خبير آثار: 85 بردية آرامية تكشف الكفاح الأسطوري لأهل أسوان ضد اليهود

  • 86
صورة أرشيفية

أكد الدكتور أحمد صالح، باحث المصريات، اليوم، الجمعة، أن التاريخ يسجل بمداد الفخر والاعتزاز الكفاح الأسطوري لأهل أسوان في مواجهة اليهود، حيث لم يرض أهل جزيرة اليفانتين بأسوان أن تضم جزيرتهم من ينضم للاحتلال الفارسي لمصر، فنجحوا في إزاحة اليهود من على أرضهم وتدمير معبدهم.

وقال صالح، إنه في آواخر القرن التاسع عشر عثر علي 85 بردية مكتوبة باللغة الآرامية فى جزيرة اليفانتين بأسوان، والتي أسماها المصريون القدماء "آبو"، وكانوا يعتبرونها المقر الرئيسي للإله خنوم، حيث تشير تلك الوثائق إلي وجود جالية يهودية في الجزيرة كان لها معبد شيدوه من أجل إلاههم "يهوه" ، ولم يكن هؤلاء اليهود يعرفون التوراة التي كتبها الأحبار اليهود في بابل.

وأضاف، أن تلك الوثائق ترجع إلي ما بين أوائل القرن الخامس وأوائل القرن الرابع ق . م، وتتضمن وثائق قانونية تخص إحدى العائلات (عقود بيع وشراء بيوت وعقارات)، ووثائق طلاق ووثائق تتعلق بالعبيد، وتلقى الضوء علي معلومات تتعلق بالقوانين والمجتمع والديانة واللغة. مشيرا إلى أن تلك الوثائق تعرضت للسرقة من مصر في القرن التاسع عشر، وتتوزع هذه الوثائق المهمة بين متاحف القاهرة وبرلين و بروكلن وبادوا وستراسبورج.

واستعرض صالح المعلومات التى تتضمنها تلك الوثائق، مشيرا إلى أنها توضح أن الحاكم البابلي نبوخذ نصر قام بتدمير أورشليم والمعبد اليهودي وسبي أهلها, واستطاع بعضهم الهروب إلي مصر, وفتح لهم الملك المصري واح آيب رع ( ابريس ) , واستقبلهم وسمح لهم بالعيش في مصر , وأنزلهم في تل دفنة غرب القنطرة.

وقال إن بعض اليهود توجهوا للسكن في تانيس ومنف وبعض مناطق في صعيد مصر، ومنها جزيرة اليفانتين بأسوان واشتغل هؤلاء بالتجارة ، لافتا إلى أنه سمح لليهود في الجزيرة بممارسة شعائرهم وأقاموا معبدا " ليهوه" بجوار معبد الإله خنوم , وكانت مساكن اليهود تتجمع حول معبدهم , ويبدو أن معبد يهوه أقيم قبل الغزو الفارسي لمصر عام 525 ق . م , ويبدو أن ملوك الأسرة 26 سمحوا لهم بالحرية الدينية ولم يحدث بينهم وبين المصريين صدام .

وأوضح أنه في العصر الفارسي حدث بين المصريين واليهود صدام كبير؛ يرجع إلى أن اليهود كانوا يذبحون الخراف في عيد الفصح لتقديم القربان ليهوه، وكانت الخراف رمزا مقدسا للإله خنوم , الأمر الذى اعتبره المصريون إهانة لإلههم , ولكن يبدو أن السبب الحقيقي لم يكن ذلك، إنما كان ولاء اليهود للمحتلين الفرس وإعلانهم الولاء للملك فورش الثاني (559 – 530 ق. م ).

وأكد صالح أن الوثائق الآرامية ترجح خيانة اليهود؛ حيث تكشف أن الحاكم الفارسي "قمبيز" قام بتدمير المعابد المصرية، ولم يمس معابد اليهود بضرر ، مشيرا إلى أنها أظهرت كذلك أمرين , الأول عندما ثار المصريون ضد "دارا الثاني" عقب توليه العرش عام 424 ق .م وأظهر اليهود ولاء له , والثاني عام 410 ق.م عندما استدعي الوالي الفارسي لمصر لمقابلة الملك الفارسي في فارس ، وتآمر الكهنة المصريون للإله خنوم مع حاكم إقليم أسوان الفارسي ويدعي " ويدرانج " ورشوه وألحقوا الأذي باليهود، وعطلوا حفر بئر لليهود وأعاقوهم عن عبادة" يهوه".

وأشار إلى أن هناك وثيقة أخري تشير إلى أن الحاكم "ويدرانج " أمر ابنه ميغيان، وهو قائد فرقة عسكرية بحصن أسوان شرق النيل ، بتدمير معبد يهوه في اليفانتين ، موضحا أن أحبار معبد يهوه باليفانتين أرسلوا التماسا إلي الحبر الأعظم في أورشليم للتوسط لدي الفرس لإعادة بناء المعبد , لكنه آثر الصمت , ثم أرسلوا إلي الحكام الفرس في أورشليم و السامرة للتوسط , والغريب أنهم لم يطلبوا ذلك من الحاكم الفارسي لمصر.