عيادة مختصة في الجزائر لعلاج إدمان "مواقع التواصل"

  • 219
أرشيفية


أصبح مركز معالجة مدمني الإنترنت والشبكات الاجتماعية في "الجزائر" بعد أكثر من عام على افتتاحه، قبلة لكل من حولت "الشبكة العنكبوتية" حياته إلى جحيم، وحلاّ مثالياً لكل من أبعدته "مواقع التواصل" عن الواقع الحقيقه وحولته من كائن ناطق إلى كائن افتراضي.

 

في هذا المركز العمومي الذي يوجد في محافظة "قسنطينة" شرق الجزائر، ويعد "الأول" من نوعه في إفريقيا والعالم العربي والثالث في العالم بعد "كوريا الجنوبية" و"الصين"، يتعالج المرضى الذين أبعدهم العالم الافتراضي عن واقعهم المعيشي من الإدمان على الإنترنت، خاصة "فيسبوك" على يد أخصائيين نفسيين واجتماعيين.

 

وقال مؤسس المركز ومدير المؤسسة الاستشفائية بقسنطينة "رؤوف بوقفة" إن هناك العشرات من الحالات المدمنة على الإنترنت بصدد متابعة العلاج على يد اثنين من المختصين في الأمراض العقلية وأخصائيين نفسيين وكذلك مساعدة اجتماعية، يقومون كلهم بمعاينة ومتابعة ومرافقة أصحاب العادات غير الصحية في استخدام الإنترنت، خاصة مدمني "الموقع الأزرق"، والإصغاء لهم، من أجل مساعدتهم على التخلص من هذه العادة السيئة التي حولتهم إلى كائنات افتراضية منعزلة.

 

وعن أصل هذه المبادرة الفريدة من نوعها، أكد "رؤوف بوقفة"  أنها بدأت عندما قرأ بالصدفة مقالاً عن إدمان الإنترنت وأعراضه، فوجد أنها تنطبق على الملايين من الجزائريين الذين أصبحت الشبكات الاجتماعية شغلهم الشاغل ورفيقهم الدائم، ففكر في إنشاء مركز خاص بمعالجة مدمني الإنترنت، حيث وجد اقتراحه قبولاً ومساندة من زملائه حتى تحول إلى حقيقة.

 

وفي السياق نفسه، أفاد "رؤوف بوقفة" بأنه منذ ظهور الشبكات الاجتماعية "أصبح الجزائريون مهووسين بهذه المواقع، يستهلكون وقتهم بصفة متزايدة وراء شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية حتى أصبحوا معزولين اجتماعياً"، مؤكداً أنه "تم تسجيل حالات أشخاص قطعوا تواصلهم وعلاقتهم بواقعهم الاجتماعي لعدة أيام"، مبيناً أن "فقدان التواصل الاجتماعي مع الواقع الحقيقي ورسم الصورة الخيالية للحياة المثالية على الواقع الافتراضي هي من أكثر الملامح التي يلحظها لدى مدمني هذه المواقع".

 

وبخصوص أعراض الإدمان، أكد أن من أهمها الجلوس لأكثر من 5 ساعات يومياً وراء الإنترنت وتصفحها دون جدوى أو هدف والتحديق المستمر في الهواتف الذكية، إلى جانب تخيل صوت الرسائل أو "الميسنجر" في بعض الأحيان، وحدوث اضطرابات في النوم تجعل الشخص يستيقظ بين الحين والآخر لتصفح مواقع التواصل والاطلاع على جديدها، وشعوره بالاكتئاب والقلق في صورة انقطاع الإنترنت أو الكهرباء.