• الرئيسية
  • رئيس المكتب السياسي لـ"السلم والتنمية" اليمني يكشف لـ"الفتح" عن مخططات الحوثيون للانقلاب على السلطة

رئيس المكتب السياسي لـ"السلم والتنمية" اليمني يكشف لـ"الفتح" عن مخططات الحوثيون للانقلاب على السلطة

  • 137
محرر الفتح مع آدم الجماعي

الحوثيون يقومون بانقلاب تدريجي على السلطة
نطالب بانضمام مصر للمبادرة الخليجية الجديدة لضمان نجاحها سياسيًا وأمنيًا
إيران تريد إشعال اليمن وتحويله لمزيج من لبنان والعراق
حزب النور أصبح مدرسة سياسية سلفية حديثة
نؤمن بالإصلاح السياسي ونميل للتوافق الوطني
ضبط الأمن وإصدار الدستور سيشجعان القوى السياسية على التصالح
عبد ربه منصور هادى رئيسًا بلا دولة
الملف الأمنى أبرز تحديات الحكومة الجديدة

تبدو الساحة اليمنية شديدة الارتباك والتعقيد فى ضوء تنافس العديد من القوى السياسية، ونجاح الحوثيين فى اختطاف الدولة وإشعال حرب ضروس مع القاعدة، بينما يتربص الحراك الجنوبي لفصل جنوب البلاد، ويلعب النظام السابق دورًا مشبوهًا، بينما يقف الرئيس منصور هادي عاجزًا عن وضع حد لهذه الفوضى.
فى ظل هذه الظروف يقدم حزب "السلم والتنمية" نفسه باعتباره شريكًا وطنيًا يسعى للم الشمل ووحدة الصف؛ لهذا كان لـ"الفتح" هذا الحوار مع الشيخ آدم الجماعي رئيس المكتب السياسي للحزب ليطلعنا على رؤية الحزب السياسية، ويكشف لنا حقيقة ما يجرى هناك.
أجرى الحوار- عمرو منصور

· ما الملامح العامة لسياسة الحزب؟
أهم ملامح سياسة الحزب هى الميل للتوافق الوطني على المستوى الشعبي والسياسي، والحزب يسعى لأن يكون دوره مكملًا لأدوار الأحزاب الأخرى وليس منافسًا لها منافسة جدية؛ حتى لا تعود بنا الأمور إلى معادلة صفرية.
النقطة الأخرى - وهى الأهم- تكمن فى إيماننا بدور الإصلاح السياسي بعيدًا عن نظريات الحل الإسلامي بسبب وجود إشكاليات فى تجاربها لدى بعض الأحزاب الأخرى، وبعيدا عن صراع المواجهة مع الدولة، ولعل نظرية الإصلاح السياسي تتناسب مع جانب الإصلاح التربوى والدعوى الذى مارسناه سابقًا؛ فالحزب يرى أن دوره ينمو تصاعديًا من خلال تفعيل نظرية الإصلاح السياسي.
· ما الذي يميزكم كحزب إسلامي عن حزبي "التجمع اليمني للإصلاح" و"الرشاد"؟
هناك دائرة نتداخل معهم فيها وهى الدفع بالعملية السياسية للأمام وأيضًا التوعية الشعبية والتوافق والشراكة فى العملية السياسية وهناك نقطة خاصة يتميز بها الحزب وهى تبنيه برنامج إصلاح سياسي أكثر من مسألة منافسة سياسية وهناك أحزاب من مختلف التيارات تريد أن تختص بفرض رؤيتها.
· ألا يوجد فرصة للتوافق بينكم وبين حزب الرشاد، خاصة أنكم كنتم قبل تأسيس حزبكم جزءًا منه؟
كانت الفكرة المبدأية هى التحالف لكن رأى بعض الإخوة الذين شاركوا فى حزب الرشاد أن هناك بعض الإشكاليات التى لا تسمح بنجاح الحزب على هذه الطريقة، فخرجوا من الحزب ولكن حزب السلم ما زال يطرح مسألة المشاركة والتوافق فى العمل السياسي بآليات ومشاريع متفق عليها مسبقًا دون صراع أو إختلاف وهذا الأمر يدرس فى ورشة عمل مع حزب الإصلاح أيضًا.
· هل تعتبرون مؤتمر الحوار الوطني مثمر حاليًا؟
ما طرح من مبررات الحوار الوطني كانت ستساهم فى تحسين الأوضاع لولا بعض الآليات التى أٌدخلت، وبعض القرارات الملزمة فى آليات الحوار الوطنى التى حولته عن مساره، سواء حينما كان يدير الحوار الرئيس عبد ربه منصور هادي أو المبعوث الأممي جمال بن عمر؛ حيث كانت بعض القرارات الإلزامية تفرض على بقية المكونات السياسية الذين كانوا يتنازلون عن بعض الأشياء مقابل نقاط محاصصة أو ضغوط داخل مؤتمر الحوار الذى تحول من مؤتمر حر يشمل قضية وطن أو شعب إلى قضية أطراف أو أحزاب سياسية فقط.
· كيف تنظرون إلى لتمدد الحوثي في اليمن؟
التمدد الحوثي تعثر فكريًا، لكن إدخاله فى العملية السياسية عن طريق إدخاله فى مؤتمر الحوار الوطني كشريك وطني ساهم فى تمدده سياسيًا وعسكريًا وقدم المؤتمر الحوثيين كشريك وطنى، رغم أنه موصوف سياسيًا بالأساس كمتمرد.
· هل ترون أن هناك خطورة لهذا التمدد؟
التمدد الحوثي كان ظاهرة لكنه الآن أصبح ظاهرة ومشكلة على المستوى الاجتماعى والسياسي والأمنى؛ فقد كانت مشكلة الحوثيين فى صعدة اجتماعية، ويراهنون على التخفيف من مشكلتهم السياسية مع الدولة؛ لكن الآن أصبحت مشكلتهم "اجتماعية وسياسية وفكرية ومذهبية"، فأصبحوا لا يتعايشون لا مع القبيلة ولا مع الدولة، ويرى بعض المحللين أن الحوثيين يريدون استبدال القبيلة بقبيلة والمذهب بمذهب، والسيطرة على الدولة كلها؛ فنحن أمام انقلاب تدريجي رغم أنهم تسببوا فى شلل الدولة شللا واضحا، ولم يعد لها أى دور سوى الظهور وبرقيات التعازي والتهاني، وأصبح عبد ربه منصور هادي رئيس دولة بلا دولة.
· مستشار الرئيس هادي تحدث عن دمج الحوثيين في الجيش والمؤسسات الرقابية، فهل نحن أمام قيادة حوثية للدولة؟
نرى أن القرار الذى ذكره فارس السقاف مستشار الرئيس إنما هو نتيجة لآليات سابقة أوصلت الحوثيين للعب هذا الدور والوصول لهذه المرحلة، وأن يصبح الحوثيون شريكًا سياسيًا وأمنيًا فى الجيش والشرطة والكليات العسكرية، والرئيس يرى أن هذا حل لإدماجهم فى الدولة حتى يتركوا التمرد والسعى للانفصال بشمال اليمن؛ وهنا تكمن المشكلة لأن الحوثيين يرون أنهم يدخلون الجيش كمنافسين لحزب الإصلاح الذى أدخل عقب الثورة - حسبما يقال- قرابة 120 ألف مجند من أنصاره للجيش، من جهة أخرى فالحوثيون لم يسعوا للمحاصصة، بل للسيطرة على صعدة؛ حيث فتحت شهيتهم للسيطرة على عمران، ففتحت شهيتهم للسيطرة على صنعاء، وهم يريدون السيطرة على الدولة ككل؛ لذلك أرى أن ما يفعله الرئيس هادي ليس حلًا، وإذا كان من حق الحوثيين أن يدخلوا الجيش والشرطة فيجب أن يكون ذلك وفق آليات سياسية.
· ما أبرز تحفظاتكم على اتفاق السلم والشراكة؟
اتفاق السلم والشراكة رأى بعضهم أن فيه ألغاما؛ فالعملية السياسية كانت آمنة لكن جاء اتفاق السلم والشراكة ووضع لغما أمنيا بإدراج البيضاء ورداع ضمن المناطق غير الآمنة التى تستلزم تدخل الجيش رغم أنها غير متمردة؛ وهذا ما سيحيل المنطقة لمنطقة صراع رغم أن الحل فيها سياسي وليس أمنى.
هناك إشكالية أخرى فى اتفاق السلم والشراكة حيث إنه اتفاق سياسي وله ملحق أمنى، وهذا الملحق لم يوافق عليه الحوثيون تمامًا، ويريدون أن يكونوا الذراع الأمنية سواء لأمريكا أو السلطة السياسية.
· كيف ترون الصراع بين القاعدة والحوثيين خاصة جنوب البلاد؟
الحوثيون فتحوا ميدان صراع فى البيضاء ورادع، و تنظيم "القاعدة" كان موجودا بالمدينتين، لكن لم يكن لهما مشكلة مع الدولة والجيش حيث كانت البيضاء نقطة لتجهيز شباب القاعدة ثم إرسالهم إلى مناطق أخرى مثل أبين وشبوة.
ونحن نقول: إن التطرف السياسي هو -غالبًا- الذى يولد التطرف الفكري لدى القاعدة، والنظام الحالي لم يتعامل مع القاعدة بطريقة سياسية فيها حكمة، ولم يستفد من تجارب النظام السابق فى تعامله معها، وصنعوا مشكلة مع القبائل مما جعل بعض القبائل ينضمون للقاعدة؛ فتظهر بعض المظاهر المسلحة الداعمة للقاعدة وليس تابعة للقاعدة نفسها.
· هناك أنباء عن إتفاق أمريكي/ إيراني على إفساح النفوذ للحوثيين مقابل القضاء على القاعدة فما تعليقكم على ذلك؟
هذا الكلام يراه الكثير من السياسيين حقيقة، لكن إيران تراهن بالورقة الحوثية منذ فترة، منذ الحرب الأولى فى صعدة، وبعض دول الخليج كان لهم دور فى المصالحات، والتمدد الحوثي بلغ ذروته بعد الثورة.
· ما توصيفكم لدور علي عبد الله صالح حاليًا؟
على عبد الله صالح يمارس دوره من خلال محورين: المحور الأول تحدى الثورة عمومًا حيث خلط أوراق تجمع أحزاب اللقاء المشترك، وخلط أوراق الحكومة الجديدة التى أعقبت الثورة. أما المحور الثاني فهو لا يريد أن يحكم حزب الإصلاح أو أن يتغلغلوا فى السلطة، ويتشبث "صالح" بعمقه داخل الدولة أمنيًا وسياسيًا بأغلبية حزبه المريحة داخل البرلمان.
· هل تتوقعون أن تؤدي الضغوط الخارجية للتخلص من "صالح" أو على الأقل تحجيم دوره؟
الضغوط الخارجية لا شك أنها ستؤثر عليه، لكن ربما لا يزال بيديه أوراق ضغط خارجية أو أوراق فى جنوب اليمن، والعقوبات الأممية المفروضة عليه سواء مالية أو بمنعه من السفر عقوبات شكلية، لكن الرجل قد يخضع تحت حسابات المصالحات، كما أن هناك جناحا داخل حزبه "المؤتمر الشعبي" بحسه القبلى رفض أن يستجيب لدعوات قيادة الحزب بالانسحاب من الحكومة؛ فلا شك أن هذه الشخصيات ستؤثر عليه، وبالمقابل فإن مساعى الدولة للتصالح مع حزب الإصلاح سيعنى أن نصف خطته فشلت.
· ما توقعاتكم لمستقبل الحكومة الجديدة، وما أهم التحديات التي ستواجهها؟
الحكومة الجديدة بدأت تشع شيئا من النور من ثقب إبرة، وأهم الأولويات بالنسبة لها ترتيب الملف الأمنى وبعد ذلك سيكون أمام الحوثي خيارين: إما الإندماج فى المؤسسات الأمنية، أو الرجوع لخانة التمرد. وإعادة ترتيب الملف الأمنى هو أول خطوة يراهن عليها السلفيون والقوى السياسية الأخرى.
· هل تعتقدون أن الحكومة قادرة أمنيًا على كبح جماح الحوثيين؟
هناك قرينة تدل على قدرات الحكومة أمنيًا وهى اختيار رئيسها للصبيحى وزيرًا للدفاع، وهو شخص له قدراته وتأثيره ويستطيع أن يلملم صف الجيش، وكنا نسمع قبل الموافقة على الحكومة الجديدة أنه سيتجه نحو تشكيل مجلس عسكري ردًا على رفض البرلمان منح الثقة للحكومة؛ فأراد أن ينشأ مجلسا عسكريا من خارج الحكومة ليفرض وجودها ويحميها، لكن الآن بدأت الأمور تسير وسيساهم هذا الرجل فى ترتيب الملف الأمنى والعسكري.
· هل ستطالبون بشيء في الدستور اليمني الجديد؟
المشكلة أمامنا هى أن قضية الدستور قضية انتهت وتم ترتيبها كلها عن طريق مكونات مؤتمر الحوار الوطنى، وحزب السلم خارج هذه المكونات، لكن سيظل دوره من خلال مساعيه نحو الإصلاح السياسي، والمطالب الدستورية كثيرة وقد وضعها حزبي الإصلاح والرشاد، والحزب يتوافق معهما فيها، وهناك حد أدنى وحد أعلى للمطالب، وما تم فى الدستور هو الحد الأدنى.
· كيف تنظرون لتحرك الجنوبيين نحو الانفصال؟
إن كان التوجه نحو الانفصال نابع من شعب الجنوب فهو حق شعبي ولن نقف ضد هذه الإرادة؛ فالقضية الجنوبية بالأساس قضية شعبية وليست قضية سياسية.
· ألا تعتبرون أن هذا التوجه يهدد وحدة الدولة؟
وحدة الدولة –أصلًا- وحدة سياسية، وستظل مشكلة ومعضلة سياسية، واهتزازها بدأ من القمة السياسية ومؤتمر الحوار الوطنى لما دخل بمشاكل تاريخية، والحديث عن جنوب وشمال ومذهب زيدى ومذهب شافعى؛ مما أدى لتأجيج هذا الملف، والسلطة السياسية مسئولة عن ذلك.
ونحن دورنا أمام المستوى السياسي سيكون ضعيفًا؛ فليس أمامنا سوى أن نكسب المستوى الشعبي ونراهن عليه.
· ما نظرتكم للدور الإيراني في اليمن؟
الدور الإيراني قائم وله جذوره وعمقه عن طريق الزيدية والهاشمية وإن لم يكونوا زيدين، والحوثيون كأسرة تنتمى للفرقة الجارودية نفسها، ووجود البطالة بنسبة عالية بين أبناء الزيدية، بجانب ضعف الإقبال على التعليم والتفقه فى الدين؛ كل هذا أدى لانضوائهم تحت القيادة الحوثية. كما أن إيران تقدم البعثات العلمية والدورات التدريبية للجيش اليمني، سواء داخل اليمن أو خارجها؛ لذلك يسمى البعض إيران بـ"العدو المستأجر".
· هل تريد إيران أن تحول الحوثيين إلى قوة شيعية على غرار نموذج "حزب الله" أم نموذج "المالكي" في العراق؟
إيران تسعى لتحقيق الأمرين معًا من خلال إيجاد منطقة معزولة عن اليمن على الحدود مع السعودية والخليج وهى صعدة، والأمر الثاني هو وجود كيان شيعى يحكم هذه المنطقة ليكون حليفًا لإيران وخصمًا للخليج.
· ما أوراق الضغط التي تمتلكها إيران بخلاف القوة العسكرية للحوثيين؟
إيران تشتغل فى الحديقة الخلفية ولم تتدخل فى العملية السياسية فى اليمن أبدًا سواء مع الدولة أو مع الأطراف السياسية؛ حيث تعتمد سياسة الدفع من الخلف، وهى ناجحة فى ذلك لأنها أوجدت كيانا تابعًا لها ممثلًا فى الحوثيين، وليست بحاجة للتفاهم مع الأطراف السياسية؛ حيث سيتولى الحوثيون الضغط نيابة عنها على هذه القوى السياسية.

· ما رؤيتكم للدور الخليجي في اليمن؟
دول الخليج تريد تأمين وضع اليمن، لكنها تفتقد للآلية الفاعلة الواقعية، كما أنها رمت بورقة المبادرة ولم تتابعها وتلوح بالدعم المالي ولم تقدمه.
· هل تتوقعون أن تعيد المصالحة التي تمت بين قطر وباقي دول الخليج قوة الدور الخليجي في اليمن؟
هناك احتمال أن يحدث ذلك، لكن إضافة مصر لرعاية المبادرة الخليجية الثانية التى ينسب الحديث عنها للواء على محسن الأحمر سيكون إضافة جيدة؛ حيث إن انضمام مصر لها سيسهم فى نجاحها سياسيًا وأمنيًا. ونرى أن دور مصر سيكون مؤثرًا لما تملكه من خبرة سياسية وأمنية فى اليمن، بجانب عمقها التاريخى والمصلحة المشتركة خاصة على الجانب الأمنى فى البحر الأحمر.
· كيف تقيمون أداء الرئيس عبد ربه منصور هادي؟
عبد ربه قال عن نفسه: إنه كمن يقود عربة فى رمال متحركة. وهو من كبل نفسه وحاصر نفسه، وعنده قصور فى الرؤية السياسية، وأيضا رهن نفسه للخارج.
· ما تقييمكم لأداء المبعوث الأممي جمال بن عمر؟
جمال بن عمر كان في البداية جزءًا من الحل خلال مؤتمر الحوار الوطني لأنه لم يكن يملك أوراق كل الأطراف، لكن بعد أن فهم وعرف الأطراف السياسية كلها أصبح يرى أن الجميع لا يملك مشروعا، وأن الجميع مشروعه "مصلحته فقط" وليس مصلحة الدولة؛ ومن هنا بدأ "بن عمر" يلعب ويعرف كيف يخلط الأوراق بعد مؤتمر الحوار الوطني، وأول ملف من ألاعيبه أنه استبدل مؤتمر الحوار الوطني باتفاق السلم والشراكة؛ وبهذا ألغي المكون الثوري الذى كان موجودًا فى مؤتمر الحوار الوطني، كذلك أضعف المكونات المستقلة التى كانت موجودة داخل مؤتمر الحوار. وأيضًا ألغى الكثير من الملفات وحصر المشكلة فى أنها مشكلة سلم وشراكة وطنية، وتجاهل مشكلة التنمية الاقتصادية وكافة المشكلات، وربما فتح مشكلة أمنية.
من جهة أخرى، تبدو دول الخليج متحفظة على أداء جمال بن عمر، لكن هناك احتمال أن هناك بعض الأوراق التى يريدون أن يساعدهم فيها، أما بالنسبة لليمنيين فليس لهم أى مطالب منه.
· هل تراهنون على أي دور للحركات الثورية في المرحلة المقبلة؟
الكيانات الثورية لحقها التفكيك بعدما لحق التفكيك أيضًا الجيش والقبائل، ولم يعد للمكون الثوري أى دور، وأول خطوة كانت فى هذه الاتجاه هى إلغاء دوره واستبعاده فى اتفاق السلم والشراكة؛ وبالتالى نتوقع ألا يكون لها دور فى المستقبل.
· ما رؤيتكم للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة؟
نرى فى حزب السلم والتنمية ضرورة بناء الدولة واستعادة كيانها أولًا، ممثلة فى حكومة كفاءات وطنية، وأيضًا ترتيب الملف الأمنى.
· كيف سيتم ذلك في ضوء التنافس بين القوى السياسية الكبرى؟
هناك ورقة أضيفت بعد تشكيل الحكومة وهى قضية إعادة تقسيم الدولة إلى إقليمين بدلًا من أربعة أقاليم حاليًا؛ وهذا التوجه أرضى بعض القوى السياسية مثل الاشتراكيين والقوميين وأيضًا الحوثيين.
ونرى أن استعادة هيبة الدولة وضبط الوضع الأمنى والعسكرى وإصدار الدستور هو المكون الرئيسي الذى سيشجع كافة القوى على التصالح.
· ألا يعد استقرار الجنوب أمرًا صعبًا في ظل الصراع بين الجيش والحوثيين والقاعدة والحراك الجنوبي؟
من المؤكد أن وجود الحوثيين بعقليتهم القروية ومستواهم الذى ربما لا يفهم الثقافة الأمنية والعسكرية سيؤثر على الجيش، وسيمثل تحديًا لوزير الدفاع، وسيضعه فى مواجهة مع القاعدة والقبائل التى انضمت لها هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى فإن استيعاب الكثير من ميليشيات الحوثي فى الجيش التى يقال إنها 100 ألف أو 80 ألف أو 20 ألف ربما يساهم فى تحديث عقول الحوثيين.
والحوثى نفسه يرى أن الإدماج الأمنى هو اختطاف لمليشياته وتقييد له بنظام عسكري، ولن تستطيع قواته الخروج للشوارع بأوامر منه، ونحن نرى أن الأمر فيه مصالح ومفاسد، والمواقف الإقليمية والدولية سيكون لها دور فى قضية إدماج الحوثيين. وعلينا ملاحظة أن المناطق الشمالية من البلاد تميل لحسابات المصلحة أكثر من الإيمان بالأفكار؛ وهذا ما استمالهم الحوثيون به.
· ما تقييمكم لتجربة حزب النور في مصر؟
تجربة حزب النور فى مصر فى منتهى العقلانية، وصرح بهذا قيادت إخوانية فى اليمن، وقال بعضهم بعد 3 يوليو 2013 بأيام قليلة إن حزب النور وقف الموقف الذى كنا نتوقع أن يقفه الإخوان فى مصر "وهو العمل على تجاوز الأزمة"؛ فالسياسة هى تجاوز الأزمات وليست المواجهة، وحزب النور استطاع أن يتعاطى مع السياسة الشعبية بالتوازى مع الحفاظ على التوازنات السياسية.
· كيف ترون علاقتكم بحزب النور في ضوء امتلاككما نفس الخلفية الفكرية؟
أرى - وقد أتعرض للنقد على هذه الكلمة- أن حزب النور أصبح مدرسية سياسية سلفية حديثة.