(( إليك أنت .. دورك ليس مهمشا ))

  • 131


أراجع موقف السيدة صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق فيصيبني العجب ... بينما رسول الله وصحابته مرابضون أمام المدينة يحمون أهلها ويمنعون الكفار من اقتحامها .. وقد جمع رسول الله نساءه ونساء المسلمين وأطفالهم في حصن لحسان ابن ثابت وليس معهم أحد يحميهم فيحوم حول الحصن بعض اليهود يتجسسوا هل في الحصن رجال أم لا ... فان لم يكن به رجال هجموا عليه وأسروا نساء المسلمين وأطفالهم وبهذا يخسر المسلمون المعركة وينشغلوا بالدفاع عن أعراضهم فأبصرتهم السيدة صفية ...
أتدري ماذا فعلت تلك المرأة الشجاعة في مرحلة خطيرة لا تحتمل الخوف والتردد ... اتخذت أجرأ موقف قد تتخذه أي امرأة .. فتحت باب الحصن وأخذت عمود خيمتها وهوت به على رأس اليهودي فقتلته وجزت رأسه ورمته من فوق أسوار الحصن حتى يظن بقية اليهود أن في الحصن رجالا فيخافون من الهجوم عليه !!
أوردت لكم القصة سريعا لأستدل على أهمية دور المرأة في بعض المراحل الحرجة للوطن .. فقد يكون دورها بسيطا لكنه يؤثر على مسار حياة وطن وشعب ... فلم يدفعها إلى فعلها ذلك إلا وعيها الكبير بخطورة المرحلة التي تمر بها بلاد المسلمين ..
حصن الاسلام يحتاج نساء كصفية بنت عبد المطلب ... دعوتنا محتاجة نساء كصفية .. عندها جرأة وشجاعة في الخطوات واتخاذ القرارت ...
عندها وعي كاف بخطورة المرحلة ...
وخطورة المرحلة التي نمر بها .. اقسمها الى قسمين ..
1. خطورة المرحلة التي يمر بها الوطن
لا يخفى على اي احد انتشار نبرة التكفير ونرى اثرها على ارض الواقع من تفجيرات للجيش على الحدود والثكنات ... بل وتعدى الامر ليصل الى وضع القنابل في المستشفيات وعلى خطوط المترو وفي معاش الناس ... ونظل نكرر وجود وطن متماسك أغلى عندنا من وجود أي من طرفي النزاع على السلطة ... وأقتبس كلمة شيخنا الحويني " الإستبداد خير من الفوضى .. الإستبداد منكر كلنا ننكره ولا أحد إطلاقا يرضى به .. كلاهما من أفسد ما يكون لكنك توازن مابين ضررين " أ.ه .. ونحن لا نقول أن ما تعيشه مصر هذه الأيام إستبداد .. لكن لا ننكر أنه يوجد بعض من التعدي وصور الظلم التي لا نرضاها وننكرها ونحاول ازالتها أو تخفيفها على قدر الإمكان ..
2. خطورة المرحلة التي يمر بها الحزب والدعوة
لا شك أن وجودنا في المشهد السياسي له فوائد كثيرة على المستوى الخاص وعلى المستوى الدعوي العام .. ومن ضمن تلك الفوائد :
1. غيرت الصورة لدى عوام الناس أن هناك فصيل متدين لا يرضى عن أفعال التهديد والتكفير التي سمعوها من على منصة رابعة ... وماتلاها من تفجير وغيره .. والشعب رأس دعوتي .. لماذا أفقدهم ؟!
2. أشعرت الجميع من مؤسسات الدولة والشعب أن الدين لا يتنافى بتاتا مع الوطنية
3. مازلت محتفظا بموضع قدم لما يسمى التيار الإسلامي في العمل السياسي .. بدلا من إقصائه بالمرة
4. حافظت على مكتسبات الدستور من مواد الهوية و الحقوق وغيرها .. فبدلا من إلغاء الدستور تم تعديله
5. برغم التضييق الذي تعرضت له الدعوة من وزارة الأوقاف .. وإغلاق بعض المساجد ومنع المشايخ من الخطابة ... إلا أنه لولا وجودنا في المشهد وعلى الساحة بعد فضل الله لما كنا استطعنا إقناعهم بأننا لا نتبنى منهج التكفير والتفجير .. ولما كنا استطعنا أن نعيد فتح المساجد المغلقة مرة أخرى .. وإعادة الخطباء إلى منابرهم مرة أخرى ...
فلو قلت أن كل أخت مازالت تعطي دروس في المسجد إلى الآن .. ومازالت تحفظ الصغار في الكتاتيب .. وكل أخ مازال يعتلي المنبر يخطب في الناس .. كل هؤلاء من نتاج وجودنا في المشهد وسعينا في حل الأزمة التي تفاقمت بعد 30 /6 ... فلله الحمد والمنة ..
فالمحافظة على استمرار وجودنا بكثافة وبقوة في البرلمان نرى ثمراته على دعوتنا فيما بعد ان شاء الله ...