"واشنطن بوست": العراقيون الفارون من جحيم داعش في الفلوجة لم تنته مآسيهم بعد

  • 49
أرشيفية

اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بمصير العراقيين الذين تمكنوا من الفرار من جحيم تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الفلوجة، وتوصلت إلى حقيقة أن خروج هؤلاء من المدينة لم ينه مأساتهم الكبرى ولم يكتب نهاية لخوفهم.

واستهلت الصحيفة - في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء - بالتحدث عن أسرة عراقية ظنت أنها باتت في مأمن لدى خروجها من مدينة الفلوجة، حتى أنها صرخت من الفرحة عند وصولها على أطراف المدينة، ولكن الدقائق التي تلت هذه الفرحة حملت معها أهوال الخوف عندما قُتل أحد أفرادها على حين غرة حين انفجرت فيه إحدى القنابل التي زرعها رجال الميليشيات الذين يحاصرون المدينة من الخارج.

ووصف أيمن فاروق، 17 عاما، هذا المشهد بـ"الشنيع"، قائلًا: إن ذويه رقدوا على الأرض غارقين في دمائهم وكانوا يصرخون طلبا للمساعدة"، مشيرا إلى أن أربعة من أقربائه – جميعهم أطفال - قُتلوا في الفلوجة، وأن آخرين فقدوا أطرافهم وكان لابد من حملهم لمدة نصف الساعة قبل أن يصلوا إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش العراقي.

ونوهت الصحيفة بأن القوات العراقية تحاول استعادة السيطرة على الفلوجة، التي سقطت في أيدي مسلحي داعش قبل أكثر من عامين، فيما يواجه المدنيون هناك أهوالا كثيرة ومخاطر جسام لدى محاولتهم الفرار من المدينة؛ فبجانب المتفجرات المزروعة في شوارع الفلوجة، يحاول مسلحو داعش منع السكان من الفرار كي يستخدموهم كدروع بشرية، فيما وصف أحد الأشخاص كيف أن المسلحين طاردوا ذويه وهم يحاولون الفرار إلى أن تمكنوا من قتل ثلاثة منهم.

وقالت الصحيفة: "حتى أولئك الذين وصلوا إلى أماكن آمنه لم تنته مأساتهم بعد؛ حيث أصبحت الحكومة العراقية ومنظمات الإغاثة تتحمل فوق طاقتها في توصيل المساعدات لهم، حتى إمدادات مياه الشرب لم تعد كافية لهم"، لافتة إلى أن أكثر من 4ر3 مليون عراقي قد تشردوا بسبب الصراع مع داعش حتى قبل بدء عملية تحرير الفلوجة، وأن هناك توقعات بزيادة هذه الأعداد عندما تقتحم القوات العراقية المدينة.

من جانبه، يقول عضو المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين كارل شمبري إن "طريق الخروج من الفلوجة مليء بالقناصة والمتفجرات، وحتى من جاء إلى هذه المخيمات ووجد الأمان فيها أصبح يعاني من شكل آخر من المخاوف، بيد أننا نبذل قصارى جهدنا لإمدادهم حتى بأكثر المساعدات أهمية بالنسبة لهم، فنحن بالفعل نتحمل أعباء كثيرة".

كما أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة العراقية تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية حادة بسبب انهيار أسعار النفط العالمية، فيما قوبلت مناشدات الأمم المتحدة بتوفير 861 مليون دولار أمريكي للعمل الإنساني في العراق خلال العام الجاري بتمويل لم يتجاز 30% من إجمالي هذا المبلغ، وتركزت أغلب وسائل المساعدات الدولية التي انهمرت على العراق خلال الفترة الأخيرة في المناطق الأكثر أمنا مثل إقليم كردستان الشمالي.