الحسن بن طلال يدعو لنظرة استشرافية لإنقاذ القدس والمحافظة عليها

  • 103
الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي

أكد الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي على أهمية المؤتمر العلمي الدولي (الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس) الذي بدأ أعماله في وقت سابق اليوم الاثنين بالعاصمة الأردنية عمان، خاصة في ظل استمرار الاستيطان الذي تتعرض له المدينة وما حولها، داعيا إلى رؤية ناظمة ونظرة استشرافية لإنقاذ القدس والمحافظة عليها.

وشدد الأمير الحسن، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي ينظمه منتدى الفكر العربي بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، على أهمية الدعوة إلى صيغ عقلانية في الوطن العربي للخروج بنتائج إيجابية لهذا الموضوع المهم والمعقد في نفس الوقت.

وطالب بضرورة دعم المدينة القديمة وتمكين مواطنها العربي الذي بات محروما من كثير من الخدمات وأشكال الرعاية التي تفرضها الهوية المشتركة إذا أريد منه الحفاظ على الصمود والبناء.

وقال إن المخالفات القانونية في القدس هي عبارة عن مآلات لابد من إيجاد حل لها..متسائلا أين التمكين والتفعيل للمواطنة العربية في القدس..منوها في الوقت ذاته بالدور الهاشمي والشرعية الممتدة تاريخيا ووجوب احترامها ووضعها في المكانة السليمة.

وحذر الأمير الحسن من أن التدمير لايزال مستمرا في المدينة المقدسة وكافة المناطق المحتلة، لافتا إلى أن الرفض الذي يصدر من عمان أو من القاهرة أو من واشنطن مختلف تماما عن رفض المواطن المقدسي هناك.

وقال "إننا لا نستمع إلا عن إقامة مستعمرات ولا نشجب إلا هذه المستعمرات..إنني لا أريد أن أبحث عن التقصير أو توجيه اللوم لأحد..ولكنني أردت مخاطبة العقل والضمير والمطالبة برؤية ناظمة لإنقاذ القدس الروحانية والجمالية".

وشدد على أنه آن الآوان للجميع أن يتفهم ما يحدث في المدينة ويتعين عليهم أن يكونوا صادقين مع الذات ومع الآخر..لافتا إلى أن تدمير الأملاك الخاصة نتيجة غياب الصيانة الكاملة لها تعتبر حجة لمن يقبل على إزالتها.

ونبه إلى أن المواطن العربي في القدس محروم من الخدمات والرعاية ، لذلك فإنه يتعين على الجميع الحديث عن الصالح العام كمدخل لهذا البحث المهم في هذه الأيام، منوها بالعلاقات المسيحية الإسلامية التاريخية وضرورة رصدها توثيقيا.

وقال إن مكانة هذه المدينة المقدسة الجليلة تتجلى باحتضانها للديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية المتعايشة زهاء 14 قرنا، بما يمثل تراكم ذخيرة غنية من الحقوق والتقاليد المتعارف عليها بهدف الوصول إلى شتى الأماكن المقدسة داخل القدس وخارجها بحرية وبدون عوائق".

ورفض أي اعتداء تتعرض له المراقد الإسلامية في أي مكان بالعالم وأن تكون هذه الأعمال باسم الإسلام والمسلمين، قائلا "إننا نشعر بالألم لاجتثاث رفات صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على يد من يدعون الإسلام في سوريا".

ودعا الأمير الحسن المشاركين إلى ضرورة أن يتمخض المؤتمر الحالي عن لقاءات متخصصة مع خيرة العقول في العالم لتطوير مشروع القدس في الضمير، والذي بدأ العمل به منذ حوالي عقدين من الزمن وبما يستحق من عناية مهنية متميزة.

وأعرب عن أمله في خروج اللقاءات المتخصصة عن مساهمات فاعلة لتطوير مشروع وفق الرؤية الناظمة والنظرة الاستشرافية بما يستحق من عناية مهنية متميزة ، معتبرا أن البداية حتى لو كانت متأخرة أفضل من المكوث والبقاء على الأطلال.