• الرئيسية
  • الأخبار
  • ردود فعل واسعة على مقتل "الكساسبة".. الدعوة السلفية: جريمة لم تراعي حق المسلم.. الأزهر: جزاءهم القتل والصلب

ردود فعل واسعة على مقتل "الكساسبة".. الدعوة السلفية: جريمة لم تراعي حق المسلم.. الأزهر: جزاءهم القتل والصلب

  • 78
الطيار الأردنى- معاذ الكساسبة ضحية داعش الإرهابى

"الدعوة السلفية": جريمة شنعاء لم تراعي حرمة المسلم وتشويه صورة الإسلام بات أمراً متعمدا
الإفتاء: خالفوا الفطرة الإنسانية السليمة واستندوا في جريمتهم البشعة على تفسيرات خاطئة لنصوص أو أقوال مبتدعة

استنكر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن حرق الطيار الأردني، قائلاً: جريمة شنعاء لم تراعي حرمة المسلم ولا حرمة التعذيب بالنار، فهي جرائم متعددة بعضها فوق بعض، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يعذب بالنار إلا رب النار". كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه "نهى عن المثلة في الكفار" وهذا في الكفار الحربيين، فكيف بالمسلمين؟

وتابع "برهامي" في تصريحات لـ "الفتح": "نستنكر هذا الحادث الشنيع أشد الاستنكار ونسأل الله تعالى أن يكف شر هؤلاء عن الإسلام والمسلمين بل وعن العالم كله".

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية تصريحاته قائلا: "أرى تشويه صورة الإسلام أمرا متعمدا وليس تطبيقا لفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية، بل شيخ الإسلام بريء من هذا".

فيما أدانت دار الإفتاء المصرية بشدة ما قام به الجماعة الارهابية داعش من حرق للطيار الأردني الأسير حيًّا، في مشهد بربري يدل على سادية هؤلاء المتطرفين.

وأكدت دار الإفتاء، اليوم الاربعاء، فى بيان لها ردا على فتوى "داعش" الكاذبة بأن هؤلاء الإرهابيين قد ضربوا بالتعاليم الإسلامية ومقاصدها التي تدعو إلى الرحمة وحفظ الأنفس عرض الحائط، وخالفوا الفطرة الإنسانية السليمة، واستندوا في جريمتهم البشعة على تفسيرات خاطئة لنصوص أو أقوال ليبرروا فجاجة فعلهم.

وفندت دار الإفتاء الدعاوى الباطلة التي استند عليها المتطرفون في جريمتهم، وأوضحت أن زعم هؤلاء بأن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق قد أحرق “الفجاءة السلمي” حيًّا غير صحيح وساقط باطل لا سند له؛ لأن رواية إحراق سيدنا أبي بكر الصديق للفجاءة رواية باطلة مدار سندها على "علوان بن دَاوُدَ البجلي" وهو رجل مطعون في روايته، قال الحافظ بن حجر في لسان الميزان: "قال البخاري: علوان بن داود- ويقال بن صالح- منكر الحديث”. كما علق الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد على هذه الرواية بقوله: “رواه الطبراني وفيه علوان بن دَاوُدَ البجلي وهو ضعيف وهذا الأثر مما أُنكر عليه".

وقد حكى أهل العلم الإجماع على أن المقدور عليه “الأسير” لا يجوز تحريقه بحال من الأحوال حتى لو كان في حال الحرب فكيف بالأسير المكبل؟ وكل هذا في حال أسرى الحرب في نطاق الدول ، فما بالنا بأن هذا التنظيم الإرهابي لا ينبغي أن يطلق عليه مسمى الدولة وبالتالي فإن ما حدث هو اختطاف قسري إرهابي تنبذه كافة الأديان والشرائع والقوانين الدولية.

كما أشارت دار الإفتاء في تفنيدها إلى أن اتهام الصحابي خالد بن الوليد بحرق رأس خالد بن نويرة هي رواية باطلة في سندها “محمد بْنُ حميد الرازي” وهو كذاب، قال عنه الإمام ابنُ حِبَّان: “كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات. قال أبو زرعة ومحمد بن مسلم بن وَارَة: صَحَّ عندنا أَنَّهُ يكذب”.
وشددت دار الإفتاء على أن التمثيل بالأسرى منهي عنه في الإسلام، وقد ورد النهي عن الإعدام حرقًا، وجاء النهي عنها في أكثر من موضع منها حديث ابن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت؛ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله عز وجل”

وأكدت دار الإفتاء أن الطيار الأردني سقط رهينة لدى هذه الجماعة المتطرفة أثناء تأدية واجبه في الدفاع عن الأوطان ضد هذا الخطر المحدق بالجميع وهو بمثابة رهينة مختطف، بل حتى وإن كان أسيرًا لديهم فإن الإسلام قد أكد على ضرورة الإحسان إلى الأسرى وجعلها من الأخلاق الإسلامية والآداب القرآنية، قال تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً}، ويكون هذا الإحسان في الطعام والشراب والكساء والعلاج والكلام الحسن.

وأضافت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أحسن إلى أسرى بدر وكذلك مع ثمامة بن أثال رضي الله عنه، كما نهى النبي عن تعذيب الأسير ببتر أعضائه أو حرق أطرافه أو غير ذلك. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين عرض عليه أن ينزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى يندلع لسانه: “لا يا عمر، لا أمثّل به فيمثّل الله بي وإن كنت نبياً”.

ولفتت دار الإفتاء إلى أن حديث النهي عن القتل بالحرق صحيح في البخاري، ويسوق العلماء عدداً من الأحاديث النبوية في هذا الصدد، ففي صحيح البخاري، وهو أصح كتب السنة على الإطلاق، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “لا تعذبوا بالنار، فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها”.
بينما أكد الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام رفض جملة وتفصيلا للانتهاكات وحرق الإنسان، قائلا: "نحن أمام تنظيم مجرم، وهؤلاء حكموا على أنفسهم بالكفر من خلال الأعمال الإجرامية التى يفعلونها، ولا يمتون إلى الإسلام بصلة ونُزعت من قلوبهم الرحمة".

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه الجماعات الإرهابية ليس لهم جزاء إلا القتل، مستدلا على ذلك بقوله الله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم".