شهادات لناجين من المذابح الصربية تروي تعصبًا بغيضًا ضد المسلمين.. أبرزها قطع الرقاب وحرق المساجد

  • 23
الفتح - مقدونيا أرشيفية

تمثل نسبة الإسلام في مقدونيا تقريبا نحو 30% من إجمالي السكان، وهي خامس أكبر دولة في أوروبا بالنسبة المئوية بعد تركيا 99%، ثم كوسوفو 90%، ثم ألبانيا 70%، ثم البوسنة والهرسك 52%.

وبعض المناطق من مقدونيا، مثل: الشمالية الغربية والغربية أغلبيتها مسلمة. والغالبية العظمى من جميع المسلمين في البلاد هم من أصل ألباني، والباقون هم في الأساس من الأتراك والغجر والبشناق ومقدونيون.


مساحة مقدونيا وأهم الحرف فيها

يذكر أن مقدونيا إحدى الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد اليوغوسلافي السابق في ١٧ سبتمبر ۱۹۹۱م. وتقدر مساحة الجمهورية بنحو ٢٥,٣٣٣ كيلو متر مربع وعدد سكانها بحوالي ٢,١٥٩,٥٠٣ نسمة حسب تقديرات عام ١٩٩٥م. يتكون السكان من ٦٧% نصاری، ۳۰٪ مسلمین، ۳٪ آخرون، وتعد مقدونيا أفقر جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وتعتمد بشكل رئيس على الزراعة.


موقعها الجغرافي والمذابح التي حدثت فيها

تقع مقدونيا بين ألبانيا وصربيا وبلغاريا واليونان وكلها دول معادية للإسلام وتحمل تعصبا بغيضا ضد المسلمين، وقد كانت مقدونيا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية لمدة ستة قرون حتى عام ۱۹۱۲م.


وقد كانت مجزرة سربرينيتشا أكبر مجزرة في تاريخ أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ارتكبها جيش صرب البوسنة بزعامة رادوفان كراديتش وراتكو ملاديتش بحق سكان بلدة سربرينيتشا المسلمين بالبوسنة والهرسك في شهر يوليو 1995، وقتل فيها أكثر من 8000 شخص بين رجال وأطفال، وجسدت حالة من التطهير العرقي المقصود والمنهجي.

وتعددت روايات الناجين من هذه المذبحة، غير أنها اتفقت جميعها على قساوة المشهد، فالبعض يذكر كيف رأى الصرب يقتلون بعض الأطفال ويغتصبون النساء بجوار مقر قوات الحماية التابعة للأمم المتحدة، ولم تحرك قوات الحماية ساكنًا!

ويروي أحد الشهود أن الجنود قد أخذوا ثلاثة أشقاء ليلًا، وحينما بحثت عنهم والدتهم وجدتهم عراة وحناجرهم مقطوعة! كان المشهد دمويًا، حتى أن البعض قد حاول الانتحار من هول المشهد.

وفي السادس عشر من يوليو في العاشرة صباحًا، وصلت الحافلات التي تقلّ المعتقلين المسلمين، وتم اقتيادهم إلى أحد المنازل القريبة وأجبروا سائقي الحافلة على قتلهم ليضمنوا صمتهم في المستقبل.

وأما بقية المعتقلين فقامت المجموعة العاشرة للتخريب باصطفافهم وقتلهم واحدًا تلو الآخر حتى امتلأت المزرعة بالجثث!

وقد وُثق اعتراف لـ"درازن أرديموفيتش"، وهو أحد ضباط المجموعة التي شاركت في هذه المذبحة، أمام محكمة يوغسلافيا: أنهم قاموا في مزرعة برانيفوو العسكرية بتصفية ألف ومئتي (1200) مدني مسلم بدم بارد، تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والسادسة والسبعين (14-76)!

هذا بالإضافة إلى مذبحة "دار الثقافة" في بليتش والتي قتل فيها خمسمائة رجل (500) بعد أن أطلقوا النيران عليهم بعشوائية، ولم يكتفوا بهذا، بل ألقوا عليهم القنابل حتى تناثرت أشلاؤهم في كل مكان! ثم بعد ذلك، تم نقل الجثث إلى مزرعة برانيفوو والتي كانت بمثابة مقبرة جماعية.

وانتهت المذبحة بعد وقت قليل من توقيع اتفاق دايتون للسلام، والتي تسببت في إبادة 30 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.

وكانت هناك مذبحة أخرى وهي مذبحة "سربرنيتسا" التي اغتُصب فيها ما يقرب من خمسين ألف مسلمة بشناقية بشكل ممنهج، والحقيقة أن العدد يفوق هذا الرقم، فكثير ممن تم اغتصابهن مُتنَ في الحرب والأخريات يرفضن الحديث عما جرى.

هذا وقد كانت سكوبيا عاصمة مقدونيا هي إحدى المدن المهمة في البلقان وبنى فيها أكثر من ١٢٠ مسجدًا، وكان قاضيها يعد أحد المراجع المهمة في الدولة العثمانية، ورغم أن عدد المسلمين الآن في مقدونيا يقارب ٧٠٠ ألف أي أكثر من ٣٠٪، فإنهم ما زالوا في آخر القائمة من حيث التمثيل السياسي والحصول على حقوقهم المشروعة. وتوجد مشيخة للمسلمين تشرف على قضاياهم، لكن الجهل وضعف الإمكانات تقف حائلًا دون تحقيق أي تقدم حقيقي يضمن للمسلمين التمتع بحقوق المواطن الكاملة.