واقع التعاون في مجال التنمية بناءً على خبرات الجهات العاملة في هذا المجال وبخاصة في قطاعات البنية التحتية والنقل والطاقة وغيرها.


وناقش المنتدى تبادل الأفكار حول الواقع الاقتصادي للجانبين، ومستوى الاستثمارات العربية والأفريقية المشتركة، وأسباب ضعف التبادل التجاري بين الجانبين.


ونوه بأن اجتماعات الأيام الأخيرة ناقشت التوصيات العملية التي خرج بها المنتدى لرفع مستوى التبادل التجاري والاستثماري المشترك وتحقيق الأمن الغذائي وسد فجوة الغذاء، معربًا عن ثقته أن يستفيد اجتماع اليوم من هذه التوصيات في دعم آليات التعاون بين الجانبين.


الشراكة في التنمية

وقال نبيل العربي أن اجتماع اليوم عمل متشعب ونشط تحضيرًا للقمة من خلال جهود لجان مختلفة واجتماعات مشتركة متتالية على مستوى ممثلي الحكومات بل والقطاع الخاص والمجتمع المدني والخبراء، وهو جهدٌ ركز في جوهره على تقييم مسيرة التعاون في مناحيها المختلفة وعلى سبل إثرائها ودعمها وبصفةٍ خاصة في مجال الشراكة في التنمية.


وقال العربي: توالت الجهود التحضيرية للقمة لإعداد وثائق القمة المعروضة أمامكم والتي روعي في إعدادها الاستفادة من مسيرة هذه العلاقات الطويلة، لتعظيم مناحي قوتها وعلاج ما اعتراها من نقاط ضعف وصعوبات والتركيز على أن تلبي الطموحات نحو إقامة شراكة إستراتيجية حقيقية فاعلة ومنتجة، بشكل منهجي وعصري قائم على تشابك المصالح.


وتابع: وقد تم إثراء وثائق القمة بنتائج اجتماعات وزراء الزراعة العرب والأفارقة الذي عقد بالمملكة العربية السعودية في أكتوبر الماضي وبتوصيات المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي الذي عقد مطلع الأسبوع الماضي في مدينة الكويت بمشاركة واسعة من مؤسسات التنمية والاستثمار العربية والإفريقية وبنتائج المناقشات المعمقة التي أجراها كبار مسؤولي الجانبين على مدار الأيام السابقة.


أوجه التعاون


وقال نبيل العربي: تعمل الأمانة العامة للجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي على تعزيز العلاقات المشتركة العربية الافريقية في المجالات المختلفة، سواء بالمساهمة في تسوية النزاعات السياسية الواقعة في فضائهما المشترك أو في تعزيز مجالات جديدة تمس عصب التنمية في مجتمعاتنا.


وسرد الأمين العام في هذا الصدد عدة ملاحظات سريعة حول التعاون بين الجانبين العربي والأفريقي، مؤكدًا أنه انطلاقًا من تداخل الفضاءين العربي والأفريقي وتكاملهما، حرصت المنظمتان على إتباع سياسة متناسقة لمصلحة العديد من القضايا المشتركة، وارتباطًا بهذا التداخل والتكامل بات موقف العالم العربي وأفريقيا من العديد من البنود المطروحة على الأجندة الدولية متناغمًا ويلزم العمل على زيادة تقاربه كي يحقق المصالح المشتركة.


كما أكد أن موقف الدول الأفريقية في دعم نضال الشعب الفلسطيني لممارسة حقوقه في وطنه وعلى أرضه مواقف مشهودة تفيض بشرفها المحافل الدولية، كما أن لقاء الشعوب العربية والأفريقية على نصرة قضايا التحرر والتصدي للاحتلال والتمييز والفصل العنصري يسجل صفحة ناصعة من التعاون بينهما في تاريخ الإنسانية المعاصرة.


الموقف النووي


وقال أن من أبرز البنود الملحة على الأجندة الدولية هو موضوع الانتشار النووي، فبينما أصبحت أفريقيا لا نووية طبقًا لاتفاقية بليندابا عام 1996، لا يزال العالم العربي يعمل على إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في عموم الشرق الأوسط بامتداده الأفريقي، مشيرًا إلى أنه تكمن أهمية العمل على تحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي كأساس ضروري ليس فقط لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي بل ولاستكمال ما قامت به أفريقيا عبر بليندابا.


وشدد العربي على أنه بغير عالمية المعاهدة سيظل الموقف النووي مهَددًا في أفريقيا والشرق الأوسط، خاصة مع وجود مجموعة دول عربية أفريقية واقعة في نطاق بليندابا والشرق الأوسط، ومجموعة معرضة على الدوام لمخاطر عدم انضمام إسرائيل للمعاهدة ووضع قدراتها النووية تحت الإشراف الدولي.

شكر


قدم العربي الشكر على جهود كل من ليبيا والجابون بصفتهما الرئاسة المشتركة للقمة العربية الافريقية الثانية، وللدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي على جهدها المميز وتعاونها المثمر للتحضير لهذه القمة سواء في إطار اللجنة الثلاثية التي تضم دولة الكويت والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، أو في إطار أعمال اللجنة المشتركة العربية الأفريقية، التي تضم العراق وقطر والكويت وبنين وأثيوبيا وتشاد بالإضافة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي.


وأثنى على التئام الوزاري التحضيري على مستوى مجموع الدول العربية والإفريقية في موعدها المحدد وبالعاصمة الكويت بعد ثلاث سنوات من القمة الثانية عام التي أقميت في مدينة "سرت" الليبية 2010.