• الرئيسية
  • الأخبار
  • الإعلام أقام الدنيا ولم يقعدها في قضية سد النهضة أثناء حكم المعزول.. والتزم الصمت بعد ذلك مع استمرار الأزمة!

الإعلام أقام الدنيا ولم يقعدها في قضية سد النهضة أثناء حكم المعزول.. والتزم الصمت بعد ذلك مع استمرار الأزمة!

  • 120
سد النهضة الإثيوبي

لم يزل الإعلام في أحد أهم وأخطر قضايا الأمن القومي وأشدها حساسية وهي المياه، فالبرغم من إعلان الرئيس الإثيوبي الانتهاء من 40% من سد النهضة، وأن أديس أبابا قد قاربت على الانتهاء بالفعل من المرحلة الأولى لأحد أهم وأكبر القلاع الخرسانية التي عرفتها البشريه منذ بدء الخليقة حتى هذا الوقت.

لكن المتتبع للحدث الخطير يجد أن الإعلام أقام الدنيا ولم يقعدها في فترة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، حتى تخيل الجميع أن مصر قد شارفت على العطش والجفاف، وظن الجميع أن النيل قد توقف عن الجريان!

أما الآن فالأزمة قد اشتدت بالفعل وأصبحنا نرى العطش بأعيننا ونشتكي منه، وتخوف البعض من دخول مصر "عصر السوق السوداء للمياه".
والإعلام ما زال مغمض العينين وكأن القضية قد انتهت، حتى أصبحنا نرى التصريحات الوردية تخرج بين الحين والآخر لتبث الطمأنينة لدى جموع الشعب، مؤكدين أن الوضع المائي في مصر مطمئن، وأن مصر بعيدة كل البعد عن العطش والجفاف!

قال الدكتور صابر حارص، رئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج، إذا أراد باحث أو خبير إعلامى أن يستدل برأي على فقدان الصحافة المصرية لمصداقيتها، فعليه أن يقارن التناول الإعلامي المصري لموضوع سد النهضة فى عهد الرئيس الدكتور محمد مرسي وأثناء العهد الحالي.
وسوف نكتشف جميعا أن إعلامنا يحتاج إلى العودة للدراسة فى مراحلها الأولى لكي تعود له المصداقية أمام جمهوره.

فسد النهضة باعتباره كان موضوعا كافيا لإسقاط الرئيس الأسبق محمد مرسي، أصبح الآن فى وضع لا خلاف عليه، وأصبح يجلب كل الخير لمصر.
و تابع "حارص" أن التناقض الحاد فى التناول الإعلامى أفرغ المحتوى أو الرسالة من مضمونها، وأثر بالسلب على الجماهير، مشددا على أن الرسالة التى تبثها المؤسسات الإعلامية المختلفة تفتقد للمهنية والذكاء، وكان من الممكن أن يقدم معالجة مهنية وصحفية مميزة لخطورة المرحلة التى نعيشها.
وطالب جميع الوسائل الإعلامية، أن تعالج سد النهضة بحيادية تامة وتكشف كم المخاطر والسلبيات التي يسوقها للشعب المصري، مطالبا بسرعة وضع منظومة من الحلول للتواصل من خلال تخصيص حلقات نقاشية وتحقيقات صحفية هادفة تشرح حجم المشكلة وتبين أبعادها وخطورتها على المستوى المحلي والإقليمي، منددا بالسياسة المتبعة من الأبواق الإعلامية التي تهون من حجم الكارثة المائية المحدقة بالوطن.

وأكد "حارص" أن التناول الإعلامى فى عهد مرسي أضر بالوطن، كذلك التناول الحالي مضر أيضا لأنه حجب عن الجماهير الحقيقة وخدع الجميع بالبيانات غير الحقيقية.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الصبور فاضل عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، أن الإعلام المصري يعاني بالفعل من قصور شديد تجاه أهم القضايا المحورية والاستراتيجية التي تعتبر أحد أهم وأخطر قضايا الأمن الوطني، وهي قضية المياه وسد النهضة التي نجح الإعلام الإثيوبي في ترويجها أمام الرأي العام والدولي على أنها قضية تنمية وتوليد طاقة.

وتابع "فاضل" أن الإعلام في مصر إعلام آني يعالج الحدث الآني ولا يهتم بالمتتابعات أو المستجدات، ولكن يتوقف بانتهاء الحدث، مشددا على أن هذا ليس بإعلام حر أو نزيه!

وشدد عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر على أنه ينبغي على الإعلام أن يركز الجهود وألا يكتفي بنشر الحوار أو التحقيق فقط، بل يقوم بحملات لا تنتهي إلا بانتهاء الأزمة أو المشكلة.

وطالب جميع الوسائل الإعلامية بأن تقوم بدور الدبلوماسي الذي يعالج الأزمة ويتابعها، ويبذل كل الجهود لمقاومة اللوبي الإثيوبي والعالمي الموجه ضد مصر.

وأوضح ضرورة إيجاد أدوات وطرق أخرى بديلة حتى لا يتوقف عند الدبلوماسية السياسية، بل يصنع هو الدبلوماسية الشعبية على المستوى المحلي.
ولفت "فاضل" إلى أن الإعلام الحالي لا يهتم سوى بالقضايا العابرة، ولا ينطبق عليه إعلام تنموي فهو ناقل للحدث، ومشكلة وأزمة سد النهضة أمن قومي لا ينبغي أن نتوقف عن التنديد بخطورتها، بل لا بد أن يستمر الزخم الإعلامي على هذا الملف وأن يدعم الدبلوماسية المصرية بلوماسية أخرى شعبية من خلال التناول والرصد والتحليل الإعلامي المتميز وتوعية الشعب بخطورة المرحلة التي نعيشها جراء تكالب القوى الإقليمية والدولية على مياه النيل.

وناشد عميد إعلام الأزهر، جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة أن مصر فوق الجميع فقضية المياه قضية خطيرة جدا، والعالم بأكمله يتأهب لحروب مياه قادمة، والمسألة غاية فى الخطورة وتمثل حياة أو موتا بالنسبة للمصريين.

وندد الدكتور عبد الصبور فاضل بالتناول الإعلامى لهذه القضية المثيرة للجدل، مطالبا بوجود إعلام متخصص حتى نعالج قضايانا بحيادية تامة دون إملاءات من أحد، أو من قوى سياسية؛ فالقضية أمن قومى ولا تتبع أحدا.

و طالب عميد كلية الإعلام بالأزهر، أن يضع الإعلام القضية على رأس أولويات الدولة، بل ضمن أجندته السياسية.

جدير بالذكر أن اللجنة الثلاثية التي شكلتها الحكومات المصرية التي جاءت بعد الثورة "25 يناير" حذرت من احتجاز 74 مليار متر مكعب في بحيرة السد؛ وهو ما يفوق حصة مصر من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا؛ الأمر الذي يؤثر سلبا على كفاءة السد العالي بنحو 25% على أقل تقدير، حيث تخوف البعض من دخول مصر عصر الظلام والعطش الذي يؤدي إلى تصحر ثلاثة ملايين فدان وارتفاع الملوحة في الدلتا عند مصب النيل.

وأكد الخبراء أنه في حالة انهيار سد النهضة ستنهار سدود السودان "روصيرص- ومروي- وسنار" وستغرق الخرطوم بكاملها؛ مما يهدد بحدوث براكين وزلازل ستؤدي بدورها لانهيار السد العالي الذي يغرق هو الآخر منطقة الدلتا وصعيد مصر، ويتسبب في حدوث انشقاقات أرضية قد تصل للدول المجاورة وتؤثر في سلاسل جبال البحر الأحمر.