عزاء العاهل السعودي يضع "الجماعة" في موقف محرج مع أنصارها

  • 88

استمرارا لحالة التخبط وعدم الاستقرار الذي تعيشه جماعة الإخوان منذ عزل الدكتور محمد مرسي، وضع أنصار جماعة الإخوان قياداتهم في موقف محرج أمام الرأي العام، عقب صدور بيان التعزية للملكة السعودية في وفاة الملك عبد الله مساء أمس الخميس.

قدمت الصفحة الرسمية لجماعة الاخوان المسلمين الناطقة بالانجليزية، العزاء في وفاة العاهل السعودي، لكن سرعان ما تبدل الحال، و ظهر عدد من قيادات الجماعة مستنكرين ذلك البيان، وأعربوا عن اعتراضهم لتقديم العزاء في وفاة ملك السعودية.

جاءت شدة الاستنكار والاعتراض من قبل قيادات الإخوان، على بيان التعزية، عقب الهجوم الحاد والتطاول الذي تعرضت له الجماعة من أنصارها، الرافضين لتلك البرقية، متهمين الملك السعودي، بالوقوف جنبا إلى جنب مع المعارضة وأحد أهم أسباب سقوط مرسي، دون مراعاة لحق الإسلام الذي يحتم علينا كمسلمين بتقديم العزاء في وفاة المسلم.

و حقيقة الأمر أن خلافات الجماعة و أنصارها في تقديم العزاء، تؤكد مدى الفجوة التي تقع بين قيادات الجماعة و قواعدها، وعدم سيطرة القيادات على عفوية الشباب و تلجيم حماسهم الزائد الذي أصبح هو المحرك الرئيسي لأفعال عناصر الجماعة، كما يؤكد أن العلاقة بين القيادات وشباب الجماعة ومناصريها قائمة على الضغط النفسي، وأن القرارات تضع بعين الإعتبار ردة فعل حماس الشباب، وهذا مؤشر في غاية الخطورة إذا ما استمر ذلك الأمر طويلا، و جعل اتخاذ القرار قائم على الحماس، فطبيعة الشباب المتحمس وما يحويه بداخله من غضب و عفوية، تؤثر سلبًا على اتخاذ القرارات، خاصة في القرارات المصيرية.

و لم تكن برقية العزاء التي وجههته صفحة "إخوان ويب" الناطق باللغة الانجليزية لملك السعودية، المرة الأولى التي تكشف عن مدى الشقاق و الهوة الواسعة بين القيادة والقاعدة، فقد سبق وأن أصدر الحزب بيان عن أحداث العراق، مطالبا الطرفين بالتفاوض و الحوار، و في المقابل رفض شباب الإخوان و أنصارها هذا البيان، وتم حذفه من الموقع الرسمي، و حاول الدكتور جمال حشمت التنصل منه، وكذلك الأمر بالنسبة للمبادات الصلح التي خرجت بشكل فردي أو جماعي، وما لاقته من قبول و رفض بين قياداتها.

وهذا المشهد يعيد نفسه من جديد، بين الحين والآخرى، حيث لا تمتلك قيادات الجماعة القرار، وأصبحت مسيرة وفق أهواء الشباب وحماسهم المنفرط، وتسعى القيادات لإسترضائهم، ولو على حساب بعض القرارات الفاصلة، مما أدى و قوع الجماعة في موقف محرج لأكثر من مرة.