هل تعرف لماذا يطلق على العواصف الأكثر عنفاً وتدميراً أسماء أناث

  • 83
صورة أرشيفية

"زينة وهدى" عاصفتان ثلجيتان ضربتا مناطق من المشرق العربي برياح باردة عاتية، ولكن لماذا "هدى وزينة"؟، ولماذا يطلق على العواصف الأكثر تدميرا وعنفا أسماء أنثوية؟.

غير أن فريقا من الباحثين بجامعة إلينوي الأميركية توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الناس يستخفون بالأعاصير التي تحمل أسماء أنثوية، ويفترضون أنها أقل خطورة من تلك التي تحمل أسماء ذكورية، مما يجعلهم أقل حيطة وحذراً إزاء تلك الأعاصير، ويتهاونون في اتخاذ إجراءات وقائية استعداداً لهبوبها.

ونصح الباحثون -بناء على ذلك- بإعادة النظر في تسمية الأعاصير.وتعود قصة الأسماء الأنثوية للأعاصير إلى النصف الأول من القرن العشرين وخلال الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت وحدات الجيش الأميركي الموجودة بمناطق مدارية وخاصة جنوب وشرق آسيا، بإطلاق أسماء بصورة منتظمة على العواصف فور الكشف عنها بالمناطق المدارية، ولم يكن الجنود يبحثون بعيدا فكانوا يطلقون أسماء زوجاتهم وبناتهم عليها.

ونتيجة لذلك، تعالت شكاوى منظمات الدفاع عن حقوق المرأة التي اشتكت من ذلك بحجة ربط أسماء الإناث بأوصاف عنيفة ومكروهة كـ"مدمرة" و"سيئة".

وبعد أخذ ورد، قررت السطات الاتحادية الأميركية عام 1950 إطلاق نظام يتعامل مع أسماء الأعاصير، وتقرر استخدام أسماء مذكرة ومؤنثة بالتناوب.

مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية تؤكد أن اختيار أسماء الأعاصير يخضع لقواعد محددة، مشيرة إلى أن ست قوائم لألقاب أعلام تم إعدادها من طرف مركز الأعاصير في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية ليختار من بينها الاسم الذي يطلق على أعاصير منطقة شمال الأطلسي.

ويوجد بكل قائمة 21 اسما بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية التي هي لغات البلدان المحاذية لشاطئ المحيط الأطلسي.من جهة أخرى، هناك رأي آخر يقول إن السبب الرئيس وراء اختيار أسماء للعواصف هو التمييز بينها، حيث إن هناك مناطق بالعالم تنشط فيها الأعاصير، وعادة ما يكون هناك أكثر من إعصار في نفس الوقت بمناطق متقاربة جغرافيا، لذلك يطلق على كل إعصار اسم معين ليسهل التواصل بين السلطات وبين المنكوبين أو العاملين بمنطقة إعصار معين.

وتضطلع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية -إحدى المنظمات الأممية المتخصصة- بمهمة تسمية الأعاصير وخاصة مناطق المحيط الأطلسي، وعادة ما تكون الأسماء مرتبة وفق الحروف الأبجدية ومعدة سلفا لسنين قادمة، وتحتوي عادة على أسماء ذكورية وأنثوية على السواء.

وتنص تعليمات المنظمة على أنه يمكن إعادة استخدام نفس قوائم الأسماء كل ست سنوات، إلا أن الأعاصير التي تؤدي لأضرار بالغة يستغنى عن أسمائها، حيث لن يتكرر مثلا أسماء كاترينا وريتا وميتش.