• الرئيسية
  • الأخبار
  • نائب رئيس حزب السلم والتنمية اليمني في حواره لـ"الفتح": مؤتمر الرياض منح التحالف شرعية شعبية بجانب شرعيته السياسية

نائب رئيس حزب السلم والتنمية اليمني في حواره لـ"الفتح": مؤتمر الرياض منح التحالف شرعية شعبية بجانب شرعيته السياسية

  • 124
أرشيفية - اليمن

نائب رئيس حزب السلم والتنمية اليمني لـ«الفتح»:
مؤتمر الرياض منح التحالف شرعية شعبية بجانب شرعيته السياسية
وضع اللبنة الأخيرة لإقرار ما اتفقت عليه القوى الوطنية سابقًا
عاصفة الحزم والأمل أنقذت الشعب اليمني من حبل المشنقة الذي ربطه الحوثي وصالح في عنقه!
المقاومة تتركز في الحاضنة السُّنِّيَّة التي يستهدفها عدوان الحوثي وصالح
جوهر أزمتنا في اليمن .. أزمة قيادة
إذا تم إمداد اليمنيين بالسلاح النوعي فلا داعي لأي تدخل بري
إيران سوف تتخلى عن الحوثي وصالح إذا شعرت بأنها في خطر
نسعى مع بقية المكونات الوطنية لإنقاذ البلاد من الانزلاق للحرب الأهلية


من بين قصف متمردي الحوثيين وأزلام صالح، وصمود المقاومة، ورياح تحالف إعادة الأمل للإطاحة بالمشروع الإيراني/ الشيعي في المنطقة، قررت «الفتح» تجاوز كل ذلك من أجل كشف حقيقة ما يجري على الأرض، ومستقبل البلاد عقب انعقاد مؤتمر الرياض، وما هو السبيل للخروج بها من أزمتها الراهنة؟ ومن هنا كان لنا هذا الحوار مع عبد الله بن غالب الحميري، نائب رئيس حزب السلم والتنمية اليمني.

· ما موقف الشارع اليمني مما يجري حاليًا؟

الشارع اليمني اليوم يغلي من أقصاه إلى أدناه، وتشتعل الحرب فيه في عدة محافظات في عدن والضالع وتعز ومأرب والجوف والبيضاء وغيرها؛ بسبب الحرب الظالمة التي فرضها الانقلابيون من مليشيا الحوثي المسلحة والجيش المؤجر لها من أنصار المخلوع علي صالح!

فبعد أن يئس الانقلابيون من نجاح مشروعهم الانقلابي ورفض الحاضنة الشعبية لهم ومقاومتهم في كل مكان، شنوا هذه الحرب الانتقامية الظالمة بجنونية، وأرادوا الزج بالشعب في حروب أهلية مدمرة تأتي على كل شيء.

والشعب اليمني يرفض الحرب ويرفض الفتنة الطائفية والمناطقية والحزبية وغيرها، ويعشق الحرية ويحب السلم، وهو شعب صبور، لكنه مع رفضه للحرب وحبه للسلم وتحليه بالصبر، يأبى الضيم والقهر والهيمنة والاستقواء عليه بالسلاح من أي طرف كان، وإذا ثار فهو بركان وحمم لا يقف في وجهه أي باغ أو طاغ مهما كانت قوته وأنصاره، وعلي صالح مثال على ذلك.

· ممن تتشكل اللجان الشعبية لمقاومة الحوثيين وصالح، وهل لها انتماءات سياسية أو فكرية خاصة؟

المقاومة الشعبية تتشكل من كل أطياف المجتمع الشرفاء بلا استثناء القبلية والسياسية والمجتمعية والشباب وغيرهم، وتتركز المقاومة في الحاضنة السُّنِّيَّة التي يستهدفها عدوان الحوثي وصالح في المناطق التي سبق ذكرها، وهناك مقاومة جزئية في بعض المناطق كإب وذمار وغيرهما.

· الحركات الشبابية الثورية .. أين هم الآن مما يجري؟
المكونات الشبابية الثورية جزء من المجتمع اليمني كله في طول البلاد وعرضها .. في داخلها وخارجها؛ وبالتالي صارت العلاقة تكاملية بين الشعب اليمني بكل توجهاته ممن رفضوا الإذعان للظلم والبغي القادم من هذه المليشيات والجيش الموالي للرئيس المخلوع صالح.

· كيف تُقيِّم أداء الرئاسة في الفترة الماضية؟
أداء الرئاسة اليمنية في الفترة السابقة لم يكن بالصورة المرجوَّة، بل كان دوره باهتًا ومغيبًا عن واقع الشعب، غامضًا أحيانًا، وربما ضالعًا ببعض أزماته في أحيان أخرى!
والمتتبع للشأن اليمني يدرك هذا ببساطة، بل أستطيع القول: إن جوهر أزمتنا كان أزمة قيادة، وهذه هي الخلاصة، والله المستعان على كل حال.

· كيف تقيم عاصفة الحزم وإعادة الأمل؟
عاصفة الحزم أو الأمل كانت قدرًا من الله لإنقاذ الشعب اليمني من التغول الفارسي وفك حبل المشنقة الذي ربطه الحوثي وصالح من عنقه!
العاصفة لم تكن عدوانًا كما يصفها أعداؤها، بل كانت إنقاذًا من غرق محقق وخطر محتم، فاليمن بيعت لإيران، وصارت «تسرح وتمرح فيه»، وكم تبجح قاداتها ومسئولوها بأنه قد سقط فعلًا بقبضتهم، وأنه بوابتهم الخلفية لالتهام الخليج، وأن الدور آتٍ على المملكة السعودية، وأن الرياض هي العاصمة العربية الخامسة!
ولأجل ذلك دفعوا بالحوثين لإجراء مناورة واستعراض للقوة على حساب اليمن؛ حتى بلغ من حمق الحوثي وتبجحه أن يعد أصحابه والشعب اليمني أنهم سيحجون العام القادم بأسلحتهم إلى مكة ...إلخ!
ناهيك عن كل ما سبق من الحماقات والاستفزازات، أن العاصفة جاءت بعد نداء استغاثة رسمي وجهه الرئيس الشرعي المنقلب عليه لأشقائه في دول الخليج العربي لإنقاذ ما تبقى من المحافظات اليمنية التي كاد أن يلتهمها الحوثي مسنودًا بكامل جيش الشعب المؤجر وعتاده!
كما تقضي بشرعيتها كل الاتفاقات والمعاهدات الرسمية التي أبرمها اليمن بدءًا من الإمام أحمد إلى صالح مع المملكة، كما يقضي بها ميثاق دول المجلس والجامعة العربية، وغيرها من المواثيق الأخرى.
فدول الجوار وفي مقدمتها المملكة السعودية القائدة لهذا التحالف لم تكن معتدية ولا منتهكة للسيادة الوطنية كما يزعم الحوثيون، بل إن الحوثيين هم المعتدون على الوطن بشنهم حروبًا شعواء على جل محافظاته السُّنِّيَّة لفرض منهج التشيع عليها بقوة السلاح، وهم المنتهكون لسيادته بتسليمه لإيران الفارسية التي أغرقت الشعب بالسلاح والفتن ولا تربطه بها حدود ولا جوار ولا ثقافة، وهم المنقلبون كذلك على كل مظاهر الشرعية فيه، بدءًا بالانقلاب على رئيسه الشرعي ووضع الحكومة المنتخبة من قبلهم تحت الإقامة الجبرية، مرورًا بالانقلاب وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل التي وقعوا عليها! في جميع الاتفاقات والعهود التي سبقت ولحقت ونقضوها ولم يفوا بشيء منها!
وعليه فإن الحوثيين آخر من يتكلم عن الشرعية والسيادة والوطنية والعدوان الأجنبي؛ لأنهم كاذبون ومتاجرون بالوطن، وهم رأس كل بلاء حل في الشعب اليمني وسبب كل شر وقع عليه.

· هل تعتقد أن هناك ضرورة للتدخل البري مِن قِبَل قوات إعادة الأمل؟
بالنسبة للتدخل البري هنا من يراه ضرورة ويدعو إليه، وأرى أن اليمن لا ينقصها الرجال، وإذا مدت بالسلاح النوعي القادر على حسم المعركة فإنه لا داعي بعده لأي تدخل بري ويكفي دعم المقاومة الشعبي بسلاح نوعي.

· إلى أي مدى تتوقع أن يكون مستوى الدعم الإيراني للحوثيين؟
الدعم الإيراني للحوثيين خلال الفترة الماضية كان دعمًا مفتوحًا غير محدود، بالسلاح والمال والخبرات والتدريب وشراء الحلفاء والولاءات، وغيره؛ فإيران لم تدخر جهدًا في الدعم، والمجتمع اليمني يدرك ذلك الحجم الهائل من الدعم اللوجستي بكل جوانبه، فطمعها بالوصول إلى الخليج وعلى رأسه المملكة وتطويقهم من الخلف أغراها بتقديم ذلك الدعم اللا محدود الذي تملكه الحوثي!
وأعتقد أن العاصفة أعادت التوازن الذي يرجوه كل سُنِّي في العالم ، وخلطت الأوراق على إيران ولطمتها لطمة ما زالت في غيبوبة منها!
وإن كانت إيران ما تزال مكابرة ومستميتة في دعم المشروع الحوثي وتحاول لملمة أوصاله المقطعة، وإحياء معنوياته المنهارة بسبب هذه الضربة الموجعة، كونه بالنسبة لها مصيريًّا، وستظل تكابر وتكابر!
ويجب على دول التحالف العربي السُّنِّي أن تسلب الراية وتتحمل راية المشروع العربي السُّنِّي بجدارة؛ حتى تقطع أنفاس إيران وتكبح جماحها وتقضي على أطماعها في العالم السني الواسع.

· هل ترى أن إيران مستعدة للدخول في صدام عسكري مع دول تحالف إعادة الأمل؟
لا أعتقد أن إيران مستعدة للمواجهة مع دول التحالف وإن اتسمت بعض أفعالها بالرعونة والتحدي كشأن السفينة أو محاولة هبوط طائرتها في صنعاء، فهذه الأفعال وإن بدت متحدية لكنها سرعان ما تخضع لمنطق القوة وتذعن لها، وباعتقادي أن إيران سوف تتخلى عن حليفها الحوثي وصالح متى شعرت بأنها في خطر وأن الحلف صارم وحازم.

· ما تقييمك لمؤتمر الرياض، وما أهم إيجابياته؟
مؤتمر الرياض ذو أهمية بالغة؛ فهو يمنح التحالف شرعية شعبية قوية إضافة إلى شرعيته السياسية، كما أنه يقطع الطريق على أية مؤتمرات أخرى لتدويل القضية كما كان يراد لها من قِبَل الأطراف المتاجرة بالشأن اليمني، ويكتسب المؤتمر أهمية كبيرة من كونه مؤتمر قرار وليس مؤتمر حوار؛ حيث يضع اللبنة الأخيرة لإمضاء وإقرار ما تم التحاور عليه من قبل كمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية ويزيدها تأكيدًا وقوة، وقد أظهر المؤتمر أن الحوثي وصالح يعيشان في عزلة شعبية وإقليمية ودولية، وبإعلان الرياض لا معنى لأية حوارات أخرى يدعو لها الحوثي وصالح، ولن تكون سوى مؤامرة جديدة لإطالة معاناة الشعب!
ولأجل هذا أعرب المؤتمِرون في الرياض بإجماع عن انزعاجهم من دعوة المندوب الجديد للأمم المتحدة لمؤتمر جديد، وعبروا عن رفضهم لذلك برسالة عاجلة للأمين العام للأمم المتحدة وقعت من جميع الأعضاء، وأكدوا أن مؤتمر الرياض الخاتم لكل ما سبقه من مبادرات وحوارات ومواثيق، وبدون هذا فلن يحسم شأن اليمن وسيظل ملفه لعبة في أيدي اللاعبين.

· ما موقف حزب السلم والتنمية من هذه الأحداث، وما علاقته بمؤتمر الرياض والحراك السياسي القائم؟
حزب السلم والتنمية يسعى مع بقية المكونات الوطنية اليوم جنبًا إلى جنب لاستعادة الشرعية اليمنية من أيدي الانقلابيين، وإنقاذ الوطن والحفاظ عليه من الانزلاق في الحرب الأهلية، والخروج به إلى بر الأمان، وهذه أهم الأولويات الوطنية اليوم، التي يجب أن يتوحَّد حولها الجميع مهما اختلفت رؤيتهم السياسية والفكرية؛ فالوطن سفينة الجميع والحفاظ عليها من الغرق مسئولية الجميع .
وبعد بلوغ هذه الغاية تأتي مرحلة البناء المشترك، وإرساء قواعد دولة المؤسسات المدنية وغيرها من الإصلاحات الأمنية والسياسية والاقتصادية، المهم اليوم إنقاذ اليمن ولليمن فقط، ولا مجال لأي عمل آخر غير المقاومة الميدانية لتحقيق هذا الهدف الأسمى، ويقضي الله بعد ذلك ما يشاء.

· قضية جنوب اليمن تراوح بين دعوات الانفصال والحفاظ على وحدة البلاد، ما الحل الأمثل لها؟
القضية الجنوبية عندنا سياسية عادلة بامتياز، ونحن مع إيلائها الأهمية والأولوية بعد قضية اليمن الأولى التي سبق ذكرها وهي إنقاذ اليمن واسترجاع شرعية الدولة المنهوبة، وفي اعتقادي أن في مخرجات الحوار الوطني التي اتفقت عليها كل الأطراف ومقررات إعلان الرياض الأخير ما يفي بحل هذا الإشكال ويخرجنا من دوائر المتاهة والضياع التي صنعها النظام السابق، وحل الأقاليم الستة والدولة الاتحادية كفيل بذلك أيضًا، أعود لأكرر: أن قضيتنا اليوم وقضية اليمن الكبرى هي قضية إنقاذ الوطن واستعادة شرعيته وسيادته وقطع أيدي ومخالب التغول الفارسي في اليمن.
وعلى رئاسة الدولة والحكومة أن تضاعف جهودها لدفع هذه الحرب الظالمة التي يشنها الحوثي وصالح التي تستبيح الدماء والكرامة وكل المقدرات وكل مقدرات الوطن بدون وجه حق، وأن يوقف هذا العدوان الغاشم والمجازر المروعة التي تتعرض لها عدن وتعز والضالع والبيضاء ومأرب وغيرها من محافظات الجمهورية، والعمل على إيصال الدعم الكافي والمعونات الغذائية والدوائية العاجلة، ودعم المقاومة الشعبية بالسلاح النوعي القادر على حسم المعركة بأقل الخسائر.

· كلمة أخيرة تريد أن توجهها، ولمن؟

أوجه ثلاثة رسائل هامة:

الأولى: إلى دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم والأمل سلمه الله.

أدعوهم لدعم المقاومة الشعبية على أرض الميدان وإمدادها بالسلاح النوعي العاجل، والعمل على فتح طريق آمن لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الذي أنهكته الحرب والجوع وإغاثته مما هو فيه قبل حلول شهر رمضان المبارك، وسرعة الترتيب لضمه إلى دول مجلس التعاون الخليجي؛ كونه الحل الأمثل لضمان بقائه في دائرة السنة وقطع الطمع الفارسي منه.

الثانية: للقيادة اليمنية، وأطالبها بسرعة إيجاد الأرضية المناسبة لعودة الدولة لممارسات مهامها مِن أرض الوطن، وفي أقل الأحوال إيجاد قيادة عسكرية ميدانية موحدة تأوي إليها المقاومة وتصدر عنها، ويعود إليها الشاردون من أبناء القوات المسلحة ويلوذ بها كل الشرفاء والمدافعين عن وطنهم.

الثالثة: دعوة الشعب اليمني للالتفاف حول المقاومة الشعبية ودعمها ونصرة الشرعية السياسية المتمثّلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ورفض الانقلاب الحوثي العفاشي؛ كونها الوسيلة الوحيدة لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق والهلاك، والعبور به إلى بر الأمان.