تعرف على طعام رواد الفضاء

  • 100
طعام رواد الفضاء

قد يكون أكثر ما يميز محطة الفضاء الدولية، والتي تقع على ارتفاع حوالي 400 كيلومتر فوق سطح الأرض، بأنها بمثابة مختبر عائم، يؤدي فيه رواد الفضاء عملهم، ويمارسون الرياضة، ويتناولون الطعام، فضلاً عن قدرتهم على الاستمتاع بالنوم.

ويقوم فريق من العلماء الأخصائيين في مجال التغذية، في مركز جونسون للفضاء، في مدينة هيوستين الأمريكية، بمهمة تزويد رواد الفضاء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا،" بنظام غذائي صحي ومتكامل.

وتوضح العضوة في الفريق والمسؤولة عن نسبة 40 في المائة من النظام الغذائي المعد والمخصص لرواد الفضاء، مايا كوبر، أنّ فريق التغذية يحاول قدر الإمكان خلق نوعاً من التوازن بين الأطعمة التي تُحضر في المنزل، ووجبات الغذاء الصحي في الفضاء.

وتشير كوبر إلى أن "العديد من العناصر الموجودة على قائمة الطعام، تحتوي على مذاق طيب،" مضيفة أن "في الآونة الأخيرة بدأنا نقلل من احتواء الأطعمة على عنصر الصوديوم في قائمة طعام روّاد الفضاء.

"وتلفت كوبر إلى أن إحدى المهمات الأساسية لفريق التغذية، كان ضرورة إعادة تركيب هذه العناصر، والمحافظة على المذاق الجيد وميزات الطعام المحضر في المنزل، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية العناصر الغذائية الصحية أثناء تحضير الطعام.

وتحضر كوبر قائمة الطعام التي ستُقدم إلى رواد الفضاء بشكل علمي، وخصوصاً أن هؤلاء لا يحصلون على الراحة في الفضاء بسبب انعدام الجاذبية، ما يضطرهم إلى استهلاك ثلاثة آلاف سعرة حرارية يومياً.

ويدرس العلماء العمليات الفسيولوجية داخل بيئة محكمة تحت السيطرة في المحطة الدولية للفضاء، إذ تشير كوبر إلى أنّ فريق التغذية يتمتع ببيانات دقيقة حول كيفية تأثير الغذاء على الجسم.

وفي المقابل، فإنّ الطعام المخصص لروّاد الفضاء يحضر بطريقة ملائمة بيئياً للفضاء، إذ يُعالج تحت درجة حرارة عالية بهدف المحافظة عليه وتخزينه، ما يجعله يفقد بعضاً من قيمته الغذائية نتيجة النقص في الفيتامينات.

وغالباً، يتناول روّاد الفضاء وجبات غذائية سائلة تختلف بدرجة لزوجتها، الأمر الذي يعتبره بعض الأشخاص معجزة في عالم التغذية.

وتشير كوبر، إلى ضرورة أن يتناول الأشخاص أقراص الفيتاميات والمعادن بانتظام، ووجبة طعام سائلة، علماً أنّ غالبية الأشخاص لا يحبذون استبدال الوجبات الغذائية بالأقراص والأغذية اللزجة المعبأة في أنابيب، على غرار معجون الأسنان.

وتقترح كوبر أنه من الضروري أن يتناول روّاد الفضاء الطعام، حتى إذا لم يكن مماثلاً للطعام المعد في المنزل، أو في بيئة طبيعية.

وتجدر الإشارة، إلى ضرورة تبريد الطعام وتجفيفه، ووضعه في حقيبة بحجم معين، لتناوله في الفضاء.وتقول كوبر، إن قائمة الطعام التابعة لروّاد الفضاء، يجب أن تتضمن الحلويات، والأطعمة ذات المذاق الطيب.

أما الأمر الأكثر أهمية، بالنسبة لكوبر، فيتمثل بضرورة توفر كمية معينة من السعرات الحرارية، في الطبق الرئيسي، والحلوى.

ويُذكر، أن الحلويات مثل "بودينغ" الشوكولاتة تعتبر ضرورية أيضاً، جنباً إلى جنب مع أطباق صحية أخرى مثل كاري السمك وكعك سرطان البحر.كذلك، تقوم "ناسا" بإرسال قوالب الحلوى لرواد الفضاء احتفالاً بعيد ميلادهم.