الإبحار مع المشكلة (دعوة للتأمل)

  • 160
صورة أرشيفية

مهما فعلنا لكي نتجنب المشكلات والضغوطات في حياتنا، ستواجهنا المشكلات لا محالة؛ فإنها سنة كونية

الإبحار مع المشكلة

ولها من الفوائد أكثر مما لها من السلبيات، نحتاج فقط إلى بصيرة.

إن الضغوطات التي نقابلها هي التي تنضجنا وتزيد من خبرتنا؛ يقول أ. عبد الوهاب مطاوع رحمه الله: «استمد الإنسان قدرته على البقاء من قدرته على امتصاص الألم واحتماله».

إن غضب الحبيب وتمنعه هو ما جعلنا نتقن الرضا ونحترف الوصال ونتعلم عذب الحديث والملاطفة؛ والمشكلات المالية هي التي علمتنا أصول الادخار.
والله سبحانه وتعالى يُعلمنا ألا نُصدِر الأحكام ضد الحوادث التي تواجهنا قبل أن نتدبر ما بها من فوائد، فرُبَّ مِنْحَة تسكن قلب مِحْنَة، وعطية استدعتها أزمة؛ قال تعالى: (وَعَسَى? أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى? أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة:216).

إننا يجب أن نقابل المشكلات بقلب مطمئن ونتعلم فن التوكل على الله والرضا بما كتبه علينا ونظن بقضائه ظنًّا حسنًا؛ فالله جل وعلا يقول في الحديث القدسي: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظنَّ بي ما يشاءُ». (صحيح).

إذن ما عليك إلا أن تتهيأ للمشكلات بابتسامة الواثق، وتواجه الحياة بطمأنينة المؤمن، ولا تدع النوائب تهزمك، وامتلك ذخيرة العظماء وعُدَّتهم التي يواجهون بها المصائب، وأولها: «الحمد لله .. إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها».

- ولقد عدد أهل العلم 6 أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك:
- أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر.
- وأن الجزع لا يرد عنك القضاء.
- أن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه.
- أن ما بقي لك أكثر مما أُخِذَ منك.
- أن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة هي عين النعمة.
- أن كل مصيبة للمؤمن لا تخلو من ثواب ومغفرة أو تمحيص أو رِفْعة شأن أو دفع بلاء أشد، وما عند الله خير وأبقى.

* إشراقة:
لولا الألم ما استمتع الإنسان باللذة؛ قلَّ أن تخلو لذة من ألم، أو ألم من لذة.