العطش يحاصر مصر.. وطبول الحرب تدق على النيل الأزرق برعاية "تل أبيب"

  • 130
صورة أرشيفية

حيلة أخرى جديدة تقوم بها "أديس أبابا" لإفشال عملية التفاوض التي تجريها مصر مع إثيوبيا لاختيار المكتب الاستشاري لتقييم الآثار السلبية للسد على كل من مصر والسودان، فبعد إهدار العديد من الاجتماعات المكثفة بين الأطراف الثلاثة، عادت الأمور للمربع صفر، وكأنّ السادة المسئولين حققوا إنجازات كبيرة في هذا الشأن.


خبراء كُثُر أكدوا أن مصر مقبلة على فقر مائي لا محالة، وأن المفاوضين في إثيوبيا يتعمدون إطالة الأمد لتحقيق مكاسب حقيقية على أرض الواقع.
لكن المفاجأة الكبرى أن المسئولين في مصر يؤكدون مرارًا وتكرارًا أنهم حققوا مكاسب في التفاوض، وعلى الجانب الآخر نرى تصريحات نارية من رئيس الوزراء الإثيوبي تؤكد أن أديس أبابا لن تتوقف قيد أنملة عن تنفيذ مشروعها القومي على النيل الأزرق.


التقارير تؤكد أن سد "الألفية" سيبدأ في تخزين المياه يوليو المقبل، وأن مصر معرضة للعطش أواخر العام الجاري خاصة أثناء فترة ملء الخزان.
وقال محللون إن المرحلة الأولى من البناء ستنتهي سبتمبر المقبل، وستكون بسعة تخزينية 14.5 مليار متر مكعب، ولفتوا إلى أن إثيوبيا ستواصل البناء حتى تصل بحيرة تخزين السد لـ74.5 مليار متر مكعب.


وانتقد الدكتور ضياء الدين القوصي، خبير المياه العالمي، إجراءات التفاوض مع الجانب الإثيوبي لتقييم الآثار السلبية للسد على الأمن المائي المصري والسوداني، وأشار إلى أن الهدف من تراخي أديس أبابا إطالة الأمد وإهدار الوقت حتى نرضخ لسياسة الأمر الواقع، وتساءل: كيف لنا أن نهدر مثل هذا الوقت الثمين ثم نفاجأ في النهاية بدخول البلاد مرحلة العطش المائي، وكأننا ندور في حلقة مفرغة؟!


وأكد خبراء عسكريون، تنامي الدور الإسرائيلي في إثيوبيا، وأشاروا إلى وجود شركة صهيونية تتولى إدارة ملف الكهرباء في سد النهضة، وأن الشركة تتبع وزير خارجية العدو الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" شديد العداء لمصر، وأن شركته تعمل على تدريب عدد من المهندسين الإثيوبيين في تل أبيب، إضافة لإسناد العديد من خطوط إنتاج الكهرباء الناتجة عن السد لهذه الشركة بالتعاون مع شركة "ساليني" الإيطالية التي تشرف على مراحل البناء والتشييد في سد النهضة.


ويُرَجِّح الخبراء العسكريون أن العدو الإسرائيلي يقوم منذ فترة باستكثار نبات ورد النيل في المستنقعات وتفرعات النيل الأزرق ومصبات الأنهار حتى يعيق من حركة جريان الماء؛ ومِن ثَمَّ يصعب الاستفادة من مستنقعات المياه في جنوب السودان.


بدوره يؤكد الدكتور حسام المغازي، وزير الري، قرب إعلان المكتب الاستشاري الفائز بإعداد الدراسات الفنية والتكميلية لسد النهضة.
وكانت مصر والسودان وإثيوبيا قد اتفقوا أغسطس الماضي على وضع خارطة طريق لحل أزمة السد يتم تنفيذها في غضون 6 أشهر، تبدأ في سبتمبر من العام الماضي وتنتهي مارس الجاري، لكن المفاوضات ما لبثت أن تعثرت نتيجة عوامل كثيرة أهمها عدم التوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف.