حاول.. تعلم.. لا تتردد..!!

  • 131
صورة أرشيفية

نسمع يوميًّا كمًّا هائلًا من التثبيط والكلمات السلبية على مدار الساعة، فمن قائل: "لا أستطيع فهذا أكبر مني ومن طاقتي"، وآخر: "لن أنجح أبدًا"، وثالث:"لا تتعب نفسك فغيرك جرب ولم ينجح"، ورابع: "الظروف صعبة والإمكانات لا تسمح"؛ وربما يكون أعمقها وأشدها أثرًا ما يردده الآباء على مسامع أبنائهم مرارًا وتكرارًا .. هذه والله قاصمةُ الظهرِ حقًّا؛ لأنها تترسخ داخل نفوسهم وتظل معهم طوال عمرهم، وتكون حاجزًا وعائقًا مانعًا بينهم وبين نجاحهم وتألقهم.

لابد إذًا من وقف هذا السيل العرم من التثبيطات، بل حتى مجرد النظرات السلبية؛ فقد سُئل (نابليون) يومًا ما: "كيف زرعت الثقة في عقول أفراد جيشك؟!"، فأجاب قائلًا: "كنت أرد بثلاثةٍ على ثلاث، من قال: لا أستطيع، قلت له: حاول؛ ومن قال: لا أعرف، قلت له: تعلم؛ ومن قال: مستحيل قلت له: جرِّب".

ابدأ بنفسك وحاول التخلَّص من هذه الأفكار السلبية التي نحملها دومًا في خواطرنا وعقولنا، فلا تقل: "رأيي غير مسموع"، أو: "لن يمكنني تغيير الواقع"، أو: "لا أستطيع مقاومة التيار"، أو: "لن يكون لي أي تأثير"؛ وإياك أن تظن أن طاقتك محدودة؛ فالطاقة الكهربية لعقل الإنسان من الممكن أن تضيء مصباحًا!

انظر حولك وتأمل جيدًا، فبيتك الذي تسكنه، وسيارتك التي تقودها، وهاتفك المحمول، وكل أنواع التكنولوجيا التي تستخدمها، والأقمار الصناعية التي تغزو الفضاء، وكل الاختراعات التي حولك، سخرها الله تعالى لخدمتك أنت لا غيرك، كانت مجرد فكرة في عقل إنسانٍ, وقد أصبحت الآن حقيقةً واقعيةً نعيشها أجمعين؛ لأنه وُجد إنسان بيننا قال في نفسه ذات يوم بعزم وطموح وثقة ويقين في خالقه ثم في قدراته التي وُهبها: " أنا أستطيع".

حاول دوما شحن نفسك ومن حولك إيجابيًّا, وإياك أن تتكاسل لأي سبب مهما كان، واعلم أن عزيمة البشر لا نهائية، وانظر ماذا فعل شيخ (محمد الفاتح) الذي فتح الله على يديه (القسطنطينية)، وكان اسمه (آق شمس الدين)، ذات يوم كان يسير مع تلميذه (محمد الفاتح) بمحاذاة النهر المطل على سور (القسطنطينية) الحصن الحصين المنيع العنيد الذي استعصى على كثير ممن سبقه، ظل يغرس في روحه وعقله حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لتفتحن القسطنطينية، فلنِعْم الأمير أميرها، ولنِعْم الجيش ذلك الجيش"، كأنه يقول له بملئ الفم وأعلى الصوت: "أنت هذا الأمير يا محمد".. لقد صدقت فِراسة الشيخ حقًّا في تلميذه.

وضع نصب عينيك دائمًا وأبدًا "أنا أستطيع، وأنت تستطيع، وكلنا نستطيع"، واجعل ذلك هدفًا لك من الآن طوال عمرك وعلمه وحفِّظه لكل من تعرفهم، وإذا عزمت على أمر ما فلا تتردد أبدًا ما دام خيرًا لك ولأمتك، وتذكر دوما مقولة ابن القيم رحمه الله: "لو أن رجلًا وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله".

هذه الروح هي التي تشحذ الهمم والعزائم، وتبني الأمجاد، وتقود الأمم.