• الرئيسية
  • بسام الزرقا في حواره مع "الفتح" 1/2: بناء الدولة يحتاج استكمال المؤسسات

بسام الزرقا في حواره مع "الفتح" 1/2: بناء الدولة يحتاج استكمال المؤسسات

  • 173
محرر الفتح مع الدكتور بسام الزرقا

قواعد عادلة وتطوير ثقافة الممارسة السياسية
رسالتنا للأحزاب: علينا أن نتآلف حتى تقف مصر على قدميها
الحزب كسب قطاعات جديدة تأكدت من حرصه على المصلحة العامة
نرى أن تكون الأولوية في المرحلة القادمة لإنقاذ الطبقات الفقيرة
المنتصر في صراع الاستقطاب الداخلي سيجني أشلاء وطن
لابد من إعادة تشكيل غابات التشريعات لزيادة فرص الاستثمار
الخطورة الحقيقية أن يتحول التكفير الإنفعالى إلى تفكير تأصيلى

كان حزب النور أول الأحزاب السياسية تقديما لقوائمها للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأجمع الخبراء والمحللون السياسيون أنه أكثر الأحزاب وضوحا فى الرؤية والتنظيم والتماسك؛ فى وقت تمر فيه البلاد بمخاض سياسي من أجل محاولة تجاوز حالة الاستقطاب الداخلية وعثراتها الاقتصادية، وهى تواجه مرحلة دقيقة فى علاقاتها مع قطر وتركيا، ومخاطر ظهور تنظيم داعش فى ليبيا.


من هنا كان لـ"الفتح" هذا الحوار مع الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور للشئون السياسية؛ لمناقشته فى رؤية الحزب واستعدادته للانتخابات البرلمانية، ومواقفه من التطورات الداخلية والإقليمية.


· لماذا ينافس الحزب على 64% فقط من مقاعد البرلمان؟


السؤال الذي يجب أن تسأله هو: ما هو الوضع الحالي وما هي الطريقة الأنسب للتعامل معه؟! الوضع الحالي أننا أمام استحقاق انتخابي برلماني يسعى فيه كل طرف للحصول على الأغلبية التي هي في البرلمانات 50% +1، وهذه المرحلة انتقالية، ونحن بحاجة إلى أن نمر بمجموعة من المراحل ثم تكون بعد ذلك المنافسة التي يعرفها الجميع في المرحلة الأولى.


نحن بحاجة لاستكمال المؤسسات السياسية لأنه واضح أنه ليس لدينا مؤسسات سياسية تستوعب العمل السياسي؛ ومن ثم هناك من يمارس العمل السياسي من خلال الشارع، وما حدث في ثورة 25 يناير جعل البعض يعتبر أن الثورة ليست عملية هدم يعقبها بناء، بل هي عملية ثورة مستمرة واستمرار في الرفض؛ وبالتالي أصبح الفكر هو إدارة السياسة من خلال الشارع، ولكن هذا غير صحيح، فالصحيح أن السياسة تمارس من خلال مؤسساتها، يعني مثلا إذا أردت أن تجري عملية جراحية مؤكد أنك ستجريها في مستشفى ولن تقوم بها في الشارع؛ إذن فالخطوة الأولى هي أن نستكمل هذه المؤسسات ونبدأ الممارسة من خلالها.


الخطوة الثانية هي أن تكون لدينا قواعد عادلة لما يسمى باللعبة السياسية؛ لأنه لو غابت هذه القواعد العادلة فإن من يظن أنه ظلم بالغش أو التزوير أو غياب هذه القواعد فلن يستمر بل سيحاول أن يحطم الآخرين.


الخطوة الثالثة أننا بحاجة إلى أن تكون هناك ثقافة الممارسة السياسية، وهذه الثقافة لا تبنى من خلال أن تقول (يجب أن) إنما تبنى من خلال الممارسة التي تشعر من خلالها أن لها مردودا.


وفي هذه الحالة سيكون من حقك أن تفكر بأن تكون لك أغلبية في البرلمان. إذن المرحلة القادمة لابد أن تسود فيها فكرة المشاركة، وكان يقال كثيرا جملة "مشاركة لا مغالبة"، لكن اتضح أن الجميع يسعى للمغالبة، ونحن في حزب النور قررنا أن نكون مشاركين بهذه الفكرة، وهي أن الكل يساهم وبالتالي ليس مهما هنا أن تكون النسب في الفوز نسب كاسحة أو كبيرة، المهم أن تكون موجودا، وهذا الوجود قد يجعل لحزب النور في موقع ما يسمى بـ"رمانة الميزان" الذي يضبط الأمور بين الأطراف.

· ما أولويات مشاركتكم في البرلمان القادم؟


كما ذكرت آنفا، فرقم واحد هو العمل على استكمال المؤسسات، ولابد أن تكون هناك قواعد عادلة للعبة السياسية، وأن تكون لدينا ثقافة سياسية تسمح بالأمرين السابقين؛ والأمر الآخر أن لديك احتياجات يومية لما يقرب من 90 مليون فم، ولابد أن توفر لكل هؤلاء ليس فقط الطعام ولا حتى الاحتياجات الطبيعية، بل يجب أن توفر لهم الكرامة التي يعيشون بها، والأمل والتقدم للأمام ليس لهم فقط، بل أيضا من أجل أولادنا وأحفادنا؛ لذلك لابد أن تكون موجودا وتطرح الرؤية الخاصة بك، وهذه الرؤية التي هي بالأساس متكاملة وتجمع بين الهوية وآخر ما وصل إليه العصر.

· كيف ترى موقف الناس من حزب النور؟


الحزب كسب وخسر، فالحزب كسب قطاعات لم تكن تعرفنا، حينما رأتنا عن قرب ورأت ممارساتنا عن قرب، وشعرت أن الحزب يمكن أن ينظر إليه بشكل عام على أنه حريص على المصلحة العامة؛ فالكثيرون يرون أن الحزب يستطيع تقديم ما يحتاجونه. وجزء آخر خسرناه وهو ذلك القطاع الذي يحاسبنا على آماله ولا ينظر إلى ما فعلناه في المتاح؛ هو لا يقيمني من خلال الواقع الموجود وبما فعلت من خير أو منعت من شر (وربما وأنت تمنع الشر ترتكب شيئا من نوعه أدنى منه)، هو لا ينظر إلى الواقع وما فعلناه وما جنبنا إياه بلدنا وهويتنا، بل هو ينظر إلى أمانيه ويحاسبني عليها ولا ينظر إلى الواقع.

· لماذا لم يحدث تحالف بينكم وبين الأحزاب الأخرى في وضع القوائم؟


تحالفات "الكوكتيل المتضاد" البعض يلجأ إليها لأنه لا يجد سبيلا غيرها، أما نحن فبفضل الله لا نحتاج لذلك؛ فحينما نصنع تحالفا نصنعه مع من يقبل أو يتوافق معنا في الفكرة الأساسية وهي الخليط للسعي لبناء دولة تقوم على التقدم، وفي ذات الوقت الحفاظ على الهوية، هذا المكون ربما لم نجد من هو قريب منا في الإيمان به للدرجة التي تدفعنا للتحالف معه.

· هل تتابعون استعدات الأحزاب الأخرى للانتخابات القادمة؟


نحن في حزب النور اتفقنا ألا نلتفت إلا لأنفسنا، وننقد نقدا بناء، ونعيد البناء، ولن نضيع مجهودنا في تتبع الآخرين.


· هل لديكم استعداد في الدخول لمناظرات انتخابية مع الأحزاب الأخرى لو طلب منكم ذلك؟


المناظرات أحد الأساليب الموجودة في المعارك الانتخابية في الأنظمة الراسخة، ومن حيث المبدأ ليس لدينا مشكلة للدخول في مناظرات لكن بشرط ألا تتحول المناظرة إلى تراشق بالألفاظ؛ فهذه شيء لا يليق بأحزاب وكيانات سياسية.

· كيف ترون توجه جمهور التيار الإسلامي الآن؟


جزء كبير من التيار يعاني من الإحباط الدافع للعزوف عن العملية كلها، ومن يعزف عن المشاركة سيجد أنه دفع ثمنا غاليا جدا، وهذا أمر قد يندم عليه جزء كبير من هذا التيار؛ فهو الآن يرى ذلك الشيء السائد المائع، وهو يظن أن الأمر سيبقى على ما هو عليه؛ وهذا غير صحيح فهذا المائع وهذا السائل سيتصلب وحينها سيجد أن الواقع أسوأ بكثير من الواقع الذي رفضه؛ لأنه سيتشكل ويتصلب بعكس ما يريد.


· كيف ترون توجه ما يسمى بـ"حزب الكنبة"؟


لا بد أن ننظر للناس أولا، فهناك خمسة استحقاقات انتخابية انتهت إلى لا شيء، فحزب الكنبة هو حزب لا يتحرك إلا إذا شعر أن هناك خطرا عظيما أو فرصة كبيرة، وظيفة الكل وليس حزب النور فقط أن يجعل هذا الحزب يشارك في تشكيل الوضع القادم لأنه يمكن أن يتحول حزب الكنبة إلى ظاهرة التسامي، وهي التحول من حالة إلى حالة أخرى مغايرة دون المرور بمرحلة انتقالية وسط، مثل التحول من المرحلة الصلبة إلى المرحلة الغازية؛ فممكن أن يكون حزب الكنبة نتيجة لأوضاع متردية يتحول إلى حالة تذمر يكون وقودا لحالة يراها البعض ثورية وهي في الحقيقة فوضى.

· ماذا لو حقق الحزب نتائج كبيرة وطلب منه تشكيل الحكومة.. ما هو برنامجه حينذاك؟


ليس هناك حزب يستطيع أن يحقق نتائج كبيرة يستطيع أن يشكل من خلالها حكومة، وهناك فارق بين أن تشكل حكومة أو أنك تساهم في رؤية تشكيلها. الآن نحن لدينا مشاكل عويصة الكل يفكر فيها، لدينا مشكلات سيناء والبطالة والفقر وتدني الخدمات والسياسة الخارجية والأوضاع فى دول الجوار الحدودي، أى أنك لديك مشكلة في كل مكان، وأيضًا لديك مشكلة الدول التي لا تريد لمصر أن تخرج من الفلك الذي رسم لها خلال 60 سنة سابقة.

الأمر الأول: لا يصح تبنى أسلوب التفكير الجزئي، ليس من الصواب أن نقول هناك مشكلة كذا فنفعل لها كذا وكذا، فمثلا: مشكلة البطالة ليس هناك شئ اسمه سأتعامل مع مشكلة البطالة كحالة منفصلة قائمة بذاتها، لأن مشكلة البطالة هى عرض لعدة أمراض منها غياب العدالة الاجتماعية ومنظومة اقتصادية متدنية، وأسباب أخرى، لذلك إذا أردنا أن نتعامل مع المشكلات فى مصر فعلينا أن نفكر في حلها جميعا ككتلة واحدة وكمنظومة متكاملة، ويكون العمل لإيجاد حلول لها جميعا بشكل متناغم.


الثاني: التوافق الوطني، التوافق الوطني، التوافق الوطني، لابد أن نسعى إليه.


الثالث: لابد أن يشعر المواطن بأمل؛ لأن المصري إذا شعر بالأمل يصنع المعجزات، "يعني كان أثناء حرب 73 أنا كنت في سن صغير مش في سن أنال بيه شرف المشاركة، حكولي عن عسكري في الموقع صعيدي كان هادي لا ترى منه أي شيء ورفيع مش جسم متين، لما عبرنا كان المفروض كل مجند بيشيل المهمات بتاعته والمفروض نطلع الساتر الترابي يعني ما يعادل 7 أدوار، وكان فيه مدفع وزنه يشيله اتنين وفوجئوا بالعسكري ده بيحلف أن محدش طالع بيه غيره؛ وبالفعل شاله وكان طالع بيسابقهم وهما شايلين حاجتهم بس وهو متقدم عنهم، إديني عمل يعقبه أمل وشوف أنا هعمل أيه كمصري, ده لازم يكون حالة البلد كلها ".


الرابع: أنه لديك غابة من التشريعات المتشابكة تجعل الداخل إلى تلك الغابة مفقود، ومن استطاع أن يخرج منها مولود، فلابد أن يعاد تشكيل هذه الغابة القانونية, لأن الغرض من القوانين هو ضبط يسمح بالبناء ويمنع من التجاوز خاصة القوانين المتعلقة بالاستثمار.


الخامس: العدالة الاجتماعية, فالطبقات الفقيرة تطحن طحنًا دائمًا وعندما يرتفع سعر الدولار، "بالبلدي كده كل الطبقات بتصوصو، لكن صوصوة الطبقة اللي فوق غير صوصوة الطبقة اللي تحت"؛ فمن سيعاني من نقص كمية استهلاكه من الكافيار، هذا غير من لن يجد "العيش الحاف".


هناك أزمة والأزمة للكل، لكن الذي تطحنه جدا هي الطبقات التى أساسا لا تستطيع تحمل المزيد من تردى الوضع الاقتصادي لأنها كانت تجد بالكاد طعامها؛ فهولاء لابد أن يكون لهم الأولوية، هذه الأولوية تكون من حيث الدخل، ومن حيث التوزيع الجغرافي، أى التجاهل والتقصير فى الاهتمام بالمناطق البعيدة عن الحضر لرغبة الدولة فى توفير النفقات، بينما الطرق التى لدى طبقة الصفوة ترصف ثم ترصف ثم ترصف، ونترك الفقراء يموتون، وأذكر أن فى محافظة البحيرة كوبري رأيته بعيني حدثت فيه فجوات والناس بتعبر من عليه بطريقة أكروباتية، و صعيد مصر كأنه ليس من مصر.
هذا التباين الشديد بحاجة لوقفة جادة ولابد أن تتغير هذه المنظومة تماما، ولكى تستطيع النجاح في كل هذا، فلابد من نظام إدارة جديد غير مركزي، وأن نرتقي بالمحليات، وهذا تحدي وهذا التحدي صعب، حيث أن فرنسا أخدت 10 سنوات حتى تمكنت من وضع نظام للمحليات، وتركيا انطلقت فى نهضتها الحالية من المحليات، ولو جلسنا نحصى ما هو الواجب الذى على الحكومة القيام به، فسيحتاج هذا إلى حوار خاص اسمه (الحكومة القادمة كيف تسير) لكن حسبنا أننا ذكرنا بعض العناصر".


· ما الذي يميز الحزب عن غيره من الأحزاب؟


هذه الرؤية الكلية لمشكلتنا الموجودة الآن في ضوء المعطيات الواقعية وإدراك حقيقة هذه المرحلة وما يصلح لها، والعمل على التوافق, والمحافظة على الدولة من السقوط وأن تصبح دولة فاشلة ويحدث لها ما حدث للدول المجاورة.

· كيف ترى انتشار التكفير والإلحاد بشكل نسبي في الفترة الأخيرة؟


أولا التكفير غير ظاهرة الإلحاد، ظاهرة الإلحاد لي وجهة نظر فيها ربما يخالفني فيها الكثيرون ولكن هذا ما أراه، لم يحدث ازدياد لظاهرة الإلحاد في مصر (ربما ارتفعت الأصوات قليلا) الواقع الجديد جعل هؤلاء الذين كانت أصواتهم منخفضة ترتفع، وإذا ارتفعت تلاقوا، وإذا تلاقوا أصبحوا كتلة، وإذا أصبحوا كتلة أصبحت لهم قوة ولها تأثير. لكن أنا وجهة نظري الشخصية أنه ليست هناك زيادة، "يعني مزدش عدد الملاحدة، ومشكلة التكفير جزء منه مشكلة سياسية".

· يوجد تصاعد الآن ومجاهرة حتى بين الشباب على الإنترنت؟


لابد أن نفرق بين نوعين من التكفير: التكفير المؤصل، والتكفير الانفعالي.

أُعطي مثالا للتوضيح: "في الثمانينات كان لي زميل في كلية الطب والده تاجر في المنشية، راح لقى تاجر كبير، فبيقول: الحكومة دي حكومة كافرة، تصور وش ماتور المرسيدس بقى بكام النهاردة؟ فمش عايزين نخلط ما بين الاتنين بين التكفير الانفعالي زي ما طلع بعض الوزراء قالوا إن الطائفة الفلانية كافرة بسبب أفعالهم السيئة؛ فراح مكفرهم وريح نفوخه، والتكفير التأصيلي الأكثر خطرا لأن فيه الديمومة".

· ما دور الأزهر في مواجهة التكفير؟


الأزهر مكبلة يديه، فحاله كالمثل المصري القائل "يا جارية اطبخي كلف يا سيدي" ما هي ميزانية لأزهر التي تسمح له بأن يقوم بأنشطة تتداخل وتقترب من الشباب، ويستطيع استيعاب الفكر ويناظر ويفرق في مثل هذا الأمر؟! الأوقاف قديمًا كانت تخدم الأزهر، لكن فكرة الأزهر الذي يمد يده للحكومة والحكومة تقول "معناش فلوس"، هذا يعوق الأزهر، لابد أن يفتح مرة أخرى باب الأوقاف للأزهر كي يمتلك الإمكانيات كي يستطيع أن يتحرك.

· حالة الاستقطاب الداخلي.. كيف تفسرها، وما الحل من وجهة نظركم؟


أولا نقتنع أننا نحتاج إلى الوفاق الوطني، و"إن مفيش حد هيقدر يخلص على حد، مصر ملك الجميع وإحنا مصريين لازم نتفاهم، ملناش حل هذه سفينة لا نملك رفاهية أن نغادرها، أو أن نلقي أحد منها، ندور على العقلاء ونخليهم هم يديروا الحوار المجتمعي ونقولهم نعمل إيه بحيث نبتدي، هناك فكرة من كل الأطراف بما فيها الأطراف المتصارعة" نحن نقول إنه لن يكون هناك منتصر، وإن انتصر أحدكم سيجني أشلاء وطن".

· في سيناء تدهور أمني لا يتوقف ومشكلات كثيرة .. كيف ترون التعامل معها؟


"إحنا عندنا في الطب لما تلاقي فيه واحد ظهر في جسمه حاجة معينة دمامل مثلا أو خراريج وفكرت تعالجها هي لوحدها، فأنت لم تدرك أن الجسد ككل به مشكلة، هتدور بقى على السكر، هتدور على المناعة، هتدور من الآخر على حاجة هي في الواقع في الكل ظهرت في الجزء، مشاكل مصر كلها جاءت في المنطقة الرخوة وظهرت, يبقى إنت عندك لازم حلين يمشوا مع بعض حل كلي وحل موضعي".

· هل المشكلة الحقيقة في سيناء سوء التعامل؟


نحن لا نتحدث عن هذا العصر بل على عملية متراكمة منذ أن عادت سيناء إلينا.


· لماذا كل الحكومات فشلت في حل مشكلة سيناء؟


لأن الحكومات كلها فشلت فجاءت 25 يناير، أنت كان لديك نظام فقد قدرته على العطاء وأصيب بتصلب الشرايين؛ فشا فيه الفساد الداخلي، فأصبحت كل القرارات هامشية وحبرا على الورق.

· إذا طلبنا من حضرتك أن توجه لأبناء التيار الإسلامي رسالة.. فماذا ستقول لهم؟


لا أوجه الرسالة لأبناء التيار الإسلامي كافة بل لعموم شعبنا: نحن دولة دينها الإسلام من ضمنه وأحد تفاصيله الكثيرة الدعاء الذي كان يذكره النبي صلي الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة ولم يؤثر عنه غيره: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، المعيشة الحسنة التي يعقبها معيشة أحسن لا تنال إلا بالحكمة، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، ومن استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه، المحبة هي سلاح المصلحين، "إنتم مش حاجة وهما حاجة"، ومصر شعبها شعب محترم متدين بالجملة يملك قدرات هائلة، نحن كلنا حاجة واحدة "نحتاج أن تكون قلوبنا على بعضها ونلم بعض"، و ليس العاقل من يختار بين الخير والشر, بل من يفرق بين خير الخيرين و شر الشرين.
وإذا لم نستطع أن نستجيب للأمر بوقف التنازع المذهب للريح! فلا نكن من الحمق لأن نتصارع ونقضي بأنفسنا على ما تبقى من قوتنا ونشمت بنا الأعداء.. "طول عمرنا كمصريين أد المسئولية، إحنا أمامنا الآن مسئولية عظيمة، علينا أن نصحح المسيرة وننطلق إلى الأمام محافظين على مرجعيتنا وهويتنا ومتمكنين من آخر ما وصل إليه العلم من تقنيات وتقدم".

· ما رسالة حزب النور للأحزاب الأخرى؟


البرلمان القادم لن تكون فيه كتلة كبيرة، والحياة السياسية لا تحتمل في هذه المرحلة الصراع، ليس أمامنا إلا أن نتآلف حتى تقف مصر على قدميها "مصر القوية ذات الهوية".


· ماذا تريد أن تقول للإعلام؟


من يعمل مثال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.


· ما رسالة الحزب لأبنائه؟


بإذن الله الخير قادم إما أن تكون فاعلا فيكون لك في ميزانك نصيب، وإما أن تكون خاملا فتندم يوم لا ينفع الندم.