ميزان الشرع أم ذلك لهواك؟!!

نحن كمسلمين مقريين بعبوديتنا لخالقنا اقرارا تاما وملزما، يجعل لنا ميزان واحدا نعرض عليه كل قول وعمل، الكل أمامه سواسيه ولا مجال للاستثناءات، أو الوساطة، والمحاباة ...
لذا لمن يهاجمنا كحزب النور، أقول إذا كان سبب الهجوم اتهام بالجهل السياسي، أو السذاجة، أو حتى الخطأ عن عمد في اتخاذ مواقف لا ترتضيها، فأنت إذن تقول أنك صاحب رؤيه ثاقبة، وبصيرة نافذة، لا تخطئ أبدا، ورغم أنك التمست ملايين الأعذار لغيرنا في أخطاءه، وافترضت فيها حسن النوايا، لم تفعل هذا معنا ورغم اعترافك بخطئه في بعض لحظات الصدق في اتخاذ مواقف معينه، إلا أنك مصر على أن نحذو حذوه ونقتفي أثره مغمضي الأعين عن تلك الأخطاء القاتلة، وتحرم علينا أن يكون لنا رؤيه مستقله قد تحتمل الصواب .
أما إن كان اعتراضك علينا لأنك ترى أننا اقترفنا خطئا شرعيا لم نراعى فيه حدود الله، فهذا يعنى أنك تعلم جيدا ما هي السياسة الشرعية، وعالم بالأحكام الفقهية، وخبير بأصول القياس، ومراعاة اختلاف الأزمان، ومقاييس القوة والضعف، وقواعد المفاسد والمنافع؟! ستقول أنا أرى ما يراه العلماء في هذه الأمور، فحينها أنت تكذب على نفسك قبل أن تكذب على محدثك، فعن أي علماء تتحدث من وافق قولهم هواك؟! أم من طعنت في علمهم لمخالفتهم رؤياك؟! أم من هجوت صمتهم، لأنهم لم ينطقوا بما تريدهم أن يقولوا؟! أم أنك لا هذا ولا ذاك ولا تجيد إلا الشيطنة والهجاء والتخوين؟!
فلتقل لي بربك لأي ميزان تريدنا أن نحتكم ميزان شرعنا أم ذلك لهواك؟!!!!!!