كيف نمنع أولادنا من الكذب (2)

  • 157

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:


فقد ذكرتُ في المقال السابق أن الكذب عند الأطفال ثمانية أنواع، وقد ذكرتُ أربعة أنواع من الكذب عند الأطفال، واليوم إن شاء أذكر الأربعة الأخرى، وبعد ذكر كل نوع من أنواع الكذب عند الأطفال أذكر كيف يكون العلاج: 1-الكذب الانتقامي: غالباً ينشأ عند التفريق وعدم العدل بين الأولاد، سواء في المنزل أو في المدرسة، فقد يعمد الطفل إلى تخريب أو إتلاف ثم يتهم أخاه أو زميله، والغالب أن الاتهام هنا يوجه لأولئك الذين يُخصون بتقدير واهتمام زائد أكثر من غيرهم.

وقد دلت أغلب الدراسات التي أجريت على كذب الأطفال أن 20%من الكذب يحدث بسبب الانتقام وعلاج ذلك: -العدل بين الأولاد كما جاء في صحيح البخاري من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " -وضع الثقة في الطفل، والاعتماد عليه، والثناء عليه، واشعاره بأن قيمته كبيرة.

2-الكذب التخيلي: بأن الطفل يتخيل شيئاً ويحكيه على أنه حقيقة، وهذا غالباً يكون قبل بلوغ سن ثلاث سنوات، فيكون كذبه في هذه الفترة غير مُتعمد، ولا خطر فيه.

ودور الوالدين هنا: -التوجيه للتفريق بين الخيال والحقيقة، بما يتناسب مع نمو الطفل. - استغلال هذه الفترة، بتوجيهه نحو الروايات الخيالية المفيدة، لإشباع هذه الرغبة عنده. - ومن الخطأ اتهامه هنا بالكذب، أو معاقبته عليه، وذلك خاص بما هو دون الخامسة من عمره.

3-الكذب الالتباسي: يختلط الخيال بالحقيقة لدى الطفل، فلا يستطيع التفريق بينهما، لضعف قدراته العقلية، فقد يسمع قصة خرافية، فيحكيها على أنها حقيقة، ويُعدل في أشخاصها وأحداثها حذفاً وإضافةً وفق نموه العقلي. وقد يرى رؤيا، فيرويها على أنها حقيقة. وقد دلت أغلب الدراسات التي أجريت على كذب الأطفال، أن هذا النوع من الكذب الالتباسي يقع بنسبة 10%.

ودور الوالدين هنا: -التوضيح للطفل بأن هذا من الخيال وليس من الحقيقة، وعندما يكبر الولد وتزداد خبرته بالحياة ينتهي عن هذه العادة بطبيعته. - ومن الخطأ اتهامه هنا بالكذب، أو معاقبته عليه، وذلك خاص بما هو دون الخامسة من عمره.

4-كذب التقليد: قد يرى الابن أو البنت أحد الوالدين يُمارس الكذب على الآخرين، فيقلدهما في ذلك، ويصل الأمر في مثل هذه الأحوال إلى أن يمارس الطفل الكذب لغير حاجة، بل تقليداً للوالدين.

وعلاج ذلك: -أن يتوقف أولياء الأمور عن ذلك، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم التمويه للطفل بأي شيء لاجتذابه، دون أن يُعطى من الكذب. فقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد في مُسنده، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: " مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ: تَعَالَ هَاكَ، ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، فَهِيَ كِذْبَةٌ " والهدف الأكبر من ذلك عدم تعويد الطفل على الكذب.

فهذه أسباب أربعة من أسباب الكذب عند الأطفال وللاطلاع على الأسباب الأربعة الأولى فهي موجودة بهذا الرابط http://www.fath-news.com/cont/4838 .

وختاماً: فينبغي أن يُراعى الأب مع الولد الكبير ألا يُكذبه فيما يرويه بل يُصدقه وإن تيقن أنه يكذب عليه فعلى الوالد أن يواجهه من غير اتهام قائلاً:(هل أنت متأكد من هذه القصة يا بُنى؟ فإن الله يراك ويسمعك) وبهذه الطريقة يتعلق الولد بربه ويعلم أن هناك رقيباً عليه يُحصى كذبه وصدقه فيكون ذلك مدعاةً له لالتزام الصدق. هذا والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل والحمد لله رب العالمين.