• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • قبل أن تغرق السفينة... المصالحة الوطنية طوق النجاة للخروج من الأزمة... سياسيون: طاولة الحوار المخرج الوحيد من أتون الحرب الأهلية

قبل أن تغرق السفينة... المصالحة الوطنية طوق النجاة للخروج من الأزمة... سياسيون: طاولة الحوار المخرج الوحيد من أتون الحرب الأهلية

  • 135
اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين

إذا رُفعت الأسلحة وتشابكت الأيادى، حتى سالت الدماء، فلابد من صوت يُرجع للجميع عقلَهُ، تاليا قولَ الشاعر إن النار بالزندين تُورَى بين الأنام منتهيًا بقوله لئن لم يطفئها عقلاء قومٍ يكون وقودها جثثا ومهمًا، حتى ينهى فتنة كلما وقعت قال الوطن هذه مهلكتى، فأعقبتها من أخواتها ما أدهى وأمر.

فى الوقت الذى علت فيه وتيرة العنف فى الشارع، وتصاعدت نبرة الاستعداء، جاءت أصوات داعية للحوار والتصالح ونابذةً للعنف والتنافر، يأتى على رأسها حزب النور، الذى قال المتحدث الرسمى باسمه شريف طه، إن التظاهر السلمى حق مشروع لكل مواطن "بشرط  سلميته" ولاينكر أحد ذلك, وهو أحد مكتسبات ثورة 25 يناير التى يجب أن نحافظ عليها جميعا, وأن على الدولة حماية المتظاهرين ومنع أى اعتداء عليهم أو حدوث الصدامات بينهم وبين "الأهالى"، والحزب يرى أن التظاهر والتصعيد فى الشارع " لمن اختاره طريقه" لابد أن يكون له أفق سياسي واقعى وعقلانى, فليس من المنطقى أن يتحول التظاهر إلى غاية فى حد ذاته.

وأكد طه أنه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بالحل والحوار السياسي, وأن يبدى كل طرف قدرًا من التنازل المعقول, وأن يضع الجميع مصلحة الوطن فوق أية اعتبارات حزبية أو شخصية.

 فيما دعا عصام حسنين، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور الفريقين إلى الصلح كما قال الله سبحانه وتعالى "والصلح خير", وهذا الصلح لابد أن يتنازل الطرفان فيه عن بعض حقوقهم, فإذا وصلت الأمور الى إراقة الدم والدخول فى هذا النفق المظلم، الذى يكاد يجر البلاد والعباد إلى ويلات، ومصير لا يحمد عقباه، فلا بد من التنازل.

 وأكد ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار حتى نجنب العباد والبلاد هذه الويلات التى نخاف منها، مضيفا أنه يجب على الطرفين أن يستمعا لنداء العقل ونداء الشرع للجلوس للتفاوض, والوصول إلى حل.  

وأكد حسنين أن الأزمة لن تنتهي إلا إذا كانت هناك طاولة حوار يكون أول ملف فيها التنازل من أجل المصلحة العامة, أى أن يتنازل كل طرف عن بعض حقه حتى نصل إلى حل, وهذا هو المقصود بالصلح.    

وأضاف أن التيارات الإسلامية هى أولى بالاستماع إلى نداء الشرع وإلى الموازين الشرعية, وإلى موازين المفاسد والمصالح والقدرة والعجز, وهى معروفة لكل عالم للحفاظ على الدعوة الإسلامية والأفراد, فعليه أن يستمع أكثر للحفاظ على الكيانات الإسلامية, وهذه مصلحة كبيرة جدا, بالإضافة إلى عدم التورط فى دم سيسأل الله عنه أمام الله عز وجل. مسئولية الطرفين.

 وفى السياق نفسه أرجع الدكتور وجيه الشيمى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الفيوم الأزمة إلى جميع الأطراف المتنازعة فجميعهم مشتركون فيما يحدث الآن فى مصر, فالطرف الأول المؤيد للدكتور محمد مرسى يرى أن الحل فى التظاهر والتصعيد حتى إن دفع دماء ثمنًا لذلك, أما الطرف الآخر، فيظن أن القوة وحدها تكفى لإنهاء المشكلة وأن تلك الاعتصامات لن تؤثر فى الوضع الحالى، وهذا التناحر والتضاد المتنافر لن يجلب للبلاد سوى الخراب والدمار والدماء .

ويرى الشيمى أن الحل الوحيد الذى لا ثانى له هو جلوس كلا الطرفين إلى مائدة المفاوضات للخروج من الأزمة حتى نعبر تلك المرحلة بسلام, فضلا عن أن كثيرا من أعداء الوطن فى الداخل والخارج يتربص بمصر ويريدها حربا أهلية, مؤكدا أن الخاسر هو الوطن فقط.

وقال الشيخ على حاتم المتحدث الرسمى باسم مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن حزب النور ومن خلفه الدعوة السلفية لم يدخرا جهدا فى التدخل فى الأحداث الراهنة منذ بدايتها بمحاولة الحل والإصلاح, من أجل رأب الصدع وإعلاء مصلحة البلاد, مشيرا إلى أنه بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية, وظهور معارضة قوية له ثم ظهور حالة من الاحتراب والاقتتال فى الشارع المصرى, حاول حزب النور مرارا وتكرارا تقديم مبادرات متعددة لحل تلك النزاعات والخلافات ولمنع حرب أهلية لايعلم عواقبها إلا الله عز وجل للخروج من المأزق الذى دخلناه مكرهين.

كما أكد أن الدعوة السلفية تعلم جيدا أن مصر يتربص بها الأعداء من الداخل والخارج,  فهم لا يكفون عن زرع الفتن لإشعال البلاد وتأجيج نار العداوة بين أطيافها, لذلك تقدم الحزب منذ البداية بمبادرة تراعى حالة الواقع فى ذلك الوقت, وتطلب تغيير حكومة الدكتور هشام قنديل وتغيير النائب العام.  

وأعرب عن أسفه لعدم الاستجابة لهذه المبادرات, مما أدى إلى ازدياد الأمور اشتعالا داخل البلاد وارتفاع سقف مطالب المعارضة للنظام فى ذلك الوقت, مما دعا حزب النور من منطلق الواجب الدينى تجاه الوطن إلى تقديم مبادرة يطالب فيها الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة, وبالطبع كان نصيب تلك المبادرات جميعها الرفض وعدم الموافقة، مما كان ينذر بعواقب لا تحمد عقباها سياسيا ووجوديا فى الساحة لمن يؤيد نظام لا يألو جهدا فى العناد وعدم تقبل النصح والرأى المخالف لرأيه, ناسيًا أنه ما عادى حزبا مثل الأحزاب أو جماعة كباقى الجماعات.  

وأوضح حاتم أنه لما كانت النداءات للخروج فى اليوم المحتوم المحدد والمعد له مسبقا وجاء يوم 30 يونيو ونزلت فى الميادين أعداد كبيرة، بحيث لم يكن أحد يتوقع أن يحدث ذلك بهذا الشكل الذى تم التسويق له إعلاميا بشكل يدل بالفعل على الأعداد الكبيرة الموجودة بالشارع, فقام الحزب والدعوة باتصالات وزيارات متعددة إلى الأطراف الثلاثة المتنازعة, مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين من ناحية, والقوات المسلحة من ناحية أخرى, تقديرًا منهم للواقع الذى لا يمكن إنكاره أو تجاهله, لكن لم يكن رد الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين على قدر هذا الواقع، وقوبلت الدعوة السلفية بالتجاهل والإنكار، أن العدد الموجود فى ذلك اليوم لا يزيد على بعض عشرات آلاف، أو أن هذه الأعداد لن تلبث كثيرا ثم ستذهب.

وتابع حاتم قائلا: من بين تلك المبادرات، مبادرة الدكتور محمد سليم العوا التى كادت تنجح، بعد إجراء بعض التعديلات عليها, والتعاون مع شيخ الأزهر, وكذلك الاتصال بالقوى السياسية داخل مصر, لكن مع شديد الأسف لم تثمر تلك الجهود عن حل هذه الأزمة الكبيرة, مرجعا السبب فى عدم مرور تلك المبادرات بالتنفيذ، هو التعنت والتصلب فى المواقف, وهذا يخالف ما يأتى فى عرف السياسة بمعنى المفاوضات والحوارات التى تبدأ بأن يتنازل الفريقان بعض الشيء عن بعض مطالبه.  

وأضاف أن حزب النور والدعوة السلفية، لم يتوقفا بعد ذلك عن الاستمرار فى بذل الجهود، لمنع إراقة الدماء، وتحقيق مصالحة وطنية شاملة, مشيرا إلى أنه لما أُعلن أن هناك نية فى فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة منذ بداية الأمر, بذل الحزب والدعوة جهودا كبيرة مطالبين بإعطاء الفرصة الكافية للحوار ثم وقع الفض وسالت الدماء وزهقت الأرواح، ومازلنا نكرر الأمر بأن الحوار هو الحل.