بوكو حرام والجيش النيجيري.. طريق الصدام نحو الحرب الأهلية

  • 102
بوكو حرام- أرشيفية

بوكو حرام والجيش النيجيري.. طريق الصدام نحو الحرب الأهلية


نيجيريا باتت تعيش تعيش أجواء حرب حقيقية؛ فالمعارك العسكرية بين الجيش وجماعة بوكو حرام تجاوزت مرحلة العنف المسلح المحدود إلى مستوى أقرب للحروب بين جيش وميليشيات ذات تدريب عالٍ؛ حيث يتبادل الجانبان السيطرة على المدن والقرى ويسقط عشرات القتلى من الجانبين ومئات من الضحايا المدنيين.

مؤخرا استولى مئات من مقاتلي جماعة "بوكو حرام" على مدينتين في ولاية أداماوا بعدما نجحت ميليشيا محلية في صدهم من واحدة من أكبر مدن هذه الولاية الواقعة شمال شرق نيجيريا.

وسيطر المسلحون على مدينتى هونغ وغومبي واقتربوا بذلك من يولا عاصمة الولاية التي تبعد حوالى 100 كيلومتر، وذلك بعد طردهم من مدينة موبي بفضل مساعدة الميليشيا المحلية وصيادين للجيش، وتعد المدينة مركزا تجاريا واستولوا عليها قبل أسبوعين وأطلقوا عليها اسم "مدينة الإسلام".

كما تمكن الجيش النيجيري بمؤازرة مجموعات مسلحة محلية من استعادة مدينة شيبوك شمال شرقي البلاد، التي سقطت بأيدي مسلحي جماعة بوكو حرام قبل نحو أسبوعين.

وأشار باكو جوني، منسق قوة الشرطة الشعبية في مدينة مايها بولاية أداماوا، في التقرير الذي نشرته صحيفة "بريميوم تايمز" يوم الخميس 13 نوفمبر، إلى أن أكثر من 2000 شخص وقعوا على تعهد بقتال جماعة بوكو حرام في مايها. وأضاف جوني أن من بينهم شباب بلجان أمن أهلية وصيادون، وجنود متقاعدون، وعناصر من القوات شبه العسكرية والحرفيون وصغار التجار.

وقد كانت جماعة بوكو حرام قد استولت الفترة الماضية ضمن عملياتها العسكرية لإقامة الخلافة الإسلامية على أكثر من 20 مدينة وقرية شمال شرقي نيجيريا في الأشهر الأخيرة، منها مدينتين في ولاية أداماوا، وولاية هونج وجومبي.

من جهته، كشف الموفد الأممى الخاص إلى وسط أفريقيا "عبد الله باثيلى" أن "بين يونيو وأكتوبر 2014 استقبل أكثر من 17 ألف نيجيريا فى مخيم اللاجئين فى ميناواو، أقصى شمال الكاميرون". وأضاف أن "السلطات المحلية والمفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة تقدر عدد القادمين إلى المنطقة ما بين أربعة إلى خمسة آلاف، 70% منهم من النساء والأطفال الذين فى حاجة إلى مساعدة فورية.

كما دعا باثيلى المجتمع الدولى إلى مزيد من التعبئة لمواجهة خطر الجماعة؛ حيث تجاوزت مخاطرها حدود نيجيريا وأصبحت تشكل خطرا على البلدان المجاورة.

الولايات المتحدة بدت مترددة فى تقديم الدعم الحكومة للنيجيرية، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إن حكومتها "قدمت تجهيزات عسكرية للقوات المسلحة النيجيرية، وأضافت أن بلادها بدأت بتبادل المعلومات الاستخبارية مع نيجيريا وتشكيل كتيبة جديدة للجيش، لكنها أقرت مع ذلك بوجود حظر لبيع أبوجا مروحيات قتالية من نوع كوبرا، وأن الأمريكيين "قلقون من قدرات نيجيريا لاستعمالها وصيانتها في إطار الحرب ضد بوكو حرام".

تصريحات بساكى جاءت ردا على تصريحات أدلى بها السفير النيجيري في واشنطن أديبوال أديفوري الذي أعرب عن استيائه إزاء رفض الولايات المتحدة بيع بلاده أسلحة تسمح لها بـ"توجيه ضربة قاضية" لجماعة بوكو حرام.

المشهد يبدو شديد التعقيد؛ فالجيش النيجيري فشل فى القضاء على الجماعة أو حتى إيقاف تمددها واحتوائها، وتوجهه أكثر للاعتماد على ميليشيات محلية يعنى جره البلاد نحو حرب أهلية، وإتاحة الفرصة لتصاعد نفوذ التيار الأكثر تطرفا داخل الحركة.

من جهة أخرى، فإن استعداد البلاد لإجراء انتخابات رئاسية مطلع العام المقبل يثير الكثير من القلق لدى الرئيس جوناثان جودلاك بشأن كيفية الخروج من الأزمة الراهنة؛ فالرجل الذى يحاول كسر نظام تبادل الرئاسة بين المسلمين والمسيحيين فى نيجيريا بالترشح لولاية رئاسية جديدة العام المقبل، يخشى من استمرار الوضع الحالى، وتفاقمه لأنه سيجعله يظهر بمظهر الرئيس العاجز عن وقف العنف، وسيعنى تلقائيا عدم إمكانية إجراء الانتخابات فى شمال البلاد، وتوقع شن جماعة بوكو حرام هجمات دموية كبرى ضد مراكز الاقتراع لإفساد العملية الانتخابية.