الخرس الزوجي

  • 167

الخرس في الحياة الزوجية مرض قاتل وداء فتَّاك, يقضي على الحب والتفاهم والأسس والأصول التي ينبغي أن تُبنى عليها الحياة الزوجية, والتي أرشدنا إليها القرآن الكريم في قوله سبحانه : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".


والخرس الزوجي يبعث على مشاعر اليأس لدى كثير مِن السيدات؛ حيث ترى زوجها إذا كان خارج البيت يضحك ويمازح الناس، فإذا ما دخل إلى بيته أصيب بسكتة كلامية .. وهكذا الرجل يرى زوجته متكلمة وحبوبة مع أقرنها مِن النساء لكن مع زوجها يصيبها الصمت، ففقدان التواصل بين الزوجين قد يكون شيئًا مضرًا جدًّا للحياة الزوجية، فالكلام هو خير علاج لأغلب المشاكل الزوجية.


وسوف نسرد بعض النقاط لعلاج هذه المشكلة :


1- فهم كل منهما لطبيعة الآخر ومعرفة ما يُسعده وما يزعجه, فعنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِني لأعلم إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى. قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمِنْ أين تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أما إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لا وَرَب مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ. قَالَتْ: قلْتُ: أجَلْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا اهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ. (أخرجه أحمد 6/30).


2- أن يشارك كل منهما الآخر في اهتماماته، وأن يتعرف على هواياته، ويتحدث معه في أمور تجذب اهتمامه.


3- على الزوجة أن تبحث عما يجعل الزوج يتجنب الحديث معها، فلربما بردت مشاعره وصار يشعر وكأن بينكما حاجزًا بسبب سلوكيات مِن جانبك جرحت كرامته؛ كرجل في الماضي أو ترسبات مِن عدة مشكلات، حاولي تجديد علاقتكِ به، واجعليه يستشعر أهميته عندكِ، عدلي مِن أسلوبكِ وكوني أكثر رقة.


4- كوني أنتِ البادئة بالحديث؛ فالزوج لديه اهتمامات ومشاغل كثيرة وهموم تشغله عن الحديث، ولا تنتقديه وتجرحيه بصورة دائمة؛ حتى لا يجعل مِن ذلك عذرًا لعدم التحدث معكِ.


5- على الزوجة ألا تنغمس في الأشغال المنزلية وفي تربية الأولاد وتهمل زينتها والاهتمام بزوجها بالنظرة الحانية والابتسامة الرقيقة وإظهار الفرحة بلقائه حين دخوله إلى البيت والأخذ برأيه ومشورته وإظهار اعتزازها وفخرها به.


6- تشجيع المتكلم؛ فالمستمع الجيد يلقي أسئلة مِن شأنها أن تشجِّع الطرف الآخر على التعمق والإدلاء بالمزيد، ولتبدأ الأسئلة بمن أين ولماذا وكيف، ولتتجنب الأسئلة التي يُجاب عليها بنعم أو لا.


7- أحيانًا يكون الرجل في حاجة إلى قسط مِن الحرية، وأن يكون منفردًا بنفسه، فاحترمي رغبته, ولا تقطعي خلوته؛ فالصمت هنا ليس مرضيًّا, ولو كام حديثكِ ضروريًا ضعي له ورقة يقرأها ويرد وقتما يكون مستعدًا.


وأخيرًا: وبما أن التعبير عن المشاعر هو أحد الأساليب الإيجابية للتواصل عند الإنسان مع الآخرين، فإن تعبير الزوجين عن مشاعرهما دليل على استمرار الحب والود والتفاهم, وسبيل إلى نجاح واستمرار الحياة الزوجية.


أسأل الله أن يملأ الله بيوتنا بالإيمان وأن يعمِّرها بالقرآن، وأن يقينا شر فتن الشيطان ما ظهر منها وما بطن, إنه الكريم المتعال.