أتوبيس رقم 251306

  • 139

للمرة الثانية أُذكّر الجميع: هل سبق لك أن وجدت كتاب تمارين مدرسياً قديماً، أو أي شيء آخر سبق لك أن كتبته، وبتصفحه أصابك الذهول لمدى تغيرك أنت في وقت قصير؟ هل ذهلت لأخطائك؟
كذلك الأشياء الجميلة التي كتبتها؟ في ذلك الوقت لم تلحظ أنت أنك كنت تتغير!

اعلموا أن أمواج الأحداث الموجودة داخل هذا البحر المتلاطم وكل راكب من ركاب هذا المركب فيها يعنيه تماماً أن نجتاز هذا الإعصار، من غير أن نصاب بارتجاع عنيف يفقدنا توازننا الذي نعيشه.


متى تفيق الأمة من غفلتها؟ متى ننتبه للمحطة الواجب النزول بها ونترك أتوبيس التعاسة والأحزان، الذي يأخذنا يومياً بعيد عما نريده وأن يدرك قائد هذا الأتوبيس للمحطة المطلوب أن نصل من خلالها لبر الأمان بهذه البلد. متي يستيقظ ركاب هذا الاتوبيس من غفلتهم ويتركون المشاجرة داخل جانبيه فكل منهم يري الطريق من وجهة نظره، ولا يراعي ويحترم وجهة نظر الأخرين. إلى متي سنظل لا نعلم متي يتوقف أتوبيس 251306 والذي عبر بنا محطتين الأولي من 25 يناير بكل ما فيها، والثانية أُقحمنا فيها من 30يونيو أيضا بكل ما فيها، ولم يعلم أحد حتى الأن أين المحطة؟


أم أننا تركنا المحطة وتفرغ الركاب للمشاجرات والتراشقات مع بعضهم البعض؟ أم أننا سنظل نبحث عن سائق هذا الأتوبيس من هو وإلى أي اتجاه يسير بنا؟ فهل نحتاج الأن لتهدئة الركاب؟ أم لقائد الأتوبيس حتى نصل للمحطة.