النص الكامل لبيان السيسي ورئيس وزراء اليابان

  • 59
الرئيس، عبد الفتاح السيسي

صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رحب برئيس الوزراء الياباني في زيارته الثانية لمصر، والوفد المرافق، مؤكداً اعتزاز الشعب المصري بالعلاقات التاريخية مع شعب اليابان الصديق، حيث ينظر المصريون للتجربة اليابانية بإعجاب وتقدير.

كما وجه التهنئة لرئيس الوزراء على فوز حزبه بالانتخابات التشريعية التي جرت في الشهر الماضي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب أيضاً عن تقدير مصر للدعم الياباني على مدار العقود الماضية، وعن تطلعنا لانطلاقة جديدة في علاقات التعاون بين البلدين، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي والتنموي، حيث تشهد مصر مرحلة البناء واستكمال مؤسساتها من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية في 21 مارس المقبل، تحقيقاً لتطلعات الشعب المصري نحو الديمقراطية والاستقرار والعدالة والتنمية.

كما وجه الرئيس الدعوة لرئيس الوزراء "آبى" لمشاركة يابانية واسعة في المؤتمر الاقتصادي المُقرر عقده في شرم الشيخ في مارس المقبل، وكذا لقيادات وممثلي مجتمع الأعمال الياباني، وذلك فى ضوء الفرص الواعدة للاستثمار التى سيتيحها المؤتمر، والجهود التى تبذلها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وانخراطها في تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة، معرباً عن التطلع لمشاركة الشركات اليابانية فيها. ونوه لأهمية مواصلة الحكومة اليابانية دعمها لمختلف قطاعات الاقتصاد المصري وفي إطار شراكة تنموية، تُسهم فيها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا). وأعرب الرئيس عن التطلع لعودة حركة السياحة اليابانية إلى مصر، لاسيما في ظل حالة الاستقرار الراهنة في مصر، لما يحققه ذلك من قيمة مُضافة للاقتصاد الوطني، وتعميق للتواصل بين الشعبين الصديقين.

وذكر السفير علاء يوسف أن رئيس وزراء اليابان أعرب بدوره عن اعتزازه بالعلاقات التي تجمع بين البلدين، مشيراً إلى أن مصر هي أول دولة يقوم بزيارتها عقب فوزه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وأعرب عن تطلع اليابان لتعزيز العلاقات مع مصر وفتح صفحة جديدة تشمل مواصلة الدعم المُوجه إلى مصر في العديد من المجالات لاسيما في الكهرباء والطاقة والتعليم والصحة، وتوسيع وامتداد هذا التعاون إلى مجالات أخرى جديدة تساهم في دعم العملية التنموية التي تشهدها مصر. وأشار إلى أن إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين البلدين سيؤدى إلى تنشيط السياحة اليابانية إلى مصر.

كما أبدى رئيس الوزراء "آبى" اهتمام الجانب الياباني بالمشاركة فى المشروعات القومية في مصر، لاسيما مشروع تنمية محور قناة السويس، بما يدعم العلاقات الثنائية، مشيراً الى قيام حكومته بتشجيع الشركات اليابانية على المشاركة بفعالية فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي سيُعقد في مارس المقبل.

وأعرب رئيس الوزراء "آبى" عن تقديره للخطوات التي تتخذها مصر من أجل استكمال العملية الديمقراطية وفقاً لخارطة الطريق، مبرزاً سعادته باستعادة مصر لاستقرارها، وبما ينعكس على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتي تقوم مصر بدور محوري فيها، مؤكدا على مساندة بلاده للجهود التي تبذلها مصر في سبيل محاربة الإرهاب، مُشيداً بتوجهات الرئيس السيسي الرامية لمحاربة الفكر المتطرف ومكافحة ظاهرة الإرهاب، فضلاً عن حرصه على التعايش السلمي واستقلال القضاء.
ووجه رئيس الوزراء الياباني الدعوة الي الرئيس السيسي لزيارة اليابان من أجل مواصلة التشاور وتعزيز العلاقات الثنائية، حيث أعلن الرئيس قبوله هذه الدعوة.

وأعرب رئيس الوزراء كذلك عن تطلع بلاده إلى مشاركة مصر في المؤتمر العالمي الثالث للحد من الكوارث والذي ستستضيفه اليابان في مارس 2015.

من ناحية أخرى، تضمنت المباحثات بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليابان استعراض الوضع الدولي والإقليمي، حيث تم تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، لاسيما على صعيد القضية الفلسطينية، فضلاً عن الجهود المبذولة على المستوى الدولي في سبيل منع الانتشار النووي.

وقد تناول الرئيس السيسي الاتصالات التي تقوم بها مصر من أجل تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المضي قدماً في العملية السلمية من أجل التوصل لتسوية تقوم على حل الدولتين، وتلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل.

وقد أعرب رئيس وزراء اليابان عن تقديره للدور المصري في تحقيق السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، مبدياً دعم بلاده للجهود المصرية المبذولة مع كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في هذا الصدد.

وأضاف المتحدث أنه جرى التطرق أيضاً إلى مناقشة انتشار ظاهرة الإرهاب، حيث توافقت الرؤى حول أهمية تنسيق جهود المجتمع الدولي لمُكافحة هذه الظاهرة البغيضة بمختلف أشكالها، وعدم التركيز على محاربة تنظيم بعينه، خاصةً في ضوء اشتراك التنظيمات الإرهابية في خلفية فكرية واحدة، وعدم اقتصار التعامل مع الإرهاب على الجوانب العسكرية والأمنية فحسب، حيث ينبغي الاهتمام بالأبعاد التنموية والثقافية ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر.

وقد قدم رئيس الوزراء "آبى" عرضاً للسياسة الأمنية لليابان الرامية إلى المساهمة الإيجابية في السلام العالمي.

وقال السفير علاء يوسف أنه في أعقاب المباحثات الموسعة بين الرئيس ورئيس وزراء اليابان، تم عقد لقاء مع رؤساء مجالس إدارات وممثلي كبرى الشركات اليابانية المرافقين لرئيس الوزراء، في حضور مجلس الأعمال المصري-الياباني، حيث تم عرض نماذج ناجحة للتعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات، وأعرب ممثلو الشركات اليابانية عن تطلعهم لتعزيز التعاون مع مصر وزيادة الاستثمارات اليابانية فيها خلال المرحلة المقبلة، وذلك في ضوء الفرص العديدة الواعدة والمتاحة للاستثمار في مصر، والجهود التى تبذلها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار.

وعقب اللقاء أقام الرئيس السيسي مأدبة غداء على شرف رئيس الوزراء الياباني والوفد المرافق له.
وفيما يلى نص بيان الرئيس السيسى عقب لقائه مع رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى :

بسم الله الرحمن الرحيم

بدايةً أرحب بالسيد "شينزو آبي" رئيس وزراء اليابان فى زيارته الثانية للقاهرة .. وبالوفد المرافق لسيادته .. وأُؤكد اعتزاز الشعب المصرى بالعلاقات التاريخية مع شعب اليابان الصديق .. فالمصريون ينظرون للتجربة اليابانية بإعجاب وتقدير .. باعتبارها نموذجاً يُحتذى فى العمل الجماعى .. والإتقان والانضباط .. والابتكــار .

كما أتوجه بالتهنئة للسيد رئيس الوزراء "آبى" على فوز حزبه "الليبرالى الديمقراطى" بالانتخابات التشريعية التى جرت الشهر الماضى .. والتى أعقبها تكليفه برئاسة الحكومة لولاية ثالثة .. الأمر الذى يعكس ثقة الشعب اليابانى فى رئيس الوزراء وحكومته على كافة الأصعدة .. متمنياً له النجاح فى تنفيذ سياساته .

وأعرب أيضاً عن تقدير مصر .. حكومةً وشعباً .. للدعم اليابانى على مدار العقود الماضية .. وعن تطلعنا لانطلاقة جديدة فى علاقات التعاون بين البلدين .. ولاسيما على الصعيد الاقتصادي والتنموى .. حيث تشهد مصر مرحلة البناء واستكمال مؤسساتها من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية فى 21 مارس المقبل ..تحقيقاً لتطلعات الشعب المصرى نحو الديمقراطية والاستقرار والعدالة والتنمية .

وفي هذا الإطار .. فقد وجهت الدعوة للسيد رئيس الوزراء "آبى" لمشاركة يابانية واسعة .. فى المؤتمر الاقتصادى المُقرر عقده فى شرم الشيخ فى مارس المقبل .. وكذا لقيادات وممثلى مجتمع الأعمال اليابانى .. وذلك فى ضوء الفرص الواعدة للاستثمار التى سيتيحها المؤتمر .. والجهود التى تبذلها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار .. وانخراطها فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة .. وعلى رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس .. وغيره من المشروعات الهامة فى مجالات الطاقة المتجددة والنقل والكهرباء ..والتى نأمل أن تشاركنا فيها الشركات اليابانية .

وأنه يُسعدنى أن اتفقت مع ضيف مصر الكبير على مواصلة الحكومة اليابانية دعمها لمختلف قطاعات الاقتصاد المصرى .. فى إطار شراكة تنموية .. تُسهم فيها الوكالة اليابانية للتعاون الدولى " جايكا " .. الأمر الذى ينعكس إيجاباً على المستوى المعيشى للمواطن المصرى .

وإذ أؤكد أن مصر لن تنسى مُساهمة اليابان القيمة فى إنشاء دار الأوبرا المصرية .. وكوبرى السلام العملاق .. الذى يصل قارة أفريقيا الحبيبة بالقارة الآسيوية الصاعدة .. أشير أيضاً إلى مجالات التعاون التى نأمل أن تُسهم هذه الزيارة فى دفعها .. خاصة فى القطاعات الحالية للتعاون كالكهرباء والطاقة .. والنقل .. والصحة .. والتعليم .. والتخطيط .. وكذلك فى القطاعين الثقافي والعلمى والتكنولوجى .. من خلال التعاون فى تنفيذ مشروع "المتحف المصرى الكبير" .. ومشروع "الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا" ببرج العرب .. والذى يحظى برعاية السيد رئيس وزراء اليابان وبرعايتى الشخصية .. حتى تُصبح هذه الجامعة نموذجاً ناجحاً للتعاون الثلاثى بين اليابان ومصر مع الأشقاء الأفارقة .

كما أننى آمل فى عودة حركة السياحة اليابانية إلى مصر الآمنة والمستقرة .. لما يحققه ذلك من قيمة مُضافة للاقتصاد الوطنى .. وتعميق للتواصل الحضارى بين الشعبين الصديقين .. والذى بدأ منذ وصول أول بعثة من الساموراى إلى مصر عام 1862 .. وسوف يستمر لأجيال قادمة.
وقد تضمنت المباحثات مع السيد رئيس وزراء اليابان استعراض الوضع الدولى والإقليمى .. حيث تبادلنا وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك .. لاسيما على صعيد القضية الفلسطينية .. وكذا ما يتعلق بالتطورات التى تشهدها بعض الدول العربية الشقيقة خاصةً ليبيا وسوريا والعراق .

كما تطرقنا أيضاً إلى مناقشة انتشار ظاهرة الإرهاب .. حيث توافقت الرؤى حول تنسيق جهودنا مع جهود المجتمع الدولى لمُكافحة هذه الظاهرة البغيضة بمختلف أشكالها .. وعدم اقتصار التعامل معها على الجوانب العسكرية والأمنية فحسب .. حيث ينبغى الاهتمام بالأبعاد التنموية والثقافية ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر .. بالإضافة إلى الضرورة الملحة لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط .. والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية .. من أجل القضاء على الذرائع التى تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أعمالها .. واستقطاب المزيد من العناصر لصفوفها من مختلَف مناطق العالم.

وبهذه المناسبة .. أعرب عن تقديرى لما أكده السيد رئيس وزراء اليابان من حرص حكومته على دعم استقرار مصر .. باعتبارها ركيزة الاستقرار فى هذا الجزء من العالم .

وفي الختام .. أُجدد التحية والتقدير لضيف مصر الكريم .. السيد رئيس وزراء اليابان "شينزو آبى" وللوفد المرافق .. إلى أن نلتقى مجدداً فى مؤتمر شرم الشيخ ثم فى طوكيو .. حيث قبلت دعوته الكريمة لزيارتها فى المستقبل القريب .. لاستكمال مشاوراتنا وجهودنا المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار .