من هو الممول الإخواني الذي أفرجت إدارة "أوباما" عن ملياراته؟

  • 88

أثار قرار "أوباما"، الأمس الثلاثاء، برفع الحظر عن أموال المهندس "يوسف ندا" ملياردير الإخوان، أو الرجل الغامض كما تلقبه بعض وسائل الإعلام، تساؤلات كثيرة، وخاصة أن قرار الإفراج جاء بعد زيارة وفد من الإخوان إلى الكونجرس الأمريكي.

هو "يوسف مصطفى علي ندا" ولد في الإسكندرية عام 1931 م، تخرج من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وقام بتأسيس معمل للألبان في الإسكندرية. انتمى لجماعة الإخوان المسلمين عام 1947، وتتلمذ على يد الرعيل الأول للجماعة، واعُتقل في قضية اغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في أكتوبر عام 1954. قضى ما يقرب من عامين في السجن وأُفرج عنه في أبريل عام 1956. وهو رجل أعمال مصري يحمل الجنسية الإيطالية، ومقيم فيها، ومنها بدأ حياته التجارية وثروتة الضخمة، وهو المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين.

ظل شخصية بعيدة عن الأضواء ووسائل الإعلام حتى يوم 7 نوفمبر 2001م عندما تم اتهامه بالضلوع في دعم الإرهاب، وأُصدر قرار بتجميد أمواله وأصول شركاته، وبينها "بنك التقوى" بجزر البهاما، الذي كان يرأس مجلس إدارته.


"ندا" أو الرجل الغامض ليس مجرد رجل أعمال مشهور أو رئيس لبنك التقوى، ولكنه لعب طوال الـ25 سنة الماضية دوراً مهماً في جماعة الإخوان المسلمين.. فهو الذي رتب العلاقة بين الإخوان والثورة الإيرانية، وتوسط بين السعودية واليمن، والسعودية وإيران، وبذل مجهوداً غير عادي في حل الأزمة بين الحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ.

"الراجل الغامض" لم يلعب تلك الأدوار فقط، ولكنه قام بإمداد اليمن بوثائق مهمة ساعدتها في حل نزاعها مع إريتريا حول جزر حنيش، وله أدوار أخرى في تونس والعراق وتركيا وكردستان وماليزيا وإندونسيا.

وفي 26 يوليو 2012 أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي عفوا عاما عنه نشر في الجريدة الرسمية العدد 30 تابع لسنة 2012.

ذكر "ندا" في حواره مع صحيفة مصرية أن عدد الإخوان المسلمين في العالم بلغ 100 مليون شخص، يتواجدون في 72 دولة حسب آخر إحصاء رسمي قامت به الجماعة في عام 2007. وقد ذكر هذا العدد من قبل في مقابلة مع قناة "الجزيرة" في برنامج بلا حدود.


يعد "يوسف ندا" صاحب الاستراتيجية المالية للجماعة، والمنقذ للجماعة من الانهيار بعد اتساع الفجوة بين الجماعة واتجاهاتها الأخيرة وبين الشعب المصري، ويعد أغنى رجل أعمال إخواني في العالم، ومن أكبر الممولين لأنشطة الإخوان في الداخل والخارج ويحظى بشبكة هائلة من العلاقات الدولية بعدد كبير من قادة وزعماء العالم، وكانت الميزانية المعلنة لـ"بنك التقوى" قد أشهرت في 31 ديسمبر1994 بـ 258.667 مليون دولار أمريكي، كما أسس "مؤسسة ندا للإدارة" التي يديرها في مدينة لوغانو السويسرية، ولم يستطع أحد أن يقدر ثروة "ندا" حتى الآن؛ نظراً لتشعب وتعدد مشاريعه الاقتصادية.


اعتبر بعض المراقبين أن قرار أوباما بالإفراج عن أموال "ندا" بمثابة إعلان حرب على مصر، ومحاولة لإنقاذ الجماعة من الانهيار، خاصة أن يوسف ندا يعتبر صاحب الاستراتيجية المالية للجماعة، في ظل الحرب التي تخوضها الجماعة ضد الدولة المصرية منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013، لتحقق بذلك الولايات المتحدة ما يسمى بـ "توازن الضعفاء"، الذي كلما ضعف فيه طرف وكاد أن يتوقف عن الصراع ويلجأ للحلول السياسية، تقوم بتقويته ودعمه بقدر ما، يمنع استقرار الأمور على أي نحو، ويدعم استمرار الأزمات.