لا يخفى على كل ذي لب ما يتمتع به الشعب المصري من حكمة مغلفة بثوب الفكاهة، حتى في أوقات الشدة تجده "حكيما فكاهيا"، لا تخلو "قفشاته" ونكاته من حِكم شهد بها القاصي والداني؛ وهبته سمةً خاصةً ميَّزته عن بقية شعوب العالم!
"البيض" هو مربط الفرس هنا في كشف لغز "حسبة برما"؛ حيث إن "برما" قرية من قرى طنطا بمحافظة الغربية، تشتهر بتربية الدواجن، ويقدر المتخصصون أنها تنتج نحو ثلث دواجن مصر.. وذات يوم خرجت امرأة من سكان القرية بعد أن وضعت "البيض في السبت" كي تبيعه في السوق لتجني رزقها الذي تنتظره كل أسبوع؛ فإذا بأحد الغلمان يستقل دراجة ويصطدم بها فيسقط "السبت" من على رأسها ويتهشم البيض!!
ظلت المرأة تبكي وتبكي على فوات رزقها الذي كانت تعد الساعات والدقائق لتحصيله؛ فتجمع سكان القرية حولها وحاولوا التخفيف من روعها وأرادوا تعويض ما فاتها، وسألوها عن عدد البيض الذي كان في "السبت"؟!
(من هنا تبدأ الحكاية).. أجابت المرأة: "إذا قسمتم العدد على اثنين تبقى بيضة واحدة، وإذا قسمتموه على ثلاثة تبقى بيضة واحدة، وإذا قسمتموه على أربعة تبقى بيضة واحدة، وإذا قسمتموه على خمسة تبقى بيضة واحدة، وإذا قسمتموه على ستة تبقى بيضة واحدة، وإذا قسمتموه على سبعة فلا يبقى شيء"!!
احتار أهل القرية وظلت هذه الحِسبة شغلهم الشاغل، وتنافسوا فيما بينهم لمعرفة عدد البيض الذي كان موجودا داخل "السبت"، وظل الأمر يُتداول ويُتداول حتى عم أرجاء طنطا، ومنه إلى محافظة الغربية، ومنه إلى مصر قاطبة.. وبعد مداولات وعمليات حسابية معقدة بين أهالي "برما" وصل أحدهم إلى الحل؛ إذ تبين له أن عدد البيض كان (301) بيضة.
من هنا أصبحت هذه المقولة (تراثا للشعب المصري تُقال عندما يتعثر شخص ما في حل مسألة معقدة).
جدير
بالذكر أنهم توصلوا إلى عدد البيض بعد إصرار بعض أساتذة الرياضيات على حلها في شكل
(متتابعة حسابية)!!