الإدارة بين الدراسة والتطبيق

  • 161

يعود تقدم الأمم إلى الإدارة الموجودة فيها، فالإدارة هي المسؤولة عن نجاح المنظمات داخل المجتمع، لأنها قادرة على استغلال الموارد البشرية والمادية بكفاءة عالية وفاعلية. فهناك العديد من الدول التي تملك الموارد المالية والبشرية ولكن لنقص الخبرة الإدارية بقيت في مصاف الدول المتخلفة فى حين أن دولا أخرى ليس لديها موارد متعددة استطاعت أن تكون فى مصاف الدول المتقدمة ولكن هل الادارة علم أم هى فن ؟
إن الإدارة علم: حيث أن لها مبادئ وقواعد ومدارس ونظريات تحكم العمل الإداري، كما أن تطبيق هذه المبادئ والنظريات غالبا ما يؤدي إلى نتائج محددة.
كما أن الإدارة فن: أي أن المدير يحتاج إلى خبرة ومهارة وذكاء في ممارسة عمله، وتعامله مع العنصر البشري لحفزه على الأهداف التنظيمية، لأن ليس كل من درس علم الإدارة قادر على تطبيقه. ففن الإدارة هو القدرة على تطبيق الإدارة في المجالات المختلفة.

لذا فمن الصواب أن نقول أن الإدارة فن وعلم معا: فالإداري يجب أن يعتمد على الكتب والنظريات الإدارية، بالإضافة إلى الخبرة العملية التي لا غنى عنها.

والاستعانة بهذا العلم أو الفن أو الدراسات المسماة بالإدارة فى مجال الدعوة إنما جعل لخدمة الدين والنهوض به وليست هدفا فى حد ذاته وإلا فإننا نعرض تلك القواعد والنظريات الإدارية على كتاب الله وسنة رسول الله كما ينبغى أن نعي أن تحقق مصلحة الدعوة والانجاز على أرض الواقع هما معيار نجاح أو فشل الإدارة وليس التقيد بالقواعد الإدارية هو معيار نجاح الدعوة بمعنى أننا بحاجة إلى ترتيب الأولويات والتمييز بين الغايات والوسائل .

وبهذا لا نصل إلى تلك الحالة التي تصيب البعض، والتى يمكن تسميتها بهوس الادارة، بدون إنجاز حقيقى على أرض الواقع ويصبح رفع التقارير و تكديس الملفات و حضور الاجتماعات عند البعض منتهى النجاح !. بدون النظر إلى المنتج الحقيقى على أرض الدعوة

ويبقى انطلاق ( جواد الدعوة ) حلم أمامه عقبات كثر منذ الأزل .....أضيف إليها أحيانا الخطأ في الفهم لمعنى الإدارة